ان الاستكبار يحاول جاهداً وبكل وسيلة ان يطمس معالم أي تحرك ووعي شعبي سواء كان ذلك التحرك عسكرياً ام اقتصادياً ام فكرياً والاخير يمثل للاستكبار اقوى ضربةٌ له لان بواسطة الفكر والمعرفة يتحصل الوعي فاذا ما وعى الفرد او الامة المستضعفة سوف لا تبقى مكتوفةِ الايدي ازاء ما يحصل لها من ذل وهوان من المستكبرين واذنابهم ان هذه القضية هي حقيقة تاريخة بل وسنة من سسن الله في الكون والاستكبار يتخذ صور عنده وهذا واضح المعالم على طول خط الاستكبار فتاراً يأتي باسم الديمقراطية واخرى باسم حفظ السلام ووو...الخ فيفرض نفسه على الامة ويجثوا على صدرها واذا ما استتبت له الامور اتخذ منهجاً آخر واهداف اخرى غير ما جاء بها فبدل ان ينمّي الاقتصاد في ذلك البلد تراه يسرق كل مقومات الاقتصاد من امثال البترول والغار الطبيعي وبدل ان يُزهِر الزراعة تراه يأمر اذنابه بأستيراد المواد الغذائية لما تتأتى له من ارباح من هذه التجارات فيتضرر ازاء ذلك الفلاح أي تضرر وبدل ان يدعم السوق المركزي تراه يفرض ضرائب جمرجية على كل بضاعة تدخل الى البلد والتاجر بطبيعة الحال سوف يقوم بزيادة اسعار تلك السلع وذلك المُستَهلَك ويعود ضرره بالاخير على الانسان البسيط والصناعة المحلية فهو يحاول جاهداً ان يمص خيرات الامة لفائدته واذنابه حتى لا يكون للامة أي قوة للرد عليه وتبيان حقائقه الخبيثة فاذا فقد الفرد ادنى مقومات الحياة من المسكن والملبس والمأكل تراه يلهث في سبيل الحصول على تلك الاساسيات الحياتية وان تطلب الامر منه ان يهجر العائلة الى عدة اسابيع او اشهر او حتى عدة سنين فبهذه المعادلة اللعينة التي اتخذها الاستكبار فهل نتوقع من تلك الامة المستضعفة المهانة التي تركض وراء لقمة العيش ان تتحرر يقول رجل الاسلام علي ابن ابي طالب (لو كان الفقر رجل لقتلته) نعم ان الفقر اساس الذل والهوان والاستضعاف لكثير من افراد الامة أي امة كانت .وسوف نتطرق في مقال آخر الى اسباب الفقر والدوافع التي ادت اليه في سلسلة المقلات والبحوث التي اسميناها (ربيع الوعي العالمي)مناشداً كل علماء ومفكري العالم الاسلامي والمسيحي العلماء والمفكرين الدينين واللادينين الكتّاب والشعراء والفنانين وكل من يريد الحرية ان تسود والديمقراطية ان تتجلى بأوضح صورها والشعوب المستضعفة ان تتحرر والرذيلة ان تنتهي والفضائل ان تسود ان ينضموا الى هذا الربيع المبارك وان يكتبوا ويتكلموا ويرسموا كلٌ بحسب تخصصه ومكان عمله العالم في بحوثه ومحاضراته والمفكر في مأتمراته والطبيب في مشفاه والعامل في مصنع عمله والفلاح في مزرعته ملتمساً من الجميع الخير والعطاء والجهد والمثابرة لكشف زيف الاستكبار واذنابه في كل بقاع العالم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية