أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طبيعة التشبيح ...عواد الثورة

في هذا البلد المعطاء للعائلة الحاكمة، وبدرجات متفاوتة من التشبيح، نُسجت حول الحكم المستبد وأعوانه، فئة ما يسمى باللفيف.

اتسعت هذه الفئة أفقياً وعمودياً في طول البلاد وعرضها، وازداد قطرها ونسيجها في كل حقبة من حِقب الحكم الذي ظنَّ عبيده (ولا أقصد مؤيديه بل الذين يرون فيه إلهاً منزلاً) أنه سيدوم للأبد بحق، ليشمل فئات واختصاصات عديدة في مكونات المجتمع السوري، فهناك الشبيح الإعلامي، والشبيح الموسيقي والشبيح الرياضي والشبيح الثقافي، وشبيح المؤسسات، وشبيح المسارح، وشبيح المقاصف....وصولاً إلى أصغر موظف تموين يحسب عدد المحال في شارع ما، بعدد الورقات من فئة الخمسمائة، هؤلاء وكل من لم يفكر بآخرته. 

ومع اتساع الرقعة المستفيدة بشكل ما، من طريقة الحكم الفاسدة في مجمل موؤسسات الدولة، وبعد أن كان مظهر الفساد رؤية ابن المسؤول يركب أفضل وأحدث موديلات السيارات، أصبحنا نرى قرية المسؤول الفلاني أفضل من سواها في كل شيء، لأن الله حباها بوجود رجل وازن في بيت طاعة الحاكم.

وحين اندلعت الأحداث في بلاد الخوف، واهتزت أقبية المخابرات امتد التشبيح ليشمل كل الطبقات المستفيدة بشكل مباشر وغير مباشر من الطغمة، ليغدو الشخص البسيط المستفيد... شبيحاً، لأنه افتقد الأمان والمصلحة، وتلقائياً أصبح مناضلاً (تحت اسم اللجان الشعبية) ضد كل دعاة الحرية المسلحين منهم وغير المسلحين، فوصف الجميع بعبيد النيتو، حتى أصبح التشبيح هدفاً يخرج من دافع شخصي، وليس وسيلة ... طبعاً يملك البعض لا طِباعاً يمتلكهاً.

زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي