بعد أن استقطبت السينمائيين من مختلف أنحاء العالم، بدأت صالات العرض اللبنانية تختفي بعد أن هجرها روادها وبددت ثقافة "ال dvd" عشق اللبنانيين للسينما.
وتشير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إلى أن عشرة آلاف عامل وموظف تم تسريحهم من العمل بعد إقفال دور السينما من قبل أصحابها بسبب ضعف المردود المالي والاقتصادي الذي لا يفي بالتكاليف.
وتؤكد أن أغلب دور السينما تحولت الى مؤسسات تجارية وشركات عرض ومحلات تهتم بالشؤون التجارية "وهذا الوضع أدى الى سينما متناثرة في بعض المناطق، أهمها في منطقة الكسليك، بينما ساحة البرج وشارع الحمراء لم يعد فيهما أي أثر للفن السينمائي".
ويقول عبدالكريم ديمون رئيس جمعية العاملين في السينما اللبنانية "ان مشاكل السينما عديدة ومن أهمها الأضرار التي ألحقتها التلفزيونات والفيديو، لاسيما الأخير الذي اعتبره نصف مصيبة، فأكثر الافلام الخاصة بالفيديو انتشرت في المحلات قبل عرضها في الصالات، ونسبة التأثير تتعدى الـ30 بالمئة إذا ما قورنت بما تنشره التلفزيونات. إضافة الى الاختراعات الأخرى التي طرأت على الساحة السينمائية مثل الكومبيوتر والإنترنت وغير ذلك، وهذا ما يعتبر مضاربة غير مشروعة من ناحية إباحة الافلام التي تباع بالسوق قبل العرض الأول بالسينما".
ويحصر الباحثون والمهتمون بالسينما اللبنانية المشاكل والمصاعب التي تؤثر على تطورها بالمحتوى الذي تتناوله ويدور غالباً حول موضوعات بعيدة عن هموم الجماهير ومشاغلها، "في محاولة تغييب للواقعين السياسي والاجتماعي لذلك كان يتم اللجوء الى طرح موضوعات بوليسية وأخرى غايتها التهريج والتسلية في محاولة لأخذ المشاهد من واقعه وتغريبه عنه".
ويقول أحد النقاد السينمائيين "في الماضي كانت السينما معروفة من خلال صالات العرض التي نالت شهرة، فهي ليست الفن السابع فقط، لأن الفن يشمل الفنون كافة، وبعد أن لعبت دوراً كبيراً حيث كانت تعج بالمشاهدين، إذا بإختراع الفيديو والكومبيوتر والإنترنت وهم الأعداء اللدودون للسينما، يحجبون الصالات بالإفلاس".
ويضيف "تفاجأ حين ترى الحضور في بعض الصالات لا يتعدى العشرة أشخاص وأحياناً اقل، عدا أن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه أكثر شرائح المجتمع له دور فعال، وذلك لغلاء سعر تذكرة الدخول قياساً على سعر أيام زمان، خصوصاً متى علمنا أن هذه النسبة تأخذ من دخل أبناء الطبقات الكادحة اليومي".
وتقول فاطمة جمال (ربة منزل) "رزق الله على أيام زمان عندما كانت السينما في عظمة تألقها، وساحات الشوارع تعرف من خلالها، كنا نحب أن نشاهد الأفلام الاستعراضية والرومانسية، والأفلام التي تعالج المشاكل الاجتماعية".
وتضيف "بعض دور السينما في الماضي وإن عرضت أفضل الأفلام، فلا نستطيع الحضور فيها وذلك لأسباب تعود لنوعية رواد هذه الصالات، لذا كان يتحكم بإرتفاع او انخفاض مشاهدي الأفلام، أولاً قوة الفيلم وثانياً الدار التي تعرضه".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية