أقام المركز الثقافي العربي في حماة مساء يوم الثلاثاء أمسية شعرية للشاعرين الحمويين السيدة "مروة حلاوة"، والسيد "عبد المجيد عرفة"، بحضور جمهور من الأدباء والشعراء والمهتمين من أصحاب الذائقة الجمالية.. والبداية كانت مع الشاعرة "مروة حلاوة" التي قدمها السيد مدير المركز قائلا: «على المحبة نلتقي وخاصة أننا في شهر شباط شهر الحب كما يقولون حيث شاهدنا شدة حرص الباعة على اختيار أشد الألوان حمرة لتقديمها لمن يحتفلون بهذه المناسبة الوافدة على بلادنا ، ومن المعروف أن شهر شباط من الأشهر السريانية وتسميته تعود إلى البابلية ومعناها "شاباطو" وهي مستمدة من الزوابع والعواصف، ومستمدة من فعل "شبط"، بمعنى الجلد والضرب والصلب. فأين الحب من هذا المعنى، وعلى كل حال إن الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر، والعواطف النبيلة تعبر عنها الأفعال الحميدة، ويقول أفلاطون: «لكي تكون شاعرا يجب أن يملأ الحب قلبك».
في الشعر يلتبس الكلام مقاصد وتحل في المعنى ملابس غيره
فلربما يبكي التراب سحابه والعش يأوي في المساء لطيره
مع رقة الكلام وعذوبة المعاني والشاعرة " مروة حلاوة "».
مساء الخير وكما قال الأستاذ عن عيد الحب ستكون هذه الأمسية بالنسبة ليّ "عيد الحب"، وسـأشطرها شطرين للرجال والنساء .. والقصيدة الأولى لرجل أحبه "عاصي القمر"
أفقٌ.. ويتّسع الحقيقةََ قلبُه
ويداه ما ساواهما حتّى المطرْ
يعفو عن الصمِّ القساةُ قلوبهمْ
و"حماةُ" كم تقسو حجارتُها البشرْ
أنسيتَ يا"عاصي" أصابعَهُ التي
أسرتْ بفضّتكَ الغزالاتِ الصورْ
يامنذر الروح الجميلة إنني
ضيّعت في عينيك بَوصِلةَ السفرْ
والقصيدة الثانية "لرجل لا أحبه":
قصيدة : لاأحبك
منها:
فإذا شئتَ اقتراباً فاقترب ثمّة مقهىً
آخر الدربِ إلى القلبِ.. صغيرٌ
دائريُّ الطقسِ محزونٌ..
لما لاقى من الريح على مرِّ السنينْ
حيث روحي تسكب الشاي َ.. أوِ القهوةَ..
أو بعضَ نبيذٍ عربيٍّ بكؤوسِ الزاهدينْ
لرفاقي الطيبينْ
إنّهم بعضُ نساءٍ.. ورجالٍ متعبينْ
كلَّما ثارت شجونٌ
في دماهم أو قراهم دخلوهُ.. آمنينْ
وقدمت قصائد أخرى ضمن إطار العنوان "الحب" لهذه الأمسية.
ثم تم تقديم الشاعر "عبد المجيد عرفة"، الذي بدأ قصائده بالطرفة التالية: «قديما في حماة كان الشباب يجرون خلف البنات في شوارع المدينة ويتحرشون بهم مطلقين كلمات نابية وأحم وسواها من أدواة التقحيم، احدى الفتيات استدرجت شابا ممن يقحمون وراءها إلى حيّها ثم نادت على أبناء الحارة ليلقنوا هذا الشاب درسا أعتقد لن ينساه ..وتقوا له الفتاة:
يا غبيا في هوانا قد وقع جاء يبغي الوصل في هذي البقع
جاء يمشي خلفنا يسمعنا من بذيء القول ما ينبي السمع
أظننت الوصل سهلا عندنا غيركم جرب لكن ما انتفع
كلما جئتم نعجل سيرنا كلما قلتم أحم نقول وجع».
بعدها ألقى عدة قصائد تتعلق بالحب والغزل. ومن قصيدة "لقاء بلا موعد" قال:
كم رجتني وقالت عبد لا تجئ فقد أفاقت عيون الأهل والملأ
ولا تغامر ولا تخطئ بموعدنا فقد كفى ماارتكبناه من الخطأ
كم مرة جئت والأهلون ماهجعوا وموعد بيننا للوصل لم يجئ
أُشاغل الأهل والسمار عنك بما يُذاع في نشرة الأخبار من نبأ
وأرفع الصوت حينا ثمّ أخفضه كمن يُخالط بين الجد والهزء
وصوت قلبي ينادي وهو مضطرب يا عبد لا تفضح الأسرار واختبئ
ومن قصيدة "نشيد الغزل" نقتطع هذه الأبيات:
أشعلي قلبي المعنى أشعلي كلما استرجعت ذكرى القبل
وابعثي الآهات تذكي ناره علّ همي بسناها ينجلي
أحرق الوجد نُسيمات الصبا فتنسمت رياح الأجل
وهمى الشيب ليطفي ولعي فنما الحب بشيب خضل
كلما الحب رماني بالنوى زادني شوقا إلى المستقبل
مثلما الشمس إذا ماانكسفت يتراءى طيفها في المقل
أيُّ سر أرجع الكهل فتى يتغنى بنشيد الغزل
ومن قصيدة "العاشقان" نقتطع هذه الأبيات:
سكنت (حماة) أم سكنت بقلبي؟ سؤال ما وجدت له جوابا
كلانا في الجوى المشبوب يكوى وبالأشواق قد صهرا وذابا
فإن غنت نواعير تغنى يردد (ميجناها والعتابا)
وإن فاحت أزاهير بعطر تنسم من حدائقها الملابا
وإن عتبت (حماة) عليه يوما سعى لرحابها شوقا وآبا
وكيف تطيق عن قلبي ابتعدا وكيف يطيق هجرا واغترابا؟
وقد ولدتهما أمّ رؤوم وعاشا توأما شبا وشابا
وهكذا حلق الجمهور كنورس هام بزرقة الحب عشقا وطاف على قمم المعاني يستنشق عطر الإنسان حضارة وحياة ...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية