أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المساكنة اسم جديد للزنا ينتشر في الأردن

ها نحن مرة اخرى نطرق ابواب الشعوب الغربية لننساق وراءهم بعمى مستغرب، وقد كان لهذا الانسياق تأثيرات كبيرة على مجتمعاتنا الاسلامية والتي عانت وتعاني من تقليد عادات غربية باتت ظواهر بل ومشاكل تعشش في المجتمع العربي والإسلامي. ومن تلك العادات او الممارسات الغربية ما يعرف بالمساكنة والتي انتقلت بين ليلة وضحاها إلى بلادنا ونخرت في بنيان مجتمعاتنا.
والمساكنة هي قيام رجل وامرأة بالعيش والسكن مع بعضهما البعض خارج اطار مؤسسة الزواج بما فيها من التزامات، فيعيشان كزوجين في ممارساتهما ولكنهما خارج الالتزامات والضوابط الشرعية والقانونية المعتادة في مجتمعنا.
'' اللواء '' التقت عدداً من هؤلاء الذين نزعوا لباس الطهر والالتزام الديني والاجتماعي وتبرءوا من العادات والتقاليد الاسلامية ليلحقوا بالعادات والتقاليد الأوروبية حيث التقينا بعد جهد عدداً من الشباب والفتيات الذين يعيشون بالمساكنة:
تجربة
هديل ''25 عاما'' قالت وبكل جرأة: انها تعمل في احدى الشركات الأجنبية وانها تؤمن ان الانسان يحق له العيش كما يريد دون اي محاذير او محظورات طالما انه لا يسبب اي ضرر لغيره، وعلى هذا فانها اختارت هي وصديقها المساكنة لانهم غير مستعدين لالتزامات الحياة الزوجية وما يترتب عليها من مسؤوليات أمام الأهل والمجتمع. وتتابع: في البداية واجهنا صعوبات في اللقاء في الشقة التي قمنا باستئجارها في إحدى مناطق عمان حيث لا يعرفنا احد ولا يتدخل بنا احد إلى أن قمنا بالتخطيط بشكل جيد، ثم اصبحنا نلتقي دون قلق وخاصة ان عملي يتطلب السفر الكثير ما يوفر لي حجة مناسبة لقضاء أيام طولية خارج المنزل.
وتقول: انهما يعيشان كزوجين أسعد بكثير من الأزواج الذين حصلوا على عقد زواج من المحكمة! لأن لا احد يلتزم للطرف الآخر بشيء، وكانوا قد اتفقوا ان يقوموا بالارتباط بشكل رسمي أمام الناس والمجتمع بعد فترة تجربة المساكنة ليروا هل هم قادرون على العيش مع بعضهم ام ان الحياة الزوجية ستكون تقليديا تنتهي بالطلاق .
تمرين
واتفق هاشم 22 عاما وهو طالب في جامعة اليرموك مع ما ذهبت إليه هديل في أن الكثير من الشباب وجد ضالته في المساكنة، وعن نفسه يقول أنه جرب العيش مع زملائه من قبل ووجد ان العيش مع فتاة افضل بكثير وخاصة (انك تتمرن على الحياة الزوجية من حيث الالتزام وطرق التصرف مع الجنس الاخر، وهذا كان قراري وقرارها ولا نسمح لاحد بانتقاده او الانتقاص من رغباتنا وقناعاتنا، وقد سبقنا إلى المساكنة الكثير من الشعوب الأوروبية المتحضرة).
افضل من الطلاق
أما حمزة وهو طالب يمني يدرس في الجامعة الأردنية فقد قال: إنه من أسرة ملتزمة دينيا ويعرف ان المساكنة حرام شرعا ولا تجوز في الأعراف العربية ولا تطابق العادات والتقاليد ،لكن ظاهرة الانفصال والطلاق اخطر منها بكثير لانها تهدد الأمن الاجتماعي. ولا يستطيع احد الانكار ان من اهم اسباب الطلاق عدم توافق الطرفين في الفكر وفي الاخلاق وفي العادات، فنحن بالمساكنة يمكن ان نتجاوز كل تلك المحن ففي الفترة التي نقضيها مع بعضنا تحت سقف واحد يكتشف الواحد منا الآخر، فإذا وجدنا اختلافات كثيرة يمكن الانفصال، وفي هذه الحالة لن نكون ضمن صفوف المطلقين، ولن ينتج عن تجربتنا الفاشلة أبناء يمكن ان يسيروا في طريق التشرد والضياع ،وهو الان يعيش مع طالبة عربية مغتربة منذ ثلاثة سنوات وقد قرر الارتباط بها بشكل رسمي بعد التخرج لانه وجد فيها ما يريد.
رفض
أما جمانة 28 عاما موظفة في القطاع الخاص فقد قالت: إنها لا تستطيع الاعتراض على رغبات الناس ولا مشكلة عندها بأن يعيش الفرد حياته كما يريدها، لكنها ترفض فكرة المساكنة لان هذا الأمر يرفضه المجتمع ويحرمه الدين الاسلامي الحنيف الذي نعيش ضمن تعاليمه ونموت ونحن محافظون على مبادئه السامية الراقية التي تحفظ مكانة الشباب والشابات، وتمنعهم من الانجراف في تيار الشهوات البالية والانسياق وراء عادات حيوانية انساق وراءها الكثير من ابناء الشعوب التي يطلق عليها شعوب متحضرة ، لكن الأمر لا يتصل بالتربية فقط بل يتصل بعلاقة وطيدة مع الالتزام الديني فكل الديانات ترفض العلاقة غير الشرعية بين الشاب والفتاة.
حرام
وقال هاني ''23عاما '' طالب جامعي: إن الاصل في الاسلام الزواج ثم المساكنة، فلا يجوز العيش مع فتاة تحت سقف واحد وهي غريبة عنك، ويحرم حتى النظر إليها، فكيف بالعيش معها؟ اما بما يخص الراحة في المساكنة فهذا امر غير معقول لأن كل من ابتعد عن الدين الاسلامي تعيس جدا،والعلاقة غير الشرعية لا تضيف إلى الحياة سوى المشقة والمشاكل والكوارث .
سعيدة
وقالت عبير وهي طالبة جامعية: إنها تعيش مع صديقها الأردني منذ اكثر من اربع سنوات وهي سعيدة جدا في المساكنة خاصة ان صديقها خلوق جدا، لم يزعجها يوما ولم يسيء اليها ويساعدها في توفير احتياجاتها ويسهر على راحتها خاصة أن عائلتها تعيش في إحدى المحافظات البعيدة عن عمان، ونحن سعيدان بالرغم من معارضة الكثير من الاصدقاء والمعارف ،فنحن شخصان راشدان ولا يحق لاحد ان يعطي أحكاما على قرارنا، بالصواب او بالخطأ. المهم ان يعيش المرء وفقا لقناعته.
مقدمة للزواج
وبدوره قال جهاد 28 عاما: أعيش سويا مع صديقتي منذ سنة تقريبا، واجد الأمر رائعا أن نستطيع ان نكون سويا. المساكنة ليست بديلا عن الزواج، ولكنها بداية العلاقة ''ومن وجهة نظره'' من الأفضل اختيار المساكنة أولا، والتأكد أن الحياة سويا تسير بشكل جيد من دون مشاكل، عندها من الممكن الزواج وإنجاب الأولاد. أهلي رفضوا الفكرة، وخاصة أبي، لأن الأمر غريب عن عاداتهم ومفاهيمهم، فهم لا يعلمون ان الأمر بات عاديا إلى حد ما، وأن الكثير من الشباب والشابات يعيشون مع بعضهم دون الارتباط بميثاق الزواج، وهم يرفضون الفكرة، ويحاولون البحث لي عن فتاة اخرى لأتزوجها، وأنا ارفض الزواج، رغم أن المساكنة لا تلغي فكرة الزواج، بل ارغب في الزواج من الفتاة التي اعيش معها.
قصص
وقد سمعنا اثناء جولتنا الكثير من قصص المساكنة بين طلبة الجامعات، منها قصة فتاة عاشت فترة الأربع سنوات مع صديقها، وأخرى نتج عن المساكنة طفل ورفض الشاب الزواج من الفتاة، واخرى ساكنت أكثر من خمسة اشخاص وعائلتها يعتقدون انها تجتهد بدروسها، وأخرى ساكنت صديقها لعامين ولم تستطع الرجوع لعائلتها بعد انهاء دراستها لأن ابن عمها كان قد خطبها، ورفضت الزواج من ابن عمها حتى لا ينفضح أمرها .
حكم الشرع
وعن هذه الظاهرة تحدثنا مع أستاذ الشريعة د. محمد ابو طالب من الجامعة الأردنية والذي قال: إن لفظ المساكنة في الاصطلاحات الشرعية تعني السكينة والهدوء والطمأنينة وقد جعل الله تعالى الزواج سكينة فلا يجوز تسمية هذا الامر الذي يدخل تحت مظلة المحرمات والكبائر بـ (المساكنة) فهذا زنا واضح، ولا نستطيع تغليفه بغير هذا الإطار، وهذه العلاقة يحرمها الإسلام جملةً وتفصيلا .ويجب ان لا ينساق شبابنا وراء تلك العادات الغربية التي لا تزيد مجتمعنا إلا تفككاً وانحلالاً .
مشكلة مدمرة
وبدورها قالت المتخصصة الاجتماعية في جامعة اليرموك جميلة الزعبي: لا يمكن تسمية المساكنة بمشكلة فهي لم ترقَ بفضل الله الى هذا المستوى، فهذه تجارب فردية لبعض الذين ابتعدوا عن الدين في سبيل الحصول على متعتهم الآنية، لكن لابد من تسليط الضوء عليها حتى لا تتحول المساكنة الى مشكلة تدمر تركيبة المجتمع وتقوضها، وخاصة ان المجتمع في الوقت الحاضر يعاني مما نسميه العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج لأسباب كثيرة، واذا ما تنامت المساكنة، فإن العنوسة من أسبابها، خاصة أن الفتاة سريعة التعلق بحبال متآكلة وبأحلام وهمية ووعود كاذبة تصدر عن احد الشباب الذي يسعى للمساكنة .
وأضافت الزعبي : ان المساكنة ستزيد أعداد أطفال السفاح، وتضاعف أعداد جرائم الشرف، كما يمكن أن تسهم في نشر العديد من الأمراض الجنسية، خاصة ان المتساكنين يمكن ان تكون لديهم العديد من العلاقات غير المشروعة أو أكثر من تجربة مساكنة.
بين الطالبات
هذه الأمثلة كانت جزءاً مما سمعناه وشاهدناه، وهناك غيرها الكثير من قصص رفض أبطالها الحديث معنا، وقد ركزنا في موضوعنا هذا على حالات أفرادها أردنيون أو عرب، علماً أن هناك حالات كثيرة أخرى يكون فيها احد الطرفين أجنبيا أو أردنيا عاش وتربى في الخارج وعندما عاد بقي على عاداته دون تغيير. وقد لاحظنا أن هذه الظاهرة أكثر انتشاراً بين الطالبات المغتربات اللواتي يعشن مع طلاب أو شباب مغتربين أو أردنيين كما ينتشر بنسبة اقل بين الطالبات اللواتي يعشن بعيداً عن الأهل، خاصة في المدن الكبيرة التي يسهل الاختفاء فيها مثل عمان واربد والزرقاء.. .
بعض من حاورناهم كانوا بالفعل مقتنعين بصواب ما يفعلون، وبعضهم اعترف (ولو ضمنياً) انه غير مقتنع وان القصة نزوة لكن يبقى الأمر ظاهرة تستحق التوقف عندها قبل أن تتفاقم.
ونحن هنا نطالب بتشديد رقابة الأهل على أبنائهم وبناتهم وتشديد الرقابة على أصحاب العقارات الذين يؤجرون شققهم لأي شاب مع فتاة دون التأكد انهما متزوجان، ويجب إيجاد حلول لظاهرة العنوسة، والتي هي من أهم أسباب الكثير من الظواهر الدخيلة على المجتمع الاردني الملتزم ،ويجب على إدارة الجامعات ان تنتبه لما يحصل خلف أسوارها لأن الجامعات قبل ان تكون مؤسسات تعليمية فهي مؤسسات تربوية.

اللواء - محمد سبتي
(495)    هل أعجبتك المقالة (536)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي