تعد مشكلة البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم العربي ، ولعل أسوأ وأبرز سمات الأزمة الاقتصادية التي توجد في الدول العربية والنامية على حد سواء هي تفاقم مشكلة البطالة أي التزايد المستمر المطرد في عدد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه.
ما يخدم عنوان مقالتي هو الحديث عن نوعين من البطالة :البطالة الاختيارية و البطالة الإجبارية
فالبطالة الاختيارية هي الحالة التي ينسحب فيها شخص من عمله بمحض إرادته لأسباب معينة، أما البطالة الإجبارية فهي تلك الحالة التي يجبر فيها العامل على ترك عمله أي دون إرادته مع أنه راغب و قادر على العمل عند مستوى أجر سائد.
من خلال اطلاعي على عدة مراجع ترصد حالة انتشار البطالة في المجتمعات العربية عموما والسورية خصوصا وجدت أن السبب المباشر هو غياب الاستراتيجيات الوطنية التي تربط بين التعليم ومخرجاته أو بين التعليم وحاجة السوق المحلية ، لذلك نلاحظ زيادة في حملة الشهادات الجامعية تزداد طردا مع انتشار البطالة والذنب هنا ليس ذنب المواطن بل ذنب الحكومات الغير قادرة على استيعاب مخرجات التعليم والاستفادة من الطاقات الشبابية .
ما دفعني للحديث عن البطالة لاسيما الاجبارية منها القرار الأخير الذي صدر من وزارة الاعلام عن تسريح ونقل أعداد من العاملين في التلفزيون السوري ، ورغم أنني أعمل في كنف الوزارة وغير متضررة من القرار الا أن رؤية من انقطع رزقهم بشحطة قلم ألمني ودفعني للكتابة رغم جهلي للنتائج التي يمكن أن يترتب عليها كتابتي للمقال .
قبل عدة سنوات كتبت عن اقتراح إعلامي تحت مسمى الإعلام البديل ، واليوم يمكن تجزئة الاقتراح تحت مسمى التلفزيون البديل.
ما أود طرحه هو مشروع نواة لقناة تلفزيونية جديدة تابعة لوزارة الإعلام "وغير مستقلة " تُشكل كوادرها بعد مراقبة غير معلنة لمعظم الطاقات الموجودة في التلفزيون السوري العتيد والعتيق حيث يتم غربلة أهم الطاقات لتكون فاعلة في القناة الفرضية ، طبعا عن طريق لجنة تحمل أسماء كبيرة لا أحد يشكك في نجاحاتها التي حققوها في مجال الأدب والسياسة والإعلام..... ، وهذا يتنافى مع تشكيل اللجان إياها التي تعتمد على أسماء غير معروفة أصلا أو مهملة أو فاشلة أصلا ، أما تجهيزات المكان فلا تحتاج الى ميزانيات طائلة بل يمكن أن تكون في هنكارات مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة طبعا بالاعتماد على لجان شراء نزيهة تنفق الكثير وتشفط القليل وليست على غرار اللجان الموجودة التي تشفط الكثير وتنفق على التلفزيون القليل القليل ، المهم أن لا تكون التعيينات وفق الواسطة الفلانية أوبتليفون من المسؤول العلاني ، بل كل حسب عمله واجتهاده وظهوره وثقافته .
في عودة الى ما صدر من قرارات تضمنت فصل أو نقل بعض العاملين بالتلفزيون السوري، نقولها وبصراحة لقد تمت مداواة الخلل بالخلل نفسه ، فبدل أن يتم المنع النهائي لأي تعيين عبر نظام البونات خصوصا وفق الطريقة العشوائي على مبدأ "الخطي" وجبر الخواطر ، وتاليا يتم دراسة من لا يعملون حقا بل يأخذون النقود وكأن التلفزيون السوري تحول الى دار رعاية ، أما أن يتم إقصاء من يعملون ولهم بصمات واضحة في التلفزيون فهذا ما يمكن إدراجه تحت بند المثل القائل قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ، أما المشكلة الحقيقية فهي أن المعالجة لم تتم بشكل صحيح ، بمعنى أن تتم محاسبة المدراء الذين تتالوا على التلفزيون وحولوه الى دار رعاية أو إعانة وكدسوا ما كدسوه من جيوش من الموظفين وبالمقابل كدسوا في جيوبهم الكثير من الملايين، وبدل أن يتحول هؤلاء الى الرقابة والمحاسبة ، وأنا لا أقصد الجميع إنما الفاسد يعرف نفسه تماما ، يصار الى ترقيتهم لمرتبة أعلى أو ببساطة شديدة ولا أسهل من أن يوضع المدير ممن ثبتت عليهم تهم فساد أو ثبت فشلهم تحت تصرف الوزير .
المشكلة تراكمت ومعالجتها يجب أن تبدأ من الرؤوس الذين أفسدوا التلفزيون وليس ممن قطعت عنهم لقمة عيشهم الوحيدة .
عذرا مسؤولينا هذه مجرد تكهنات تبدأ عادة مع نهاية عام وبداية آخر ومعهما تصبح هدية قطع الأرزاق مقبولة أليس كذلك ؟
طرد بعض العاملين بالتلفزيون السوري .. هدية العام الجديد
ميساء نعامة – كلنا شركاء
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية