أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدراما السورية: الانبهار بالنجاح يعمي العيون عن نجاحات الآخرين

فرضت الدراما السورية نفسها على عدد كبير من الشاشات العربية بسبب تنوع موضوعات وملامستها للواقع والمستوى الفني المتميز لبعض الأعمال.

ورافق الانتشار الكبير للأعمال السورية عددا كبيرا من الانتقادات الإيجابية والسلبية التي يهدف أغلبها إلى رفع السوية الفنية والتقنية لهذه الأعمال وعدم وقوعها في فخ التكرار الذي بتنا نلاحظ بوادره مؤخرا.

ويبدي الفنان سليم صبري سعادته الكبيرة من التقدم الكبير الذي وصلت إليه الدراما السورية، ويشير بشكل خاص عن دخولها مؤخرا في عالم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال بعض المسلسلات في مقدمتها "وراء الشمس" للمخرج سمير حسين.

لكن صبري ينتقد في حوار مع صحيفة "الخليج" بعض الأعمال الدرامية البيئية "التي افتقدت الحذر، في ظل الأثر الكبير الذي تتركه هذه الأعمال على الناس" إضافة إلى انتقاده سيطرة المنتجين على المخرجين والأجور المجحفة التي يتقاضاها الممثلون.

ويأخذ الفنان بشار إسماعيل على الدراما السورية هذا العام عدة أمور أهمها انتشار المحسوبيات بشكل كبير في الوسط الفني "ارتفعت وتيرته هذا العام على نحو غير مقبول، وخصوصاً لدى بعض المنتجين الذين لم يكتفوا بأخذ دور المخرج في اختيار الممثلين فقط، بل تعدوا ذلك إلى اختيار المقربين وأصحاب العلاقات والمدعومين من جهات معينة، مما أثر سلباً في بعض الفنانين الجديرين بالعمل من ناحية توزيع الأدوار".

ويرى أن المسلسلات البيئية "صورت بيئة الساحل السوري وكأنها بؤرة فساد، ضاربة عرض الحائط بإنجازات هذه المنطقة على صعيد السياسة والدين والمقاومة"، ويشير إلى استمرار معاناة الممثلين من الأجور المنخفضة قياساً بحجم عملهم.

ويؤكد أن أهم ما يميز الدراما السورية هو كمية الأعمال المنتجة والتسويق الجيد لها، إضافة إلى المتابعة الكبيرة التي حظيت بها على مستوى العالم العربي و"فقدان بعض الأعمال التي كانت بمثابة الخاصرة الموجعة لهذه الدراما".

ويعبّر المخرج الليث حجو عن سعادته بالنظرة الجديدة التي تبنتها دراما 2010 للكوميديا "فبعد أن كانت هذه النوعية من المسلسلات (الكوميدية) تعامل على أنها أعمال نخب ثالث، أصبحت تعامل معاملة أعمال النخب الأول من حيث الأفكار الرائعة وجودة تقنيات التصوير والاختيار لأماكن التصوير، مما انعكس إيجاباً على الأعمال الكوميدية، وعلى رأسها مسلسل 'ضيعة ضايعة'، وهذا الأمر يحسب للدراما".

ويشير حجو إلى أنه لا يحبذ دخول نوع جديد من الإخراج على الدراما السورية هو "الإخراج المشترك"،مشيرا إلى أنه يدفع المخرجين إلى إلقاء الفشل على الآخرين.

وترى الفنانة عزة البحرة أن الدراما السورية قدمت نفسها بشكل رائع هذا العام، و"تحسب لها أمور عدة أولها أن الموضوعات المختارة كانت غاية في الروعة والدقة كما أنها لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور، والأمر كان واضحاً على صعيد الأعمال الاجتماعية ذات المواضيع المنتزعة من قلب الواقع والتي تتناول قضايا شديدة الصلة بحياة المواطن العربي، بالإضافة إلى قوة السيناريو والإخراج، الأمر الذي انعكس إيجاباً على نجاح تلك الأعمال".

وتؤكد أن الدراما السورية "لم تكن لتلقى هذه الجماهيرية الكبيرة والقوة الهائلة في التسويق ما لم تكن على مستوى عال جداً من التألق والنجاح، لكن في نفس الوقت يؤخذ على الدراما في سوريا نقاط عدة أبرزها عدم الغوص في أعماق تلك المواضيع الاجتماعية بل الاكتفاء بالقشور، وهذا الأمر يعود إلى كتّاب السيناريو".

من جانب آخر يرى الليث حجو أن الدراما السورية اقتربت من مرحلة الخطر "فهي الآن في مرحلة ضمان تسويق أي عمل مهما كان مستواه، والانتشار الواسع للأعمال السورية جعل السوريين ينظرون إلى دراماهم على أنها في المقدمة بلا منازع، إلى درجة إعماء الأعين عن إنتاجات الآخرين التي لا تقل شأنا عن الدراما السورية".

فيما يؤكد سليم صبري أن الدراما السورية ذات اتجاه إيجابي يخدم المجتمع ويقوم بتوعية الناس، ويتمنى أن "تحافظ على هذا الاتجاه الرائع وألا تقدم أعمالاً مجانية من الناحية الفكرية لكي تبقى في المقدمة دائماً".

في حين يرى يرى بشار إسماعيل أن "الدراما السورية في ظل الواقع الحالي وصلت إلى حافة الهاوية وتحتاج إلى إعادة بناء لتعود إلى ما كانت عليه في السنوات الماضية".

فيما ترى عزة البحرة أن الدراما تعيش فترة ازدهار و"هي في القمة منذ سنوات رغم بعض المنغصات، وستبقى في القمة إن داومت على نفس الوتيرة".

(74)    هل أعجبتك المقالة (77)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي