( من الممكن أن اتفهم أن تنظم البلدية عقوداً لفقراء بحاجة ماسة للعمل وليس لهم مورد رزق يعينهم سوى عرق الجبين عندها نقول أن هذا حقهم وهذا أمر طبيعي وواجب أخلاقي وإنساني , ولكنني لاأتفهم ولاأتحمل أي نقاش في كيفية تنظيم عقود لمن يرون في أموال الدولة حلالاً لهم من المدعومين والغيرمحتاجين قياساً لغيرهم وحراماً على الفقراء المعوزين - البلدية متخمة بهؤلاء , بالطبع أقصد بلدية طرطوس ( ولاأدري شيئاً عن أوضاع غيرها من البلديات ) وكلهم عقود سنوية ماشاء الله , ولا عمل لهم ..عفواً ( لهن ) سوى التجمع في غرف لطقطقة البزر وتناول المتة ولما غصت الغرفة بهن فإن البلدية تعمل الآن لبناء غرفة أخرى ( هذا حقيقي ). وهذا غير من لايداومن ولايظهرون ويظهرن الا عند قبض الراتب .. ومع ذلك هم وهن يتنافسون في الحصول على العمل الإضافي وطبيعة العمل .
مالاأفهمه أن تقوم شلة المدعومين من أعضاء قيادة فرع أو بعض المدعومين في دوائر معروفة وماتزال ( لها هيبة ) بتعيين كافة أفراد العائلة بموجب عقود سنوية ولكم أن تتصوروا تراكم هؤلاء مع تبدل أعضاء قيادات الفرع والموظفين في الدوائر اياها . وكل ذلك على حساب الفقراء الذين لاسند لهم ولا(ظهر ) كما يقال .
فالفقير لايلقى بالاً من أحد وليس له أحد وان كانت كافة الخطابات والمزاودات تتحدث عنه وباسمه وعن الخطط الموضوعة لتحسين أحواله ثم ليتبين فيما بعد أن كل ذلك مجرد شعارات فارغة و (عيش ياكديش ) ذلك أن الحشيش قد تم جمعه من قبل آخرين وحصيلة الخطط قد ذهبت لهم .
تعالوا لنحسبها .. ثلاثة من عائلة أحد أعضاء قيادة الفرع زوجته وابنه وابنته , فاذا كان الراتب مع طبيعة العمل يصل الى حدود العشرة آلاف معنى هذا أن دخل اسرته ثلاثون ألف نضيف اليها راتبه الذي يتقاضاه وقد يتراوح مابين خمسة عشر وعشرون ألف ليرة سورية معنى ذلك أن الدخل يصل الى خمسون ألف ليرة سورية شهريا ( ولاأدري فيما اذا كان هناك براني ) دون أن يقدموا شيئاً للبلد بالمقابل وأقولها جازماً .ً
بينما هناك أسر فقيرة تحلم بمبلغ خمسة آلاف ليرة سورية لتغطية ثمن الخبز على الأقل . تصوروا أن أحد مفتشي الرقابة قد فرض زوجة صديقه مظهراً سطوته وقدرته على مخالفة نظام الشؤون الاجتماعية في نفس الوقت الذي يطالبون الفقراء بالالتزام بها . أي تناقض هذا وأي استفزاز .؟
. ويتساءلون عن أسباب الغضب وكثرة الحديث عن الفساد والانحراف والشفط والنهب واللهط .
هناك امرأة فقيرة لابل معدمة تساهم في اعالة اسرتها نظم لها عقد لمدة ثلاثة أشهر وقد داومت تماما ً وعملت بكد وجد , رفضوا التجديد لها لأن التجديد مخالف للقانون بينما هناك فتيات لاتتجاوز أعمارهن العشرين نظمت لهن عقود سنوية ودون أن يمارسن أي عمل لابل انهن يحصلن على طبيعة عمل وطبابة واذا سألها مراقب الدوام عن سبب عدم التوقيع تهدده بالاتصال بالبابي الذي ( يقلعه من مكانه ) لوشاء .!!. ماشاءالله ..شفط وفشخرة ..لأ وثقافة رائعة كمان .
كلهم يريدون شفط البلدية ( وربما في بقية الدوائر قد يكون الوضع بنفس مستوى السوء ) وكأنها بقرة طريحة وكل يشهر سكينه ليحصل على حصته . ولعمري لاأدري كيف يحق لعضو قيادة فرع مالايحق لغيره , ألأنه متواجد في الشارع بشكل دائم يوعي وينبه ويقف بوجه الشائعات المعادية ..؟!! وهذا مالايحصل . أم لأن عرقه النضالي قد شكل سيولاً جارفة ..؟ ليتفضل ويقدم لنا بمايفعله لمصلحة المواطن والمجتمع والوطن .. ؟!!
ليتفضل ويقنعنا كيف أصبح تعيين زوجته وأولاده وبشكل مخالف للقوانين والأنظمة من حقه وعلى حساب الباحثين عن قليل من الخبز والكرامة لهم ولأطفالهم ..؟ هل يعلم هذا وأمثاله أنهم يوسعون من دائرة النقمة ..؟ ألا يعلمون أن صندوق البلدية يجمع من جيوبنا ويقتطع من حقوق أولادنا على شكل رسوم وضرائب وإننا لسنا على استعداد لتقديمه مجاناً له ولأمثاله .
لم نرى هؤلاء يقدمون دراسات وأبحاث عن احتياجات المدينة والمحافظة..لانسمع لهم صوتاً .إلا في المناسبات الرسمية حيث يتصدرون الواجهات ويصفقون ويتحفوننا بكلمات لاظل لها على أرض الواقع وهم أول من يخالف مضامينها ..( هذا هو الواقع ) وللحقيقة نقول أن دورهم يتجلى في التغطية على الفساد والانحراف وتقليل شأنه أمام القيادة , بمعنى أنهم يكذبوننا ويكذبون الواقع المعاش للناس ويضللون القيادة . يكفي , فقد امتلأ كأسهم ولم نعد نحتمل أكثر ..
لم أتحدث عن كل الأخطاء والممارسات الوقحة وكل ماأتمناه أن لايحرجونا أكثر فيخرجونا عن أطوارنا وقد اقترب ذلك عندها سنفضحهم ونفضح ممارساتهم بالتفصيل الممل .
والله إن وضع تلك المرأة الفقيرة يدمي القلب وقد أجد لها عذراً لو انحرفت وهم المسؤولين وهم من يتحمل وزر ذلك . لقد فقدوا الرحمة وأعماهم جشعهم ودنائتهم من أن يحسبوا حساباً لنتائج ممارساتهم .
ليتقوا الله فينا وفي المجتمع والبلد . يكفي .يكفي .يكفي . فقد بلغ السيل الزبى .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية