نساء من العشائر يتهمن "ميليشيا الهجري" بارتكاب انتهاكات جسيمة ويطالبن بالعدالة

في بيان جريء وغير مسبوق، كشفت نساء من المكون البدوي في محافظة السويداء عن سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي تعرّضن لها، واتّهمن فيها بشكل مباشر ما يُعرف بـ"ميليشيا الهجري" بالوقوف وراء أعمال عنف واعتداءات ممنهجة طالت المدنيين، ولا سيما النساء، في تصعيد غير مسبوق من التوترات الطائفية والمجتمعية في المنطقة.

وقالت النساء في بيانهن: "نكسر صمت الألم لنعلن للعالم ما تعرّضنا له من انتهاكات طالت حياتنا وكرامتنا وأمننا، في ظل تصاعد خطير للعنف والاستهداف الممنهج بحق أبناء وبنات المكون البدوي".

وأشار البيان إلى أن مناطقهم شهدت مؤخرا عمليات تهجير قسري، ومداهمات مسلّحة، وإحراق منازل، إضافة إلى مصادرة ممتلكات خاصة، وجرائم قتل موثقة، في ظل غياب كامل لأي مساءلة أو محاسبة للفاعلين.

وأكدت النساء أن "ما يجري ليس حوادث فردية بل "نمط من الاستهداف القائم على الهوية والانتماء"، يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقد يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية".

وجاء في البيان أيضاً: "لقد طال العنف الوحشي النساء على نحو خاص، إذ جرى ترهيبهن وترويع أسرهن، وانتهاك حقوقهن في الأمان والتنقل والعيش بكرامة".

وطالبت النساء الموقعات على البيان بـ "وقف فوري لجميع أشكال العنف والانتهاكات بحق المدنيين من المكون البدوي" و"محاسبة المتورطين وعلى رأسهم قيادات "ميليشيا الهجري" و"توفير الحماية للنساء المهجّرات والناجيات، وضمان عودتهن الآمنة وتعويضهن عمّا لحق بهن من أذى" و"ضمان عدم الإفلات من العقاب، وإنصاف الضحايا وفق مبادئ العدالة الانتقالية" و"جبر الضرر".

وحذّر البيان من أن "السكوت عن هذه الجرائم ليس حيادًا، بل تواطؤًا مع القتلة"، محمّلاً كل من يشارك في طمس الحقيقة مسؤولية أخلاقية وحقوقية.

وختمت النساء بيانهن برسالة حاسمة: "نكتب هذا البيان ونحن نلملم جراحنا ونبحث عن مأوى لأطفالنا، لكننا نرفض أن يُختزل وجودنا في الخوف... صوت المرأة البدوية لن يُطمس، وحقها في الحياة الكريمة غير قابل للمساومة".

ووقع البيان كل من "عصرية غدير العلي" و"صبحيّة خالد الجاسم" و"فصل فالح الصبيح" وعدد من نساء المكون البدوي في محافظة السويداء.