منظمة NPA تواصل إزالة مخلفات الحرب من المنطقة الصناعية في القصير

تواصل منظمة العمل الشعبي النرويجية (NPA) جهودها في إزالة مخلفات الحرب من المنطقة الصناعية في مدينة القصير بريف حمص، بالتعاون مع السلطات المحلية، في خطوة تهدف إلى إعادة تأهيل المنطقة واستئناف النشاط الاقتصادي ضمن خطة شاملة لإعادة إعمار المدينة.

وتُعد المنطقة الصناعية في القصير، التي كانت من أبرز الشرايين الاقتصادية في المدينة، من المواقع المتضررة بشدة جراء استهداف إسرائيلي سابق، بسبب استخدامها من قبل ميليشيا "حزب الله" كمخازن ذخيرة، ما أدى إلى تدمير بنيتها التحتية وتوقف الحركة الحرفية فيها، وفق ما أكده رئيس مجلس بلدية القصير المهندس طارق حصوه لوكالة "سانا".

وأوضح المهندس سنوار رشيد، المدير الميداني في منظمة NPA، أن القصير تُعد من أولى مناطق العمل نظرًا لحجم التلوث الحربي فيها، مشيرًا إلى انتشار واسع للذخائر غير المنفجرة في الأحياء والطرقات. وأضاف أن عمليات الإزالة بدأت منذ أسبوعين، بعد تنسيق مع محافظة حمص لتحديد النقاط الأكثر تضررًا.

وأشار علي أبو حسن، قائد فريق التخلص من الذخائر، إلى أن نقص المعدات المتخصصة يشكّل تحديًا كبيرًا، ما اضطر الفريق للاعتماد على الجهد اليدوي بدعم محلي، في سبيل تسريع عملية التطهير وتأمين المنطقة للسكان والعاملين المستقبليين.

وبالتوازي مع الأعمال الميدانية، تقود دعاء رهبان، مسؤولة التوعية في المنظمة، حملة توعوية موجهة للسكان المحليين حول مخاطر الذخائر غير المنفجرة، تشمل توزيع منشورات، وتنظيم جلسات إرشادية تستهدف مختلف الفئات العمرية.

وأكد المواطن محمد خانكان، أحد سكان القصير، أن وجود الأجسام المشبوهة كان يشكل تهديدًا يوميًا، مشيدًا بسرعة استجابة NPA وتفاعلها مع الأهالي في إزالة المخاطر.

تشمل عمليات NPA مناطق أوسع خارج المدينة، بما في ذلك الطرقات والمزارع المحيطة، بهدف تأمين بيئة آمنة تتيح انطلاق مشاريع الإعمار، وعودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية بعد سنوات من التحديات.

وتأتي هذه الجهود ضمن إطار برنامج طويل الأمد لتعزيز السلامة العامة وإعادة الحياة الاقتصادية إلى القصير، عبر تمهيد الأرضية لعودة الحرفيين والتجار والمستثمرين، بعد سنوات من الجمود والنزوح.