أكثر من 300 عائلة بدوية تنزح من السويداء هرباً من انتهاكات ميليشيا "الهجري"

شهدت محافظة السويداء، صباح أمس الخميس، نزوحاً جماعياً لأكثر من 300 عائلة بدوية باتجاه القرى المحاذية للحدود الإدارية مع محافظة درعا، نتيجة حملة مداهمات وانتهاكات وحشية نفذتها ميليشيا "الهجري" المدعومة مباشرة من "إسرائيل"، ضمن سياسة خلط الأوراق في جنوب سوريا.

وأكدت مصادر ميدانية لـ"زمان الوصل" أن لميليشيا التابعة لشيخ العقل حكمت الهجري شنت، منذ ساعات الفجر، سلسلة اعتداءات على مضارب وتجمعات بدوية في مناطق: الحقف، ملح، قاع البنات، العجيلات، دوّارة، المقوس، وشهبا، مستخدمة الرصاص الحي والأسلحة الثقيلة، ونفذت إعدامات ميدانية أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم أطفال، إضافة إلى إصابة عدد كبير بجروح خطيرة، وتعذيب معتقلين حتى الموت.

وأفاد شهود عيان، عبر رسائل صوتية أُرسلت لـ"زمان الوصل"، أن عناصر الميليشيا رددوا شعارات طائفية، وهددوا العائلات المتبقية بـ"الإبادة" في حال عدم المغادرة الفورية، وسط تجاهل دولي تام.

وتوزعت العائلات النازحة حالياً على قرى: السويمرة، الهيات، بصرى الشام، الغارية الشرقية، والمليحة الشرقية. ويقيم هؤلاء في أراضٍ زراعية مكشوفة، دون مأوى أو مياه أو غذاء، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة.

وقال أحد وجهاء العشائر لـ"زمان الوصل": "ما يحدث اليوم نتيجة مباشرة لتحالف مشبوه بين الميليشيات الطائفية وبعض الجهات الخارجية، وعلى رأسها إسرائيل، التي تسعى لزعزعة التركيبة الاجتماعية في الجنوب وتغذية الصراع الأهلي"، مضيفاً أن "ميليشيا الهجري لا تتحرك بمعزل عن غرف تنسيق أمنية تضم عملاء معروفين بتواصلهم مع الاحتلال".

وأوضح أن التهجير القسري يهدف إلى إفراغ الريف الشرقي للسويداء من البدو، وفرض بيئة طائفية مغلقة تحت سيطرة الميليشيات.

في السياق، وثّق ناشطون عمليات إعدام ميداني بحق أطفال ونساء، تحققت "زمان الوصل" من أربعة مقاطع مصورة تؤكد ذلك، إلى جانب إحراق خيام، ومصادرة مواشٍ وممتلكات، في مشهد يعيد إلى الأذهان سياسات التطهير العرقي التي مارستها ميليشيات إيران والنظام المخلوع في مراحل سابقة من الثورة السورية.

ورغم خطورة الوضع، لم تُسجل أي استجابة من منظمات الإغاثة العاملة في الجنوب.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تصعيد واسع في الجنوب، وفتح باب لصراعات مفتوحة بين المكونات، وسط مناخ إقليمي متوتر وتدخلات استخباراتية مكشوفة.