السويداء: 7 قتلى في اشتباكات دامية ودعوات رسمية ودينية لاحتواء الفتنة

في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء صباح الأحد، والتي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص بينهم خمسة من فصيل "حكمت الهجري" واثنان من عشائر البدو، وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين، أطلقت شخصيات رسمية ودينية بارزة دعوات لوقف التصعيد ووأد الفتنة، وسط توتر أمني غير مسبوق تشهده المحافظة الجنوبية.

وقال محافظ السويداء، الدكتور مصطفى البكور، اليوم الأحد في بيان رسمي، إن المحافظة شهدت منذ يوم أمس سلسلة من الأحداث المؤسفة، بدءاً من اعتداءات على طريق دمشق - السويداء، وما تبعها من أعمال خطف واشتباكات مسلحة وسلب سيارات عدد من المارة بغير وجه حق.

ودعا البكور أبناء المحافظة إلى ضبط النفس والاستجابة للنداءات الوطنية الداعية للإصلاح، مشدداً على أن "تحكيم العقل والحوار هو الضمانة الأكيدة لعبور هذه المحنة". 

وأضاف: "يدنا ممدودة لكل من يسعى للإصلاح وبناء الدولة والتمهيد لحياة أفضل لكل السوريين"، مثمناً في الوقت ذاته جهود الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر.

وأكد المحافظ أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الحقوق، محذراً من "محاولات إيقاع الفتنة أو دفع الأمور نحو الطريق المسدود".

من جهته، أطلق الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، نداءً من منبر "العقل والمحبة والمسؤولية"، دعا فيه كافة الأطراف إلى "إعادة النظر فيما يجري ووقف كل ما من شأنه أن يزرع الفتنة ويهدد السلم الأهلي".

وقال الشيخ الحناوي إن التصعيد وردود الأفعال لا تليق بـ"أهل النخوة ولا برجال المواقف"، مؤكداً أن ما يحدث لا يخدم إلا أعداء وحدة السويداء، ويُضعف مناعتها المجتمعية في وجه التهديدات.

كما شدد على ضرورة الاحتكام لصوت العقل وتسليم المظلومين حقوقهم بالطرق الشرعية، مضيفاً: "العدل أساس السلام، والدماء المعصومة محرّمة على الجميع".

وخصّ الشيخ الحناوي نداءه إلى رئيس الجمهورية أحمد الشرع، ووجهاء العشائر، وكل أصحاب الضمائر الحيّة، بأن "تكون لهم اليد البيضاء في وأد الفتنة، وكفّ يد العبث، وحماية الكرامات وصون الحرمات".

وختم بالقول: "من عفا وأصلح فأجره على الله.. ووصيتنا: كن من تكون، فافعل الخير، وادرأ الشر، واصنع للصلح باباً ولو كان ضيقاً".

يُذكر أن الاشتباكات اندلعت داخل حي القوس في مدينة السويداء صباح الأحد، وسط استقدام الطرفين لتعزيزات عسكرية، كما شهد مدخل المدينة هجوماً مسلحاً على حاجز يتبع لقوى الأمن الداخلي، في وقت تشهد فيه المحافظة توترات متكررة بين فصائل محلية وعشائر عربية على خلفيات أمنية واجتماعية معقّدة.