أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من توثيق الجرائم إلى قاعات المحاكم: كيف أصبحت "زمان الوصل" حجة القضاء الألماني لإدانة مجرمي الحرب وحماية اللاجئين؟

في سابقتين قضائيتين بارزتين، برز اسم صحيفة "زمان الوصل" السورية كعنصر فاعل في مسار العدالة الدولية ضد مجرمي الحرب، وكمرجع معتمد لدى المحاكم الألمانية في تقييم طلبات لجوء السوريين، مما يشكل اعترافًا قضائيًا غربيًا بأهمية ودقة العمل الصحفي السوري المستقل في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

ففي جلسة النطق بالحكم في قضية الطبيب السوري علاء موسى، الذي أصدرت بحقه المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت حكمًا بالسجن مدى الحياة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، أشار رئيس هيئة القضاة، كريستوف كولر، إلى الدور المحوري الذي لعبه العمل الصحفي في الكشف عن فظائع "طبيب الموت"، ذاكرًا "زمان الوصل" ودورها في لفت انتباه القضاء إلى جرائم الموسى.

وبحسب صحفيين حضروا الجلسة المطولة التي استمرت ثلاث ساعات، سرد القاضي تفصيلًا حيثيات الحكم، مؤكدًا أن التحقيقات الصحفية، وتحديدًا ما نشرته "زمان الوصل"، قدمت تفاصيل جوهرية ساهمت في إضاءة جوانب مهمة من القضية وأفادت عملية التقاضي. 

وكانت الصحيفة قد بدأت في وقت مبكر بكشف ممارسات موسى؛ حيث نشرت في أبريل/نيسان 2019 تقريرًا مفصلًا بعنوان "الكشف عن اسم طبيب سوري عذب المتظاهرين وتحول إلى لاجئ في ألمانيا"، تضمن شهادة حية من زميل سابق له، وهو الطبيب محمد وهبي، الذي روى واقعة قيام موسى بتعذيب معتقل عبر سكب الكحول على أعضائه التناسلية وإضرام النار فيها.

وقد شكلت هذه التقارير الصحفية، إلى جانب شهادات الضحايا، أساسًا مهمًا للادعاء العام الألماني الذي بنى قضيته استنادًا إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، والذي يسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم الجسيمة بغض النظر عن مكان وقوعها.

"زمان الوصل".. وثيقة معتمدة في قضايا اللجوء
في سياق متصل، اكتسبت "زمان الوصل" صفة مرجعية عام 2021 كأحد المصادر الموثوقة لدى القضاء الإداري الألماني في الشأن السوري. فقد صنفت المحكمة الإدارية في مدينة "شتاده" بمقاطعة "نيدر زاكسن" (ساكسونيا السفلى)، الصحيفة ضمن دليل المواد والمصادر التي تعتمد عليها في البت في قضايا اللجوء.

تكمن الأهمية القصوى لهذا التصنيف في اعتماد المحكمة على "محركات بحث المطلوبين" التي أنشأتها "زمان الوصل" كوثيقة يمكن الاعتداد بها.

وتضم هذه المحركات قوائم بأسماء آلاف السوريين الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية. وبذلك، أصبحت هذه القوائم أداة يستخدمها اللاجئون السوريون لإثبات الخطر المحدق بهم في حال عودتهم إلى سوريا، مما يعزز فرص حصولهم على حق اللجوء.

وقد ورد ذكر "زمان الوصل" وقوائمها للمطلوبين في وثيقة رسمية صادرة عن المحكمة الإدارية في براونشفايغ، وهي محكمة أخرى في الولاية ذاتها، تحت عنوان "مصادر المعلومات حول سوريا"، مما يؤكد أن هذه الممارسة ليست محصورة في محكمة "شتاده" وحدها، بل تمثل توجهًا قضائيًا عامًا في الولاية.

ويشكل هذا التطور المزدوج، في فرانكفورت وشتاده، شهادة تقدير للصحافة السورية التي عملت في ظل ظروف بالغة الخطورة لتوثيق الجرائم وكشف مرتكبيها، مؤكدةً أن الحقيقة، مهما طال الزمن، تجد طريقها إلى قاعات المحاكم لتكون أساسًا للعدالة والإنصاف.

زمان الوصل
(20)    هل أعجبتك المقالة (14)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي