أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيروس 'البطولة المطلقة' يصيب الدراما السورية

تعد البطولة الجماعية أبرز ما يميز الدراما السورية، بل إن البعض يرى أنها أحد العوامل الأساسية في نجاحها وانتشارها في العالم العربي.

لكن مراقبين يرون أن الدراما السورية بدأت تتخلى عن هذه الميزة الهامة، مشيرين إلى وجود عدد كبير من الأعمال السورية هذا العمل تعتمد على البطولة المطلقة من قبيل "أبو جانتي" و"الدبور" وغيرها.

ومن المثير للاستغراب أن تعتمد الدراما السورية على النجم الواحد، في وقت بدأت فيه الدراما المصرية تتخلى عن هذه "الميزة" بعد أن أدرك صناعها أنها أحد أسباب تراجع الدراما في مصر والعالم العربي.

وتشير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إلى الدور الكبير الذي لعبته حرفية الفنان السوري ومهارته في نجاح دراما بلاده وتطورها، لكنها تحذر بالمقابل من الأجور العالية التي بدأ النجوم السوريون يطلبونها، بحيث إن ميزانية العمل التلفزيوني لم تعد تحتمل أكثر من نجم أو نجمين.

ويبدي متابعون للشأن الدرامي السوري خشيتهم من تنامي ظاهرة ارتفاع أجور النجوم في الدراما السورية، واتجاه المنتجين إلى دراما النجم الواحد، مما يفقد الدراما التلفزيونية السورية واحدة من أهم النقاط الإيجابية في مسيرتها.

ويرى بعض المنتجين أن عمل عدد من الفنانين السوريين بأجور عالية في الدراما المصرية أدى إلى مطالبتهم بـ"أجور خيالية قد تصل إلى مليون دولار عن العمل الواحد" لقاء مشاركتهم في المسلسلات السورية.

ويؤكدون أن رفع سقف الأجور إلى هذه المستويات الجديدة يهدد صناعة الدراما التلفزيونية السورية، لاسيما أن الأسعار التي تدفعها المحطات الفضائية للمسلسلات السورية مازالت عند مستوياتها القديمة "مما يجعل النجم يلتهم الحصة الأكبر من ميزانية العمل، ويضطر المنتج للاعتماد على أقل عدد ممكن من نجوم الصف الأول، لأن ميزانيته محددة عند سقف معين لا يستطيع تجاوزه، وإلا فسيتعرض للخسارة ومن ثم يتوقف عن الإنتاج،ويفقد الممثلون أعمالهم".

ولا يتفق معظم النجوم مع ما يطرحه المنتجون، ويرون أن ما يطلبونه من أجور عادل ومنطقي، بعد سنوات طويلة من الاستغلال، وخصوصاً أن أسماءهم تلعب دوراً مهماً في تسويق الأعمال.

ويطالبون بمساواتهم مع أشقائهم المصريين، ويؤكدون أن أسعار الأعمال السورية ترتفع بشكل مطرد مع تنامي شعبية الفنان السوري، وهذا يقتضي رفع أجره باستمرار.

ويؤكد الفنان سامر المصري أن الدراما السورية تقوم على البطولات الجماعية، مطالبا بإحداث هيئة تنظم عمليات التنسيق بين شركات الإنتاج السورية لمتابعة سوية الأعمال المزمع إنجازها ومراعاة عدم تكرار أنواعها بهدف الارتقاء بالعمل الدرامي السوري.

ويستغرب المصري الذي يؤدي بطولة مطلقة في مسلسلين جديدين وجود بعض الممثلين الذي يحاولون الاستفراد بالعمل الدرامي فينتقون ممثلين ليسوا أصحاب نجومية بهدف إلغاء المنافسة، مشيراً إلى أن تدعيم الأدوار الثانوية بشخصيات ذات حضور فني يرفع من سوية العمل ويضيف قيمة لنجم العمل نفسه.

ويتخوف بعض صناع الدراما السورية من تأثير ارتفاع الأجور على كم الأعمال وجودتها لاسيما أن ميزانية المسلسل السوري تتراوح بين مليون ومليوني دولار في أحسن الأحوال.

ويخشون من تزداد الضغوط على ممثلي الصف الثاني وأغلبهم من الفنانين الشباب الذين يتمتعون بمواهب متميزة وإمكانات واعدة، "حيث يجد هؤلاء أنفسهم بين فكي كماشة، فالشركات المنتجة تضغط تكاليفها، والنجوم يلتهمون الميزانيات، وهم لا يحصلون على ما يستحقونه، أو ما يتناسب مع ما يقدمونه، مما سينعكس سلباً على رفد الدراما التلفزيونية السورية بدماء جديدة".

وتقول الفنانة روعة ياسين إن "الشللية والأجواء الفنية والمحسوبيات" تلعب دورا في بروز ظاهرة البطولة المطلقة في الدراما السورية.

وتضيف لمجلة "جهينة": "مع أني قد أثبت نفسي في البطولات الجماعية إلا أن الممثل يحتاج لدور بطولة مطلقة يثبته كفنان فإما أن يوصله إلى القمة أو أن يرجعه إلى المرتبة الأدنى فهو المقياس الحقيقي".

ورغم أن نقابة الفنانين السوريين تصدر تصنيفاً سنوياً للممثلين، لكن شركات الإنتاج لا تأخذ به، وتستبدله بتصنيف خاص بين الشركات والمخرجين، يستند إلى معايير تجارية وتسويقية.

كما أن بعض الفنانين يضعون الكثير من الملاحظات على التصنيف الرسمي، أهمها أنه لا يعتمد معايير واضحة وعادلة في الحكم تراعي فروقات الموهبة والشعبية، مما يجعل الأمور خاضعة لمزاج الشركات والسوق ويخلق تبايناً شاسعاً بين أجور الممثلين في العمل الدرامي الواحد.

ويدعوا البعض إلى معالجة هذا الموضوع من قبل لجنة صناعة السينما والتلفزيون ونقابة الفنانين السوريين باعتماد تصنيف ملزم للشركات المنتجة والفنانين، حتى لا يتحول الفن إلى سوق للمضاربة القوي فيها يأكل الضعيف.

وإن كان الجميع يقرون بأهمية أصحاب الأسماء الكبيرة والمواهب الخلاقة في الدراما السورية وضرورة إنصافهم، ولكن على أن لا يأتي ذلك على حساب الممثلين الآخرين أو يعوق رفد الدراما السورية بمواهب جديدة أو يهددها كماً ونوعاً.

(114)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي