أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

استبيان : (وراء الشمس) يتجاوز (ما ملكت أيمانكم) ويزيح (باب الحارة) عن الصدارة

الضخامة الإنتاجية لم تشفع للتاريخي .. وتدحرج الكوميديا للمرتبتين الرابعة والخامسة..بسام كوسا ومنى واصف الأكثر جماهيرية ..(الفضائية السورية) الأكثر مُشاهدة وتليها (الدراما السورية)

بعد سطوة مسلسل (باب الحارة) على الدراما الرمضانية وحالة المُشاهدة غير المسبوقة التي تفّرد بها خلال أعوام سابقة تراجع في جزئه الخامس إلى المرتبة الثانية ليحل أولاً مسلسل تناول فكرة جديدة لم يسبق للدراما السورية أن تناولتها بهذه الطريقة ، وهو مسلسل (وراء الشمس) إخراج سمير حسين وتأليف محمد العاص، وتم فيه تناول عالم المُعاقين عبر طرحه لأكثر من نموذج ومحاولته رصد هذا العالم وكيفية تعامل المحيطين به ، ومن خلال الإجابات على الاستمارة يؤكد المشاهدون انحيازهم للمسلسل الذي يقدم مضموناً يحترم عقل المتلقي وموضوعه يعالج مسألة هامة ، أما الممثل الأكثر جماهيرية، لهذا الموسم الدرامي فهو الفنان بسام كوسا الذي تقدم وبفارق كبير ليحتل المرتبة الأولى دون منازع بينما حُجِبت المرتبة الأولى للممثلة الأكثر جماهيرية لتحل في المرتبة الثانية الفنانة الكبيرة منى واصف وتكون هي النجمة الأكثر جماهيرية ، وبذلك يكون مسلسل (وراء الشمس) قد حصد مرتبة العمل الأكثر جماهيرية ومرتبتي أفضل ممثل وممثلة ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كلاً من الفنانين بسام كوسا ومنى واصف قد حققا مشاركات هامة في أعمال أخرى وعبر شخصيات مختلفة متنوعة . وقد احتلت الفضائية السورية المرتبة الأولى، تلتها قناة الدراما السورية .‏‏‏

دراما حتى العظم‏‏‏

كانت تلك لمحة سريعة عن بعض أهم نتائج الاستبيان الذي أجرته صحيفة الثورة حول المسلسلات السورية التي عُرضت في شهر رمضان المبارك ، فيبدو أنه بات من المسلم به أن الدراما التلفزيونية أصبحت واحدة من سمات الشهر الفضيل والورقة الرابحة في يد المحطات ، ينتظرها الجمهور ليرى ما الجديد المُقدم فيها كما ينتظرها صنّاع العمل ليجنوا ثمار ما أنتجوه وليقفوا على ناصية المعرفة حول أين أصبحوا وكيف يتقبل الجمهور ما يقدمونه ، وقد استطاعت الدراما السورية في رمضان الأخير أن تجتاز امتحان التنوع في الموضوعات المطروحة فواحدة من أبرز ميزاتها هذا العام أنها قدمت ألوان الطيف ولم تتقوقع ضمن منحى معين أو موضة مهيمنة دون أخرى مما فتح المجال واسعاً أمام الجمهور لينتقي ما يُشاهد ، فبينما قُدمِت الكوميديا بشكل خجول جداً في الموسم الماضي كانت حاضرة بقوة في الموسم الحالي ، كما كانت هناك محاولات للبحث عن الجديد وللغوص أكثر في المجتمع لالتقاط تفاصيله فتم التطرق لموضوع الإعاقة ، وإضافة لذلك عرضت أعمال ضمن فئات مختلفة ومتنوعة (البيئة الشامية، البوليسي ، البدوي ، الرومانسي ، أعمال تتناول القضية الفلسطينية ، أعمال اجتماعية معاصرة ، التاريخ القديم والحديث ، الكوميديا ، أعمال مأخوذة من أصل أدبي ، سيّر ذاتية ، تداعيات الحرب اللبنانية الأهلية والاجتياح الإسرائيلي لبيروت في الثمانينيات ( إرهاب ، فساد ، علاقات مشبوهة ..) مما يشهد أن الدراما السورية تحاول عاماً بعد آخر قراءة تجربتها بتمعن لتكون أكثر ألقاً وقرباً من المشاهد .‏‏‏

لقد أثبتت الدراما السورية مرة أخرى أنها في المقدمة رغم ما يُقال أو يُشاع عنها بين فينة وأخرى ورغم التحديات التي تعيشها على مختلف الأصعدة إن كان على مستوى التسويق وإرساء دعائم صناعة درامية حقيقية ذات عادات وتقاليد ثابتة أو على مستوى المنافسة مع الدرامات العربية الأخرى ، فقد استطاعت إثارة الجدل من خلال الجرأة التي تميزت بها واقتحامها أماكن شائكة كانت تسعى الدراما العربية عامة إلى تحاشيها رافعةً بذلك سقف المنافسة ، ولكن لا بد مع انتهاء الموسم الدرامي لشهر رمضان من وقفة تأمل وقراءة لما تم إنجازه مما يستدعي إثارة مجموعة من التساؤلات .. فهل حققت المسلسلات المعروضة السوية المرجوة منها ؟ وأي منها كان الأكثر تميزاً ؟ هل رأى الجمهور نفسه فيما يُقدم على الشاشة حقاً أم بقيت مشكلات حياته في وادٍ وما يُقدم من أعمال درامية في وادٍ آخر ؟ هل استطاعت تلك الأعمال الولوج إلى العمق أم بقيت طافية على السطح ؟ ومن هم الفنانون الذين حصدوا اهتماماً أكبر من قبل المشاهدين ؟ أكانت الدراما السورية هي مركز الاهتمام الأكبر في رمضان حقاً أم توزع اهتمام المشاهد السوري أيضاً على درامات عربية أخرى ؟ وماذا عن الجرأة التي تم التغني بها أكانت جرأة حقيقية تلامس الواقع أم جاءت جرأة تسويقية مزيفة ؟ ..‏‏‏

كلها تساؤلات سعينا لاستقاء الأجوبة عليها من قبل المشاهدين أنفسهم من خلال استبيان قامت به صحيفة الثورة حول المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان وآلية المشاهدة ، ليكون بمثابة مسبار وبوصلة لخارطة الإنتاج إذ سعى للخوض في أسئلة تتعلق باستقاء رأي الجمهور حول آلية العرض والمشاهدة بشكل عام ، ونسلط عبر السطور التالية الضوء على كيفية إجراء الاستبيان والأسئلة المطروحة فيه والنتائج التي خرج بها .‏‏‏

شرائح من مختلف المحافظات‏‏‏

شمل توزيع الاستمارات الاستبيانية مختلف المحافظات السورية فقد تم توزيعها في كل من : دمشق وريفها ، اللاذقية وريفها ، طرطوس وريفه ، حلب وريفها ، حماه ، حمص ، درعا ، السويداء، ادلب ، دير الزور ، الحسكة ، القامشلي .. وجاء التوزيع في أحياء وأزقة متنوعة ومتباينة وكان هناك سعي حقيقي للتوجه إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور بتنوع مشاربه وأفكاره ومستوياته التعليمية والاجتماعية والعمرية .. بلغ العدد الإجمالي للمشاركين في الاستبيان ألف مشارك وجاءت نسبة مشاركة الذكور أعلى بقليل من نسبة مشاركة الإناث حيث بلغت نسبة الذكور فيهم 52% بينما نسبة الإناث فكانت 48 % ، وتم تقسيم المشاركين من الناحية العمريّة إلى أربع فئات ، ضمت الفئة الأولى من كانت أعمارهم عشرين عاماً أو أقل وبلغت نسبتهم 17,2% ، أمّا الفئة الثانية فضمت من كانت أعمارهم بين الإحدى والعشرين والخمس والثلاثين سنة وبلغت نسبتهم 47,5% ، والفئة الثالثة ضمت الأعمار بين ست وثلاثين سنة و خمسين سنة وبلغت نسبتهم 26,4 % أما الفئة الرابعة فكانت لمن تجاوز عمره الخمسين سنة ونسبتهم 8,9 % .‏‏‏

‏‏‏

‏‏‏

وجاءت الشرائح الاجتماعية التي شاركت في الاستبيان على النحو التالي : موظفون (متباينون في درجة العمل الوظيفي) من مختلف المؤسسات والإدارات والشركات العامة والخاصة بنسبة 22,5% ، طلاب جامعة 12,5% ، طلاب مدرسة 10,6% ، أساتذة جامعة ومدرسون في المدارس 7,2% ، ربات منازل 6,5% ، أعمال حرة 5,1% ، عاطلون عن العمل 4,2% ، عمال 3,31% ، مهندسون ومهندسون زراعيون 3,7% ، عاملون في حقل التجارة 2,3% ، أطباء وصيادلة ومخبريون وممرضون ومعالجون فيزيائيون 4,3% ، مُعاقون في مراكز الإعاقة ومعاقون قائمون على عملهم في مهنهم ووظائفهم 2% ، متقاعدون 1,4%، رجال دين ومديرون عامون ومديرو مدارس ومحامون وإعلاميون ومصورون وكتاب ورسامون وأصحاب دور نشر ومبرمجو كومبيوتر ومصممو أزياء وممثلون واختصاصيون اجتماعيون واختصاصيون نفسيون 8,5% ، مهنيون وحلاقون وسائقون وبائعو خضار وفواكه وبقالة ومندوبو مبيعات وفلاحون وأصحاب مكاتب عقارية وصاغة وأصحاب معارض سيارات وعاملون في مطاعم وصناعيون ومحاسبون وجزارون وحراس أبنية وعاملون في حقل تنظيف البيوت والكهرباء وميكانيك السيارات والمصابغ والكي .. نسبتهم 5,8% .. ويُذكر أنه من بين الذين شاركوا في الاستبيان مغتربون سوريون في كندا (أطباء ، صاغة ، ربات منازل) .‏‏‏

وتم استبعاد (51) استمارة من مجمل عدد الاستمارات البالغ (1000) استمارة لأن المشاركين فيها أجابوا بـ (لا) عن سؤال (هل تابعت المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان ؟) أي أن نسبة 5,1% من المشاركين في الاستبيان لم يشاهدوا المسلسلات المعروضة في رمضان وبالتالي لم يجيبوا على بقية أسئلة الاستبيان لذلك تم التعامل في مناقشة نتائج الأسئلة اللاحقة مع (949) مشاركاً الذين أجابوا بـ (نعم) ونسبتهم من المجموع العام 94,9 % .‏‏‏

سقوط مصداقية الـ 30 حلقة‏‏‏

حول سؤال (إذا كنت تابعت المسلسلات أفعلت ذلك بشكل مستمر أم متقطع أم مصادفة؟) جاءت الإجابة كالتالي : 42,64% من المشاركين تابعوا المسلسلات بشكل مستمر بينما تابعها 51,27% بشكل متقطع و 6,07% مصادفة ، وإن كانت المتابعة الجادة والمركزة في فئة (المُتابعة المستمر) قد حققت ارتفاعاً عما كانت عليه في العام الماضي بنسبة 4,28% إلا أنها تبقى دون الطموح في حين راوحت نسبة (المتابعة المتقطعة) في مكانها إلى حد ما مقارنة مع العامين المنصرمين ، وتراجعت المتابعة بالمصادفة عن العام الماضي بنسبة 3,98% وهو أمر بحد ذاته يدعو إلى التفاؤل فما نقص هنا زاد في المتابعة المستمر ، هذه المتابعة التي ساعدتها مجموعة من العوامل لتصل إلى نسبة مقبولة منها التوقيت المناسب لعرض بعض الأعمال وإعادتها على أكثر من محطة فما فات المشاهد هنا يمكن أن يتابعه هناك كي لا يغيب عنه أي تفصيل منها مهما كان صغيراً. وبالطبع في هذه المعادلة خسر المسلسل الذي لم يتم توزيعه بشكل جيد وافتقد الوقت الذهبي للعرض ، و في المحصلة استطاعت بعض الأعمال الدرامية شد الجمهور إليها وكان لديها القدرة على جعله يرى حلقاتها كلها دون انقطاع إن كان بدافع الفضول أو بدافع الإحساس بأهمية العمل .‏‏‏

ويبدو أن محافظة (المشاهدة المتقطعة) على نسبتها يأتي نتيجة طبيعية لمجموعة من الأسباب ليس أولها آلية العرض في شهر رمضان وليس آخرها المطبات التي تتكرر في كل مرة فقد رأى العديد من المشاركين في الاستبيان أن (معظم المسلسلات بطيئة الأحداث ومتكررة الحلقات وإن فاتهم بضع حلقات منها فلن تمر أحداث مفصلية فيها.. لا بل إن هناك مخرجين يمطون مسلسلاتهم بالثرثرة ليصل عدد حلقاتها إلى ثلاثين عنوة لسد الفراغ وتطويل العمل) ، وذلك كله فرض طقساً من المشاهدة يصعب فيه على المتلقي متابعة العمل كاملاً خاصة وسط ازدحام الشاشات بأصناف وألوان متعددة من الأعمال وبأوقات عرض متضاربة أحياناً وتكرار الممثلين ما أوقع المتلقي أحياناً في حالة من الضياع بين مسلسل وآخر وجعل الحكم على العمل غير دقيق فهناك نسبة لا يستهان بها افتقدت العمل الذي يورطها في المتابعة المستمرة .‏‏‏

مُنافسة .. بالضربة القاضية‏‏‏

فيما يتعلق بسؤال (إذا تابعت بضع حلقات من مسلسل ولم تكمله .. لماذا فعلت ذلك ؟) فقد أعطِيت ثلاثة احتمالات للإجابة عن السؤال وجاءت النتائج على الشكل التالي : 27,32% (لأنه لم يعجبك) ، 49,46% (وقت عرضه لم يناسبك) ، 23,21% (أسباب أخرى) وكالعادة مع اختلاف النسب تبقى الصدارة للاحتمال الثاني الذي يتعلق بتوقيت العرض فهناك مسلسلات رغم أهميتها لم يأتِ الجمهور على ذكرها أبداً (كانت ضحية توقيت العرض) وإن فتشنا عن توقيت عرضها نجد أنها كانت تعرض على محطة واحدة وبتوقيت مُهمش أو بتوقيت يتضارب مع عرض مسلسل آخر على محطة أكثر مُشاهدة ما جعل تلك الأعمال تخرج من المنافسة بالضربة القاضية منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل ، فالتوقيت الذهبي عامل قد يكون في كثير من الأحيان حاسماً في نجاح أو فشل عمل ، ولكن تعرّض احتمال (لأنه لم يعجبك) هذا الموسم إلى نكسة بالمقارنة مع النسبة التي حققها في العام الماضي فقد تراجع بمقدار 7,06% غير أن هذه النسبة تقارب النسبة التي تحققت في العام قبل الماضي وبقيت مرتفعة بالمقارنة مع نتيجة عام 2007 بنسبة 3,05% ، وكذلك بالمقارنة مع نتيجة عام 2006 بنسبة 6,32% وعما قبله بنسبة 7,28% وبالتالي بعد التطور الذي تم لمسه من ناحية قدرة المتلقي على أخذ القرار الصارم في الإعراض عن العمل غير الجيد ، نجد اليوم أن هناك بعض التهاون ربما من شعور بعض المشاهدين باللا مبالاة تجاه عدد من الأعمال فكثرة العروض تفرض قوانينها على آلية المُشاهدة ، هذا من جانب أما من جانب آخر فبالرجوع إلى النسب التي تحققت في السؤال الذي قبله نجد أنها تفرض نتائجها هنا بشكل أو بآخر فعندما تكون نسبة المُشاهدة المتقطعة عالية هذا يعني أن هناك أكثر من نصف المشاهدين أصلاً لا يتابعون العمل بشكل مستمر وبالتالي كيف لن يكملوه إن لم يعجبهم وهم أصلاً لا يتابعونه بشكل مستمر ؟..‏‏‏

ولكن رغم ذلك لا يمكن أن ننكر أن نسبة (لأنه لم يعجبك) وصلت إلى حد مقبول نسبياً ما يدل على أن هناك مشاهدين غير مستعدين للتسامح مع من يستهزئ بهم ويستخف بعقولهم فما إن يتابعون عملاً ويجدونه دون المستوى فهم على استعداد للإعراض عنه فوراً واستبداله بآخر فالخيارات مفتوحة على الكثير من الاحتمالات التي لا بد أن يرضي عدداً منها ذاك المشاهد بسبب تنوعها واختلافها ، وربما يبرر تلك النسب النسبة التي حققها الاحتمال الثالث (أسباب أخرى) حيث عبّر المشاركون من خلاله عن آرائهم بعبارات من نوع (لدي الكثير من العمل ولا وقت لمشاهدة المسلسلات) (تعبت من الألم والبؤس المعروضين في المسلسلات) (أتابع المسلسلات فيما بعد وربما بعد رمضان بهدوء وروية بعيداً عن هذه الزحمة) .‏‏‏

فخ كثافة العروض‏‏‏

(هل هناك مسلسلات رغبت بمتابعتها لكنك لم تستطع بسبب كثافة عدد الأعمال ؟) سؤال أتت الإجابة عليه بالإيجاب بنسبة 65,35% وبالنفي بنسبة 34,64% الأمر الذي يؤكد أن هناك مجزرة درامية تحصل في رمضان بسبب كثافة العروض فالمسلسل الجيد الذي ينجح في تجيير شروط عرض رمضان لصالحه يفوز بجمع أكبر قدر ممكن من المشاهدين لأنه من الصعوبة بمكان أن يتابع المتلقي عدداً كبيراً من الأعمال ولكن الفخ الذي يقع فيه المشاهدون هو نفسه في كل مرة فكثافة المسلسلات والعدد الكبير من الأعمال يوقعهم في حيرة حول كيفية تفضيلهم مسلسلاً على آخر وإن فضلوا عملاً وظهر لهم بعد أيام من متابعته أن خيارهم كان غير صائب سيقعون في حيرة اكبر لأنهم لن يستطيعوا متابعة عمل آخر بشكل سليم لأن حلقاته الأولى هربت منهم ولم يعودوا قادرين على مواصلة رؤية العمل الذي اختاروه ، ويبقى الأمل لدى المتلقي أن يُعاد عرض ما فاته في أيام لاحقة .‏‏‏

وبالمقارنة مع سنوات ماضية نجد أن نسبة الإيجاب متذبذبة بين عام وآخر فقد ارتفعت هذه السنة بنسبة 16,19% عما كانت عليه في العام الماضي وقاربت نتيجة العامين اللذين قبله ، لكنها بقيت دون نسبة الإيجاب التي تحققت عام 2006 فأتت أقل منها بمقدار 11,75% ، أما لدى مقارنتها مع نتيجة عام 2005 نجد أنها ارتفعت عنها بنسبة عالية جداً 32,75% مما يعطي انطباعاً أن هناك مزاجاً عاماً يعبر عن رغبة المتلقي في متابعة أكبر قدر من المسلسلات وبأنه شعر بحسرة لعدم قدرته على مشاهدة كل ما يرغب به .‏‏‏

وربما هناك ارتباط عضوي بين هذا السؤال والسؤال الذي تلاه (هل دفعك مسلسل إلى متابعته لدرجة أنك ألغيت زيارة هامة أو عملاً من أجله ؟) حيث أجاب 32,8% بنعم بينما أجاب 67,19% بلا وبالمقارنة مع السنة الماضية نجد أن هناك فرقاً شاسعاً في الإجابة فقد ارتفعت هنا نسبة (نعم) بمقدار 13,07% مما يدلّ على المكانة التي وصل إليها التلفزيون في البيت فبات من الأولويات .. ولكن يبقى السؤال مفتوحاً حول : ما انعكاس ذلك على المتلقي ؟ وما الذي يخسره أو يربحه من جراء هذا الانجراف؟ في ظل ارتفاع نسبة من يمكن أن يضحّوا بأمور هامة من أجل متابعة عمل لأنه بات من الأولويات الأكثر أهمية لديهم في شهر رمضان .‏‏‏

المُشاهدة بالأرقام ..‏‏‏

(ما عدد المسلسلات التي حرصت على متابعتها بشكل مستمر؟) سؤال جاءت الإجابات عليه كما يلي : فهناك 4,01% من المشاركين في الاستبيان لم يحرصوا على متابعة الأعمال باهتمام وإنما (اقتطفوا من كل بستان زهرة) وتوزعت مشاهداتهم بين عمل وآخر ، بينما حرص 14,01% على مشاهدة مسلسل واحد وعمد 23,7 % منهم إلى رؤية مسلسلين ، و 24,23% لرؤية ثلاثة مسلسلات ، 13,59% تابعوا أربعة مسلسلات ، و شاهد 10,74% خمسة مسلسلات ، وشاهد 3,79% ستة مسلسلات أما من تابعوا سبعة مسلسلات فأكثر فقد بلغت نسبتهم 5,69% ، ولدى قراءة هذه النسب نجد أن متابعة ثلاثة أعمال هي النسبة الأوفر حظاً تليها (متابعة عملين) مقابل انخفاض واضح في عدد من رأوا ستة أعمال أو أكثر، وبالمقارنة مع الأعوام السابقة نجد أن هناك تغيراً طرأ عن العام الماضي بما يخص متابعة مسلسلين وثلاثة مسلسلات فقد انخفض الرقم مقابل توزيعه على الاحتمالات الأخرى من الإجابة ، بينما ارتفعت نسبة مشاهدة مسلسل واحد بنسبة 4,75% عن العام قبل الماضي ، في حين انخفضت نسبة مشاهدة أربعة مسلسلات عما كانت عليه عام 2006 بنسبة 8,03% وبالتالي ارتفاع نسبة (مشاهدة عمل واحد) وانخفاض نسبة (مشاهدة أربعة مسلسلات) يوحي أن المشاهد حزم أمره ولم يعد يقبل أن يحمل عدداً كبيراً من (البطيخات) بين يديه فاكتفى بالعدد الذي يمكنه حمله دون أن يقع في خسائر إن كان من ناحية الوقت أو من ناحية التركيز على المشاهدة .‏‏‏

وتم هنا تسجيل حالات نادرة لمشاهدة عدد كبير من المسلسلات فهناك طالب عمره (14) سنة وسيدة عمرها (39) سنة حرصا على متابعة أربعة عشر مسلسلاً بينما أجاب طالب جامعي عمره (21) سنة بأنه تابع اثني عشر عملاً ، بينما تابعت طالبة عمرها (16) سنة أحد عشر مسلسلاً ، وتابع عشرة مسلسلات عدد ضئيل من ربات المنازل ومن طلبة المدارس ، وبشكل عام الأرقام المرتفعة في عدد متابعة المسلسلات (سبعة أعمال وما فوق) رجحت فيها الكفة للإناث وخاصة من ربات البيوت والطالبات إضافة إلى الكبار في السن من كلا الجنسين .‏‏‏

المسلسل الأكثـر جماهيرية‏‏‏

واحد وعشرون مسلسلاً هو مجموع الأعمال التي اختار الجمهور التصويت عليها من خلال سؤال (اذكر بالترتيب وفق الأهمية اسم أفضل ثلاثة مسلسلات تابعتها في رمضان) مهملين بذلك عدداً من المسلسلات لم يتم ذكرها وإن بصوت واحد ، وقد حُصِرت المنافسة على المراتب الثلاث الأولى بين (وراء الشمس ، باب الحارة ، ما ملكت أيمانكم) والمنافسة الأشد على المركز الأول كانت بين (وراء الشمس ، باب الحارة) .‏‏‏

ولا بد قبل الخوض في تفاصيل نتائج المسلسل الأكثر جماهيرية من التأكيد أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورها في النتيجة التي تم التوصل إليها من قبل الجمهور ومنها ما يتعلق بالمستوى الحقيقي للعمل ومدى أهميته فنياً وفكرياً ومنها ما يرتبط بشكل مباشر بشروط العرض في شهر رمضان (توقيت العرض ، تضارب أوقات العرض ، تكرار العمل على أكثر من قناة ، مدى متابعة القناة ، كثافة الأعمال ، الدعاية للمسلسل ..) ما يولد شعوراً أنه قد يكون هناك بعض الأعمال الهامة لكنها ظُلِمت في العرض ولم تلق مستوى جيداً من المشاهدة يتناسب ومستواها الفكري والفني ، وبالتالي فشروط العرض في شهر رمضان لها أثرها الإيجابي على أعمال كما أن لها أثرها السلبي على أعمال أخرى . وهنا لا بد من التنويه أن أغلب الأعمال التي حصلت على مجموع درجات أكثر من مئة كانت تُعرض في أوقات مناسبة وفي محطات مُتابعة .‏‏‏

وفيما يلي نرصد أهم النتائج التي خرج بها الاستبيان حول المسلسل الأكثر جماهيرية وهي على الشكل التالي : المرتبة الأولى مسلسل (وراء الشمس) إخراج سمير حسين وتأليف محمد العاص (176 صوتاً) ، المرتبة الثانية مسلسل (باب الحارة ـ5) إخراج بسام ومؤمن الملا وتأليف كمال مرة (161 صوتاً) ، المرتبة الثالثة مسلسل (ما ملكت أيمانكم) إخراج نجدة أنزور وتأليف د.هالة دياب (121 صوتاً) . ويبين الجدول (1) المسلسلات الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى مع الإشارة إلى ما حققته من عدد أصوات ، علماًَ أن النسبة المئوية التي تظهر في الجدول مأخوذة من مجموع المراتب الثلاث الأولى وليس من المجموع العام للمسلسلات حيث تم في الجدول إهمال كل مسلسل حصل على أقل من مئة صوت .‏‏‏

جاء في المرتبة الرابعة مسلسل (أبو جانتي) محققاً (87) صوتاً وتلاه في المرتبة الخامسة مسلسل (ضيعة ضايعة ـ2) محققاً (79) صوتاً ، المرتبة السادسة (تخت شرقي) محققاً (52) صوتاً ، ويُذكر هنا أن المسلسلات التي أتت بعد المرتبة السادسة كان حصيلة عدد أصوات كل منها أقل من خمسين صوتاً ، وهي : المرتبة السابعة (لعنة الطين) ، المرتبة الثامنة (أهل الراية ـ2) ، المرتبة التاسعة (صبايا ـ2) ، المرتبة العاشرة (الدبور) ، المرتبة الحادية عشرة (الخبز الحرام) , المرتبة الثانية عشرة (أسعد الوراق) ، المرتبة الثالثة عشرة (ذاكرة الجسد) ، المرتبة الرابعة عشرة (القعقاع) ، المرتبة الخامسة عشرة (الصندوق الأسود ـ أنا القدس ـ كليوبترا) ، المرتبة السادسة عشرة (بعد السقوط) ، المرتبة السابعة عشرة (ساعة صفر) ، المرتبة الثامنة عشرة (رايات الحق ـ بقعة ضوء) .‏‏‏

تراجع الإخراج‏‏‏

(المضمون هو الأهم) هو العنوان الأبرز للسؤال عن السبب الذي دفع المشاهد ليقول إن هذا المسلسل هو الأفضل حيث تم إعطاء خمسة احتمالات للإجابة مع إمكانية انتقاء أكثر من إجابة ، والاحتمالات هي : لأنه (مسل فقط ، فيه ممثلون تحبهم ، موضوعه يعالج مسألة هامة ، أسلوب إخراجه جذبك لمتابعته ، أسباب أخرى) وقد جاءت الإجابات متباعدة حيث حظي الاحتمال الثالث (موضوعه يعالج مسألة هامة) بالنسبة الأعلى وقدرها 42,23% وبالتالي رغم تنوع الاحتمالات إلا أن المشاهد يفضل العمل الذي يخاطب عقله ووجدانه ويطرح قضاياه ، بينما حصل احتمال (فيه ممثلون تحبهم) على نسبة 26,79% وهي نسبة مقبولة تظهر أهمية تواجد ممثل محبوب في العمل لأنه السبب الذي يدفع شريحة لا يستهان فيها من الجمهور لرؤية المسلسل وبالتالي يحمل الممثل مسؤولية إيصال الفكرة بشكل سليم وإقناع المشاهد فيها من خلال الشخصية الحامل الأساسي للحوار ، وربما هذه النسبة المرتفعة تفسر سبب جذب ممثلين سوريين للاشتراك في أعمال مصرية ، كما أن هناك منتجين يصرّون على تواجد ممثل بعينه في عملهم لأنه كما يُقال بلغة سوق الإنتاج والتوزيع (ممثل بياع يمكنه أن يحمل مسلسلاً كاملاً ، ومن خلال اسمه يتم توزيع العمل على المحطات) وقد أتت هاتين النسبتين تغازلان نتائج العامين الماضيين ، أما ما يتعلق بأهمية الموضوع فالنسبة هنا ارتفعت بمقدار 9,47% عما كانت عليه عام 2007 وبالتالي رغم تنوع الاحتمالات إلا أن المشاهد يفضل العمل الذي يطرح قضاياه . ولكن المفاجأة أن احتمال (مسل فقط) قد ارتفع هذا الموسم ليصل إلى 14,07% مقابل تراجع احتمال (أسلوب إخراجه جذبك لمتابعته) وحصوله على نسبة 11,34% فقط مما يعطي مؤشراً لمسه المشاهدون حول المستوى الذي آل إليه الإخراج في العديد من الأعمال ، كما تشير نسبة (مسل فقط) إلى ملل الكثيرين من متابعة المآسي والأحزان والألم في الأعمال الأمر الذي عبّر عنه أكثر من مشاهد من خلال ملاحظاتهم ، وجاءت في النهاية النسبة الهزيلة لاحتمال (أسباب أخرى) 5,55% .‏‏‏

أفضل ممثل وممثلة‏‏‏

الفنان بسام كوسا وبلا منافس استطاع وعن جدارة انتزاع إعجاب المشاهدين من خلال الشخصيات التي أداها باقتدار محتلاً بذلك عرش الممثل الأكثر جماهيرية في شهر رمضان وحصل على أعلى عدد من الأصوات (247) صوتاً بنسبة 36,16% وبفارق (104) أصوات عن المرتبة الثانية التي احتلها الفنان سامر المصري بـ (143) صوت بنسبة 20,93% وتلاه في المرتبة الثالثة الفنان قصي خولي بـ (81) صوتاً بنسبة 16,83 % ، أما المرتبة الرابعة فقط حُجِبت (وفقاً لرأي الجمهور) والتي صوت لصالحها (81) مشاركاً بنسبة 11,85 % وبمعنى آخر فكل ورقة استبيان لم يُجب فيها المشاهد عن هذا السؤال أو كتب عبارة (لا يوجد) أعتبر أن ذلك رأي بحد ذاته أي أنه لم يجد فناناً هو الأفضل ، المرتبة الخامسة احتلها الفنان أيمن رضا بـ (57) صوتاً بنسبة 8,34% ، وفي المرتبة السادسة جاء الفنان وائل شرف بمجموع أصوات (40) صوتاً بنسبة 5,85 % ، مع ملاحظة أن النسب المئوية مأخوذة من المجموع العام للمراتب الست ويظهر الجدول رقم (2) كيفية توزيع الأصوات والنسب المئوية لها . وتجدر الإشارة إلى أن (42) فناناً هو عدد الفنانين الذين اختار الجمهور التصويت لهم وقد حصل ثلاثة عشر منهم على صوت واحد فقط لكل منهم ، ولعل من الملاحظات الهامة التي لا بد أن نذكرها هنا أن الشاب علاء الزيبق المُصاب بمتلازمة الداون والذي شارك في مسلسل (وراء الشمس) قد صوت له عدد من المشاهدين كأفضل ممثل.‏‏‏

وعلى صعيد الممثلات فقد حُجِبت المرتبة الأولى من الممثلة الأكثر جماهيرية (وفقاً لرأي الجمهور) حيث صوّت لصالح عدم وجود أفضل ممثلة (168) مشاركاً في الاستبيان بنسبة 29,06% ، أما في المرتبة الثانية فجاءت الفنانة الكبيرة منى واصف بعدد أصوات بلغ (116) صوتاً وبنسبة 20,06% وبذلك تُعتبر أنها الممثلة الأكثر جماهيرية لهذا الموسم في ظل حجب المرتبة الأولى ، وحصلت الفنانة صبا مبارك على المرتبة الثالثة بـ (92) صوتاً بنسبة 15,91% وذهبت المرتبة الرابعة للفنانة سلافة معمار (82) صوتاً وبنسبة 14,18%، والمرتبة الخامسة للفنانة نادين (72) صوتاً بنسبة 12,45% والمرتبة السادسة للفنانة تاج حيدر بعدد أصوات (48) صوتاً وبنسبة 8,3% ، مع ملاحظة أن النسب المئوية مأخوذة من المجموع العام للمراتب الست ويظهر الجدول رقم (3) كيفية توزيع الأصوات والنسب المئوية لها . وتجدر الإشارة إلى أن (45) فنانة هو عدد الفنانات اللواتي اختار الجمهور التصويت لهن وقد حصلت ثماني فنانات منهن على صوت واحد فقط لكل منهن .‏‏‏

ويظهر جلياً أن الممثلين الأكثر جماهيرية على صعيدي الإناث والذكور هما من نجوم مسلسل (وراء الشمس) الذي حصد مرتبة المسلسل الأكثر جماهيرية ، أما حجب المرتبة الأولى من (أفضل فنانة) فقد يكون تعبيراً عن رأي للجمهور تجاه الأدوار النسائية في الدراما السورية ، فرغم أن هناك أعمالاً كانت المرأة محوراً أساسياً فيها إلا أنها لم ترقَ بعد لأن تعكس هموم ومشكلات المرأة العربية عامة والسورية خاصة وتلامس في آلية معالجتها وجدان المشاهد وعقله .‏‏‏

الفضائية السورية في المقدمة‏‏‏

(على أي المحطات تابعت المسلسلات ؟) سؤال حمل بين طياته أسماء لست وعشرين محطة كان قصب السبق فيها للفضائية السورية التي بلغت نسبة مشاهدتها 20,56% وتلتها (دراما سورية) بنسبة 18,54%، ثم محطة دنيا بنسبة 13,8% ومن ثم محطة (MBC) بنسبة 11,64% ، أما المرتبة السادسة فلمحطة الأرضية السورية بنسبة 10,92% وجاء في المرتبة السابعة روتانا خليجي بنسبة 7,31% ، علماًَ أن النسبة المئوية التي تظهر في الجدول مأخوذة من مجموع المراتب السبع الأولى وليس من المجموع العام للمحطات حيث تم إهمال ذكر كل محطة حصلت على أقل من مئة صوت .‏‏‏

وحول السبب الذي دفع المشاهدين لمتابعة المسلسل على قناة معينة دون أخرى حصل احتمال (لأن وقته يناسبك أكثر) على نسبة 68,76% وهي النسبة الأعلى مقارنة مع نسب الاحتمالات الأخرى حيث حصل احتمال (لأنك معتاد على متابعة هذه المحطة) على نسبة 17,48% بينما احتمال (لأنه لا يعرض إلا على هذه القناة) فحصل على نسبة 10,02% ورأى 3,73% من المشاهدين أن هناك أسباباً أخرى تدفعهم لمشاهدة القناة التي يرغبون .‏‏‏

المعوقون في الدراما‏‏‏

بعد عرض عملين في رمضان تناولا في محورهما الأساسي قضايا المعوقين وهما مسلسلاً (وراء الشمس) إخراج سمير حسين وتأليف محمد العاص ، ومسلسل (قيود الروح) للمخرج ماهر صليبي وتأليف يارا صبري وريما فيلحان، كان لا بد من تسليط الضوء على هذه التجربة التي حاولت الغوص في عالم كثير منا لا يعرف عنه شيئاً ويكتفي بالسمع من هنا وهناك ، فكان المشاهد لأول مرة وجهاً لوجه أمام معوقين ولمدة ثلاثين حلقة يعيش معهم ويعرف كيف يتصرفون ويتحركون ويفكرون .. هذه التجربة التي أثارت ما أثارت كان لا بد من معرفة رأي الجمهور حولها ، فكان سؤال (هل نجحت المسلسلات التي تناولت مشكلات المعوقين في نقل الصورة بشكل صحيح ؟) وأتت الإجابة عليه بالإيجاب بنسبة 60,78% وبالنفي بنسبة 5,19% بينما رأى 34,02% أنها نجحت نوعاً ما ، وبالتالي يبدو أنها أتت أتوها وتفاعل معها الجمهور لدرجة عالية حتى أن نسبة من رآها غير ناجحة ضئيلة جداً وتكاد لا تُذكر .‏‏‏

وضمن المنحى ذاته أتى سؤال (هل تؤيد إنجاز أعمال أخرى عن المعاقين تُبرز آليات دمجهم في المجتمع ؟) فأجاب 82,9% من المشاركين في الاستبيان بـ (نعم) ، بينما أجاب 17,08% منهم بـ (لا) ، وبالتالي الغالبية تؤيد إنتاج مسلسلات تخوض في عمق حياة المعوق وكيفية تعامله مع أهله وبيئته وبشكل خاص آليات دمجه في المجتمع لأنه بالنتيجة وهو جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع .‏‏‏

جرأة الدراما السورية‏‏‏

مما لا شك فيه أن الجرأة باتت واحدة من أبرز سمات العمل الدرامي السوري ، لا بل هناك مسلسلات سورية لم تقوَ بعض المحطات على عرضها لما امتلكته من جرأة ، ولكن هل وجد المشاهد أن المسلسلات السورية تتمتع بالجرأة في طرح موضوعاتها حقاً ؟.. حول هذا السؤال أتت الإجابة على النحو التالي : بالإيجاب بنسبة 69,96% وبالنفي بنسبة 4,84% بينما رأى 25,18% أنها كانت جريئة نوعاً ما ، وبالتالي نسبة النفي تكاد لا تذكر بينما الإيجاب وهي النسبة الغالبة تُظهر جلياً أن الجرأة هي بطل من أبطال العمل وتدعمها نسبة من رأوا أنها جريئة نوعاً ما فهي بالمحصلة تصب بشكل أو بآخر ضمن إطار الإيجاب ، وبالتالي تمتعت المسلسلات بجرأة حقيقية، وبالمقابل كان هناك مسؤولية حقيقية من قبل المبدعين في الحقل الدرامي .‏‏‏

سيطرة درامية سورية ولكن ..‏‏‏

ما يؤكد النتائج التي تم التوصل إليها من خلال الأسئلة السابقة حول مكانة الدراما السورية وجرأتها وآلية متابعة الجمهور لها سؤال: (هل تابعت مسلسلات غير سورية ؟) وأتت الإجابة عليه بالإيجاب بنسبة 32,93% وبالنفي بنسبة 67,06% ، وإن كانت نسبة عدم مشاهدة المُشاهد المحلي أعمال غير سورية خلال شهر رمضان واكتفائه بالمسلسلات السورية قد جاءت نسبة مرتفعة ما يؤكد المكانة المتقدمة للمسلسل السوري عند المشاهد المحلي ، إلا أن هناك وقفة تأمل لا بد أن يقوم بها القائمون على العملية الإنتاجية الدرامية خاصة إن عرفنا أن نسبة من شاهدوا أعمالاً غير سورية قد ارتفعت بالمقارنة مع العام الماضي بنسبة 17,3% وهذا الارتفاع يدعو للقلق والحذر خاصة إن المشاهد مازال مخلصاً للدراما السورية ولكن هذه النسبة تعطي مؤشراً أنه يمكن أن يحدث انزياح حقيقي إن لم يجد في هذه الدراما ما يجذبه ويسلط الضوء على واقعه الحقيقي ويحترم ذائقته وعقله .‏‏‏

***‏‏‏

ـ 82,9% يؤيدون إنجاز أعمال عن المعوقين‏‏‏

ـ 69,96% تتمتع المسلسلات السورية بالجرأة‏‏‏

ـ 67,06% لم يتابعوا إلاالأعمال السورية‏‏‏

***‏‏‏

آراء المشاهدين :‏‏‏

ـ هناك أعمال تخطت الخطوط الحمراء‏‏‏

ـ لا تستخفوا بنا فقد مللنا الأجزاء‏‏‏

ـ تمتع أداء الممثلين بسوية عالية جداً‏‏‏

ـ وجوه تكررت كثيراً .. وغابت وجوه أحببناها‏‏‏

***‏‏‏

منطقة حرة :‏‏‏

السؤال الأخير هو (منطقة حرة) يدلي فيها المشارك برأيه .. وفيما يلي نرصد لأهم تلك الآراء:‏‏‏

ممثلون‏‏‏

رأى البعض أن: (الممثلون السوريون يؤدون أدوارهم بشكل رائع)، بينما قال آخرون أنهم: (ازدادوا تألقاً بينما راوح البعض منهم في مكانه) .‏‏‏

الأولى عربياً‏‏‏

عرض هذا العام العديد من الأعمال الهامة ما يدل على نجاح الدراما السورية داخلياً وخارجياً وبأنها الأولى عربياً .‏‏‏

كوميديا .. مع وضد‏‏‏

بما أننا بحاجة للضحك فكان من الجيد وجود عدد من الأعمال الكوميدية حتى أنها كانت أفضل ما قُدِم وزرعت الابتسامة في قلوب مليئة بالهموم .. هكذا تحدث أحد المشاركين في الاستبيان ، وأكد مشارك ثانٍ أن الكوميديا أثبتت جدارتها من حيث الموضوعية والجرأة في الطرح .. بينما رأى آخرون أن هناك أعمالاً كوميدية جاءت مسفة واستخفت بعقل المشاهد وهي تسير نحو الانحدار في ظل غياب كوميديا سورية حقيقية‏‏‏

(أبو جانتي) والرقابة !..‏‏‏

هناك من تساءل كيف مر مسلسل (أبو جانتي) على الرقابة ، وقال : كان ينبغي أن يكون هناك رقابة على المستوى الفني ، ثم إن هناك حلقات (ما بتدخل العقل) مثل الحلقة التي زوّج فيها السعودي من فتاة سورية لتكون زوجته الثانية .. ورأى مشارك آخر أن الفنان سامر المصري لم يكن موفقاً في هذا الخيار .. قال (لقد عرفناه العقيد أبو شهاب وانتهى به المطاف بأبي جانتي) مؤكداً أن ما جعل المسلسل متابعاً وجود الفنان أيمن رضا بدور (أبو ليلى) .‏‏‏

جرأة أعمال‏‏‏

الكثير من المداخلات أثنت على الجرأة المُقدمة وهناك من رأى أنها تخطت الخطوط الحمراء ، وكما أثنوا على تناول الموضوعات الهامة والأفكار الجديدة التي لعبت دورها في توعية الناس .. لكن هناك مداخلات رأت أن الجرأة أتت في بعض المسلسلات هادفة ولكنها كانت هدامة في بعضها الآخر فأتت بشكل غير مدروس .‏‏‏

أجزاء وإطالة‏‏‏

مللنا مسلسلات الأجزاء فلم تقدم شيئاً .. هكذا وصفها أحد المشاركين في الاستبيان ، وأيّده آخرون وذهبوا للحديث عن الإطالة فأكدوا أنه ينبغي التخلص من سطوة الثلاثين حلقة لأن أحداث المسلسلات لا تتماشى مع عدد الحلقات ، حتى إن معظم المسلسلات يمكن تلخيصها بساعتين عبر فيلم تلفزيوني .‏‏‏

تكرار وتشابه :‏‏‏

شدد بعض المشاهدين أن هناك موضوعات مكررة واجترار للأفكار ، لا بل هناك أعمال تكرر المشاهد على شكل ذكريات للبطل فتأخذ زمناً طويلاً ليس لها من داعٍ . كما رأى آخرون أن هناك وجوهاً تكررت كثيراً بينما غابت وجوه أحببناه !..‏‏‏

متفرقات :‏‏‏

ـ تميز شارات المسلسلات وأغانيها .‏‏‏

ـ التطرق للمعوقين أهم ما ميزّ دراما هذا العام .‏‏‏

ـ ينبغي إنجاز مسلسلات تتناول مختلف المناطق في سورية .‏‏‏

ـ لم ينل (ما ملكت ايمانكم) أي صوت من حلب.‏‏‏

ـ إن استثنينا دمشق وريفها كاد (باب الحارة) أن ينال المرتبة الأولى من خلال تصويت المحافظات.‏‏‏

ـ ابتعدت المسلسلات عن الهم اليومي للناس وجاءت ضعيفة المضمون .‏‏‏

ـ التمني بازدياد الأعمال الاجتماعية التي تناقش حياة المراهقين والمعوقين .‏‏‏

ـ بات هناك تقاليد درامية للشهر الفضيل ، فكيف يمكن أن يأتي رمضان من دون باب الحارة أو بقعة ضوء ؟..‏‏‏

ـ أصبحت الدراما نافذة للمعرفة والثقافة لذلك يقع على الكتّاب مسؤولية اختيار الموضوعات ومعالجتها بعيداً عن الإسفاف .‏‏‏

ـ كثيرون انتقدوا (باب الحارة) ولكن الكثير منهم صوت له على أنه المسلسل الأكثر جماهيرية!..‏‏‏

الثورة
(139)    هل أعجبتك المقالة (146)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي