أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

برامج الأطفال على الشاشات الفضائية ... د.خالد ممدوح العزي

أن برامج الأطفال التي تعتبر الأقل من بين البرامج الإعلامية المختلفة على المحطات الفضائية الكثيرة التي تصل الى أربعمائة محطة فضائية عدى القنوات الأرضية ، فبرامج الأطفال هي فقيرة جدا لجهة الإنتاج والإعداد وتعاني من الإهمال والضعف، والسبب يعود أساسا الى عدم وجود صحافة أطفال متخصصة، بتقديم إعلامي وإنتاج برامج خاصة بالأطفال بشكل متطورة وحديثة ذات معنى وإفادة،لان الجامعات العربية عامة، وكليات الإعلام خاصة تغيب ، عنها شعب متخصصة بإعداد كوادر إعلامية متخصصة بصحافة الأطفال وإعداد برامجها بناءً على :
- أولا: غياب كتابة برامج الأطفال وهذه مهمة صعبة في مجتمعات تكاد الثقافة الوطنية العامة تندحر أمام انتشار ثقافة العولمة إلي تسيطر على كل شيء اذا كانت الثقافة الوطنية او القومية غير محصنة جيدا، وإذا وجدت برامج للأطفال على التلفزيونات فإنها قليلة،و بإعداد كوادر صفيره جدا تعمل جاهدتا في الكتابة والأعداد والتطوير.
ثانيا: غياب المنتجين الذين يقومون بإنتاج برامج خاصة بالأطفال وبقنوات الأطفال .
ثالثا: غيب التنسيق بين وزارة التربية والإعلام من اجل النهوض بإعداد برامج متخصصة بالأطفال.
رابعا : غياب واضح لدور الدولة في وضع خطة من اجل تطوير إعلام الأطفال وإعطاء امتيازات خاصة للراغبين بفتح قنوات جديدة خاصة للأطفال .
خامسا: على المدارس والثانويات العمل لا إنشاء " نادي صحافة " في كل مدرسة أو ثانوية، من اجل تدريب الأطفال على تنمية المهارات الشخصية والتوجيه والإرشادات المستقبلية، ونود التنويه بتجربة "مدارس الإيمان الإسلامية"في لبنان،ومدار المبرآت الإسلامية، بريادية لهذا الدور الرائد وسط المدارس الثانوية، و بتخصيص فريق خاص من المعلمين والمربيين للعمل مع الأطفال من خلال نادي الصحافة الخاص في كل مدرسة والذي يقوم النادي مع فريق عمله،بإخراج مجلة شهرية، وبالخروج بمجلة خاصة بهم باسمها مثلا " مجلة الأيمان.إضافة إلى عقد ندوات ومحاضرات تخص الشأن الإعلامي، وإنشاء ورش عمل تدريبية للطلاب الذين يتهيئون للذهاب إلى قضاء مهمات إعلامية خارجية.
سادسا : على الإعلاميين وكليات التربية وكليات الإعلام وكليات السيناريو والإخراج في الدول العربية العمل على توسيع كليتها من اجل أجاد فروع خاصة لها لأجل تطوير صحافة الأطفال وتدريس موادها في الفروع التي تعمل على بناء كوادر متخصصون في ثقافة الأطفال الإعلامية في كل هذه الفروع.
صناعة الرسوم المتحركة :
إذا نظرنا اليوم إلى عالم الرسوم،"رسوم المتحركة"المحلية ذات الإنتاج الوطني التي تقوم على إنتاج مواد ثقافية وتربوية للأطفال من، تراثنا وتاريخنا العربي، وفي صناعة أفلام كرتونية أسطورية محلية من حكايتنا الشعبية والفلكلورية،التي يمكن تدريسها للأطفال ن على شكل أفلام مصورة أو رسوم متحركة مادتها الأساسية الأدب والتاريخ العربي أو اخذ الثقافات الأخرى ،أو الأدب الأجنبي والعمل عليها وفقا لمفهومنا وثقافتنا العربية ،لذلك نرى إن صناعة أفلام الرسوم المتحركة "أفلام الكرتون" لاتزال في طورها الأول، في العديد من الدول العربية، لان ازدهار هذه الصناعة تترافق مع خطة تعمل على رفع مستوى هذه الصناعة وتطويرها ودعمها من قبل القطاع العام وإشراك القطاع الخاص في هذه السياسة، ولكننا، نرى العكس فالدول العربية لاتزال بعيدة جدا عن تطوير هذا الحقل، بالوقت الذي يعمل القطاع الخاص منفردا في الدخول إلى هذا العالم الرهيب بسب توجه إلى شريحة الأطفال، لذا لا يسعنا اليوم من مشاهدة أفلام كرتونية صناعة محلية على شاشات تلفزيوناتنا العربية، سوى الأفلام المترجمة الرخيصة التي عدت خصيصا لأطفال هذه المنطقة . لكننا نستعرض التجربة السورية حسب ما يكتب الصحافي السوري ماهر منصور يكتب:" تنهض في سورية صناعة، الرسوم المتحركة فاليوم كثيرين من الموهوبين السورين، رسامين ومصممين وكتاب ، شكلوا مجموعات عمل واستطاعت أن تطل على المشاهد من خلال تشكيلها لروافد أساسية لمحاطات خاصة ببرامج وأفلام للأطفال مثل:( "سبايس ستون ، وسبايس باور "الخليجيتان" . تبقى هذه التجربة العربية الجديدة والفريدة في ظل غياب البني التحتية المطلوبة عربيا لتطوير ونجاح هذا القطاع، لكن الواضح هنا هو الغياب الفعلي للدور الأكاديمي في ظل دراسة علمية شاملة لتطوير هذا العمل من الناحية الأكاديمية في التجربة ، وغياب آليات إنتاج مؤسساتية .لكن في سوريا بالرغم من كل الصعوبات التي تعاني منها هذه الصناعة تم إنشاء قسمًا خاصًا بسينما الأطفال والتي تعرف باسم دائرة ،نصوص الأطفال التي تساهم في انجاز أفلام الكرتونية السينمائية ، ومن ابرز إنتاجها فلم " خيط الحياة ،وطيور الياسمين".
إنتاج أفلام الكرتون العربية على مستوى العالم ؟:
ففي عام 2000م كان إنتاج اليابان من أفلام الكرتون 22 ساعة أسبوعياً , والرقم السنوي لليابان بمفردها هو1144 ساعة تقريباً!!! وأما الدول العربية مجتمعة, ففي أحسن الأحوال، كانت لا تُقدّم أكثر من 30 ساعة سنوياً وليس أسبوعياً !!!فالنسبة بين إنتاجنا وإنتاج اليابان 2% ،وهذه النسبة قد بُنيت على أحسن احتمال لإنتاجنا ، وأسوأ احتمال لإنتاجهم ، ناهيك عن فرق النوعية والجودة المتميزة في أعمال اليابانيين ، وأفلام الكرتون المنتجة محلياً،البسيطة التي تفتقد إلى الحرفية والجودة العالية ، ومع ذلك فقد كانت نسبة إنتاجنا إلى إنتاجهم 2%.
تأثير وسائل الإعلام على الأطفال:
وفقا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (الاسترالية) ، "إن الأطفال هم تتأثر وسائل الإعلام ، وهم يتعلمون عن طريق الملاحظة والتقليد ، وجعل السلوكيات الخاصة بهم". تأثير وسائل الإعلام على الأطفال موضع الاهتمام المتزايد بين الآباء والأمهات والمعلمين والعاملين في مجال الرعاية الصحية. وأهمية هذه المسألة واحدة عندما يصبح واضحا يشير إلى تنوع الأميركيين الذين نشارك في هذا القلق. أدرج في هذه المجموعة من المواطنين المعنيين هم أولئك ، وعلى الأخص السياسيين ، الذين عادة ما يقف في المعارضة لبعضها البعض في العديد من القضايا ، ولكن الذين يقفون معا في اتفاق بشأن هذه واحدة. تأثير الإعلام على الأطفال قد ازداد باطراد وأنواع جديدة وأكثر تطورا من وسائل الإعلام قد وضعت وإتاحتها للجمهور الأميركي.
توفر ، فضلا عن زيادة القدرة على تحمل التكاليف بالنسبة للعائلات الأميركية ، قد وفر سهولة الوصول إلى وسائل الإعلام للأطفال. وتشمل الآثار المفيدة الاستعداد المبكر للتعلم ، والإثراء التعليمي ، والفرص المتاحة لعرض أو المشاركة في المناقشات التي تتناول القضايا الاجتماعية ، والتعرض للفنون من خلال الموسيقى والأداء ، والترفيه. الآثار الضارة التي قد تنجم عن إثارة في السلوك العنيف، والتعرض لمحتوى خفية أو صريحة الجنسي، والترويج لصور غير واقعية الجسم، والعرض من العادات الصحية السيئة والممارسات المرغوب فيه، والتعرض إلى الإعلانات التي تستهدف الأطفال مقنعة. ففي المناقشة التالية، سوف تعطى بعض الاهتمام لهذه الآثار المفيدة من وسائل الإعلام على الأطفال، ولكن سوف يكون التركيز الأساسي على التأثيرات السلبية، والتي تم بحثها على نطاق أوسع.

باحث إعلامي، مختص بالإعلام السياسي والدعاية .
[email protected]

(97)    هل أعجبتك المقالة (133)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي