زعمت رئاسة الهجرة التركية أن المعلومات التي نشرت على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بخصوص ما قيل إنها سوء معاملة وتجاوزات إنسانية في مركز الترحيل في كاتالكا هي "معلومات مضللة وتشهيرية" ولا أساس لها من الصحة.
وأشار بيان لرئاسة الهجرة التركية إلى أنه تم تقديم شكوى جنائية ضد الأشخاص الذين نشروا هذه" الإدعاءات"-حسب وصفها-.
وأضاف: "تم تقديم شكوى جنائية ضد الأشخاص الذين نشروا علنا معلومات مضللة، بهدف تشويه سمعة مؤسسات الدولة وخلق التصور من خلال ادعاءات استفزازية وأحادية الجانب". التي لا تستند إلى أي دليل".
*عدم التسامح مع سوء المعاملة
وادعت الرئاسة المذكورة في بيانها أن جميع مراكز الإعادة إلى الوطن تعمل بمبدأ "عدم التسامح مطلقًا مع سوء المعاملة" ، وذكرت أنه في جميع مراكز الإعادة إلى الوطن، بما في ذلك مركز تشاتالجا للإعادة إلى الوطن، جميع المناطق التي قد يكون فيها الخاضعون للإشراف الإداري تتم مراقبة أماكن إقامتهم، باستثناء الغرف التي يقيمون فيها، بالكاميرات على مدار 24 ساعة يوميًا، دون ترك أي نقاط عمياء، حفاظًا على الخصوصية.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر البيان "الغذاء، والتنظيف، والتهوية، والحصول على الخدمات الصحية، والوصول إلى المحامين والمساعدة القانونية، والوصول إلى الأسرة، والتواصل مع العالم الخارجي، وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي، والترجمة، وغرف الصلاة، وآلية تقديم الشكاوى والالتماسات".
ويتم تقديم خدمات مماثلة لأولئك المقيمين في جميع مراكز الإعادة إلى الوطن." ويتم تقديمها دون انقطاع".
*المحتجزون إدارياً
وجاء في البيان أن الأجانب المحتجزين إداريا في مراكز الترحيل يجتمعون في قاعات اجتماعات وفقا لامتياز المحامي وموكله ، وأنه "لا توجد مشكلة تمنع عمل النظام فيما يتعلق بالحصول على المساعدة القانونية".
وذكر البيان أنه تم تسجيل عدد اللقاءات التي عقدها أجانب تحت المراقبة مع محاميهم، وذكر أن 27 ألفاً و390 محامياً تقدموا إلى مراكز الإعادة هذا العام وعقد ما مجموعه 239 ألفاً و664 لقاءً.
وتم التأكيد في البيان على أن كافة المعاملات المتعلقة بالأجانب تتم وفق قانون الأجانب والحماية الدولية رقم 6458 وعدم إبقاء أي أجانب في مراكز الإعادة بشكل غير قانوني.
وبناءً على اللوائح ذات الصلة، يتم توجيه التعليمات شفهيًا وكتابيًا للموظفين العاملين في مراكز الترحيل في تركيا حول حظر سوء المعاملة، ويجري تقديم تدريبات متنوعة تشمل احترام حقوق الإنسان الأساسية".
وتابع البيان "علاوة على ذلك، يتم تفتيش وزيارة مراكز إعادة الإرسال في تركيا، وبشكل مفاجئ أحيانا، من قبل الجهات المحلية والدولية المعنية بناءً على الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية. وفي هذا السياق، أُجريت 631 عملية تفتيش و134 زيارة خلال عام 2024".
ويتم توفير خدمات شاملة للمقيمين في مراكز الترحيل في تركيا، بما في ذلك الطعام، والنظافة، والتهوية، والرعاية الصحية، والوصول إلى محامي ومستشار قضائي، والتواصل مع العائلة، ووسائل الاتصال مع العالم الخارجي، والدعم النفسي الاجتماعي، والترجمة، وغرف العبادة، وآلية لتقديم الشكاوى، وغيرها من الخدمات دون انقطاع.
*إعتداءات لفظية وجسدية
وكان عدد من اللاجئين السوريين المقيّدين في نظام الحماية المؤقتة تعرضوا في 12 كانون الثاني 2023 للتعنيف النفسي والجسدي ولسوء المعاملة من قبل عناصر مركز الترحيل Oğuzeli، وتم إلزامهم وإجبارهم بالإكراه للتوقيع على أوراق العودة الطوعية، كما تم نقل العشرات من من محتجزي المركز إلى مركز الإيواء المؤقت Apaydın في ولاية Hatay.
وكانت "هيئة حقوق الإنسان والمساواة التركية" TİHEK وهي هيئة حكومية قد تقدمت في شهر تموز من العام الماضي بشكوى ضد مركز الترحيل Oğuzeli وذلك بعد توثيقها تعرض لاجئين سوريين لإعتداءات لفظية وجسدية من قبل بعض موظفي المركز.
ووثقت مجلة "بوليتيكو" وثماني مؤسسات إخبارية أخرى بالشراكة مع منظمة "لايت هاوس ريبورتس" الحقوقية والمعنية جوانب من الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون.
وقالت في تقرير مشترك نشر في تشرين الأول-أكتوبر الماضي إن مراكز الاستقبال تحولت إلى معسكرات ترحيل. وقال المحتجزون إنهم تعرضوا للتعذيب والإهمال وحرموا من الوصول إلى الإمدادات التي يمولها الاتحاد الأوروبي والتي تهدف إلى تحسين الظروف. والآن، تطارد المركبات المزينة بشعار الاتحاد الأوروبي الأزرق والذهبي والنجمة والهلال التركي المهاجرين غير المسجلين، وفي حالة واحدة على الأقل، نقلتهم عبر الحدود رغما عنهم.
وقالت المجلة، إن ترحيل اللاجئين إلى دول تتعرض فيها حياتهم للخطر محظور حسب القانون الدولي والأوروبي. وينظر الاتحاد الأوروبي إلى سوريا وأفغانستان كمناطق خطيرة جدا ولا يمكن السماح بعودة منظمة إليهما.
وكانت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان وثقت وفاة الشاب السوري إبراهيم غازي عز الدين في مركز الترحيل القسري بهلوان كوي بولاية قرقلار إيلي في تركيا تحت التعذيب في تاريخ 16-7-2024.
وحسب معلومات وصلت إلى شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، فإن الكثير من اللاجئين السوريين الذين يتم احتجازهم في مراكز الترحيل في تركيا من أجل ترحيلهم بشكل قسري إلى سوريا يتعرضون للتعذيب وإجبارهم بالقوة على التوقيع على الترحيل.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة ، تعد تركيا واحدة من أكبر الدول المستضيفة للاجئين في العالم، حيث تستضيف نحو 3.2 مليون لاجئ سوري إلى جانب جنسيات أخرى.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية