أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يوميات لاجئ.. التفكير خارج التابوت!!

امتهان مهنة تعتمد لغة غير لغتك بلاد الغربة، يعيدك إلى أشواك وأشواق بدايات الطريق.

وخبرة طويلة عريضة في مهنة امتهنها من هب ودب، تقذفك من جديد على قارعة طريق الضياع في البحث عن مهنة جديدة قد تجد جزءا من نفسك فيها ولو كنت متأخرا.

أنت في بلد لا تعرف من لغته سوى كلمات ترميك في مآزق تنحدر بك إلى أسفل هرم "ماسلو" ومراجعة دوافع "فرويد" في تلبية الحاجات الدنيا التي يشترك فيها البشر مع الحيوانات والنباتات أيضا.

أتذكر جيدا كيف اعتصرت خبراتي الواسعة في هذه الحياة الضيقة، وعملت ضربة خلاط لبنات أفكاري، خلال فترة الحجر الصحي لمكافحة فيروس "كورونا" عام 2020.

آها..وجدتها..! ما هي يا "أرخميدس" زمانك؟

إنها "المطعم" كلمة السر في مشاريع اللاجئين الجدد، لكن ماذا بشأن شخص خبرته بالطبخ صفر، إذ يعتبر "الجظ مظ" أعظم طبق يمكن أن يصنعه؟؟! 

"القهوة"، شريك الماء لا يخسر،  ولكن مهلا، هناك بن وسكر وكهرباء وغاز وضرائب، تعيدك إلى ألف حساب وحساب قد يسكب الماء البارد على قفاك ويشحطك إلى ما تحت الصفر، (المقصود حسابك البنكي وليس درجات الحرارة طبعا).

فكرت بالعثور على وظيفة خفيفة نظيفة وراتب آخر الشهر كمردود محدود مقابل ما تبقى من مقدرة على العمل الفيزيائي!

لكن قبل ذلك قررت عقد اجتماع مغلق مع نفسي، تذكرت بأني صحفي يخترع المقالات والقصص، يجب أن أجد فكرة خارقة حارقة، أي يجب أن أفكر "خارج الصندوق".

آه آه، فكرت وبصرت كثيرا، لكني لم أعرف أبدا صندوقا يشبه صندوقك!!

عدت متقهقرا مضطرا إلى داخل الصندوق، لكن لو تعرفون أي صندوق!

إنه صندوق الموت (التابوت)، اكتشفت خلال بحثي المتواصل عن العمل وظيفة في معمل لصناعة التوابيت.

ما المشكل، أيضا الموت من الأمور التي لا تنقطع، فالعمل سيستمر والأعمار بيد الله..! معمل التوابيت حينها تضاعف نشاطه والفضل يعود لـ"كوفيد19"، لذلك يطلب عمالا إضافيين، فحدثتني نفسي الأمار بالسوق (سوق العمل): ضع مهنتك وخبرتك وذكرياتك في التابوت، واعمل بنصيحة  الكبير "محمد الماغوط" بأن "الفرح ليس مهنتي".

 كم هو جميل أن تفكر بنهايات الآخرين أيضا، وإذا ازداد الطلب وجاء "كوفيد20" فكر بفتح معمل توابيت كعمل خاص بك ولك، لتطبق مقولة مالئ الدنيا وشاغل الناس:"بذا قضت الأيام ما بين أهلها ...مصائب قوم عند قوم فوائد"!!

جودت حسون - زمان الوصل
(15)    هل أعجبتك المقالة (7)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي