أصدرت المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن "خليل جابر" أمس الجمعة حكمها في قضية مقتل اللاجئ السوري "بشار عبد السعود"، الذي فارق الحياة تحت التعذيب خلال تحقيق معه قبل سنتين.
وأدانت المحكمة الضابط برتبة نقيب "ح.ا" وحكمته بالسجن مدة ستة أشهر، فيما حكمت على المعاون "ي.ب"، بالسجن مدة سنة ونصف السنة، وعلى المعاونين "ع.خ." و"ف.ف"، بالسجن ثلاثة أشهر وعلى الرقيب أول "خ.ز.أ" بالسجن شهرين.
واعتمدت المحكمة في قرارها بحسب ما ورد في الحكم على نص المادة 166 من قانون القضاء العسكري، التي تعاقب بالسجن من شهرين الى سنتين "كل عسكري يخالف الانظمة أو الأوامر أو التعليمات العامة التي أوكل إليه أمر تنفيذها".
وهو ما ذهب إليه حكم المحكمة الذي خالفه المستشار المدني، وأحد المستشارين من ضباط الجيش من هيئة المحكمة.
واستغرب المحامي اللبناني "محمد صبلوح" من قرار المحكمة الذي جاء مخالفا تماما لما استند إليه القرار الاتهامي في خلاصته، والقاضي بتجريم المتهمين وللمرة الأولى بالمادة 65/ 2017 من قانون التعذيب.
وكتب المحامي "صبلوح" على صفحته الرسمية في "فيس بوك" قبيل صدور الحكم: "اليوم الحكم بقضية بشار عبد السعود ضحية التعذيب، الذي قتل نتيجة الضرب وانتزاع الاعترافات بالقوة على يد ضابط وأربعة عناصر من جهاز أمن الدولة.
فهل ستعتبر المحكمة العسكرية أن جريمة التعذيب لا تنطبق في القضية وتبرئ المدعى عليهم من جريمة القتل والقانون 65/2017 قانون تجريم التعذيب؟ وتخفف التهمة الى جنحة؟ الساعات القادمة ستظهر الحقيقة".
وبعد صدور الحكم عن المحكمة العسكرية والتي حولت جريمة قتل "السعود" من جريمة إلى جنحة كما توقع "صبلوح" كتب المحامي اللبناني "قانون تجريم التعذيب (65/2017) حبر على ورق قريبا".
ويأتي حكم المحكمة العسكرية بعد قرابة العامين على حادثة مقتل السوري "بشار عبد السعود" تحت التعذيب، في مركز "تبنين" في الجنوب التابع لجهاز أمن الدولة، وذلك في 30 آب أغسطس/2022.
وتداولت مواقع الكترونية صورا مسرّبة توثق الجروح والحروق المخيفة على جثمان "سعود"، فكان من الصعب على المؤسسة العسكرية دفن هذه القضية، عقب مشاهدة هذه الصور.
توفي بشار في 30 أغسطس آب/ 2022 عقب قضاء يوم واحد فقط في الحجز لدى جهاز أمن الدولة في لبنان.
وقد اتهم قاضي التحقيق العسكري – في لائحة اتهام رسمية مفصلية صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 – خمسة من رتباء أمن الدولة بتعذيبه حتى الموت.
وهذا ما جاء بعيدا كل البعد عن حكم المحكمة العسكرية بحق الرتباء الخمسة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية