كانت أرقام السياح القادمين إلى سوريا التي تصدرها وزارة السياحة، دائماً تثير نقاشات وخلافات بين أوساط المراقبين ووسائل الإعلام، وهو أمر لا يخص الفترة بعد أحداث الثورة السورية، وإنما يعود إلى ما قبل العام 2011.
كانت العديد من الأوساط الإعلامية تشكك دائماً بتلك الأرقام، مطالبة الوزارة بتعريف السائح أولاً، كونها كانت تعتبر اللبنانيين والأردنيين الذين كانوا يزورون سوريا لبضع ساعات بقصد التبضع، على أنهم سواح، بينما المعيار الحقيقي يجب أن يكون من خلال الليالي الفندقية التي يقضيها هذا السائح.
وهنا سرعان ما كانت تظهر الفجوة والمفارقة عندما تستعرض الوزارة عدد الليالي الفندقية مقارنة بعدد السياح الذين تذكرهم، وهو ما يمكن قراءته من خلال البيانات التي كشف عنها اليوم وزير السياحة التابع للنظام محمد رامي مارتيني، والذي أعلن بأن عدد القادمين إلى سوريا من العرب والأجانب منذ بداية العام وحتى 25 أيلول الماضي بلغ مليوناً و680 ألفاً، باستثناء الوافدين اللبنانيين بسبب العدوان الإسرائيلي، بزيادة قدرها 5 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
ويتابع الوزير في تصريح لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أن عدد نزلاء الفنادق من الرقم السابق، بلغ 227 ألف نزيل لنهاية شهر آب من عام 2024، منهم 193 ألف نزيل عربي بعدد ليالي 108 آلاف ليلة، وأجانب 34 ألف نزيل بعدد ليالي 140 ألف ليلة.
أي بصيغة أخرى، من أصل مليون و680 ألف سائح، فإن 227 ألف سائح فقط استخدموا الفنادق، وهو ما يمكن اعتباره الرقم الحقيقي للسياح، بحسب الكثير من المراقبين.
من جهة ثانية، أضاف الوزير أن عدد السياح الذين زاروا سوريا لأغراض السياحة الدينية بلغ 150 ألفاً لنهاية شهر آب الماضي، قضوا أكثر من مليون ليلة فندقية، وهم من (العراق وباكستان والهند والبحرين والكويت وأذربيجان وهولندا وأستراليا)، وهو رقم في حال طرحه من الرقم السابق البالغ 227 ألفاً من العرب والأجانب، فإننا سوف نحصل على الرقم الحقيقي للسياح العرب والأجانب الذين زاروا سوريا في عشرة أشهر، وهم أقل من 80 ألفا فقط.
أما بالنسبة للسوريين الذين زاروا بلدهم، فذكر وزير السياحة بأنه بلغ عددهم حتى منتصف أيلول الماضي، مليونين و100 ألف قادم، بزيادة 25 بالمئة عن العام الماضي، باستثناء السوريين العائدين إلى بلادهم من لبنان خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر أيلول الماضي.
وبيّن الوزير أن عدد النزلاء السوريين لنهاية شهر آب هذا العام بلغ حوالي 676 ألف نزيل سوري بزيادة 9 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي قضوا خلالها 1.355 مليون ليلة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية