نعى ناشطون سوريون المعارضة والمعتقلة السورية السابقة الدكتورة "لينا المير حسن" التي رحلت ظهر ( الأحد) في مدينة السلمية بعد صراع طويل مع الاستبداد وسنوات من التخفي والإعتقال ومواجهة مرض العضال الذي ألم بها وقاومته بكل عزيمة وحب للحياة -وفق نعي ناشطين وأصدقاء.
وأعلن حزب اليسار الديمقراطي السوري، نبأ وفاة الدكتورة لينا المير حسن زوجة عضو المكتب السياسي الرفيق صفوان موشلي، بعد معاناة طويلة مع المرض في مدينة السلمية ، وقال الحزب في بيان له إن الفقيدة تركت أثراً طيباً لدى كل من عرفها . وكانت امرأة شجاعة وقوية، ليس فقط في مواجهتها للمرض، بل أيضًا في نضالها السياسي كسجينة سياسية سابقة في سجون نظام الأسد المستبد القاتل لشعبه الناهب لثروات بلاده العميل لقوى الخارج.
والدكتورة لينا حسن المير حسن طبيبة تحاليل انضمت باكراً في الثمانينات إلى حراك اليسار الجديد "رابطة العمل الشيوعي"، واعتقلت بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي في سوريا عام 1987 أثناء دراستها للطب البشري على إثر الحملة الذي تعرض لها الحزب في ذلك الوقت، وكانت ملاحقه من قبل الأجهزة الأمنية، قضت اعتقالها متنقلة بين فرع فلسطين وسجن دوما للنساء وعانت من مرض القلب قبل أن يطلق سراحها مع رفيقاتها. ومنهن "سحر البني" "منيرة حويجة" ""سحر حويجة" "سناء حويجة" "فاديا شاليش""ناهد بدوية" "رماح بوبو" "عفاف قندلفت""غرناطة الجندي "وجدان ناصيف" وأخريات.
وفي هذه الحملة الكبرى على الحزب المحظور آنذاك بلغ عدد النساء اللواتي اعتقلن أكثر من (100) رفيقة وصديقة, أطلق سراح قسم منهن بعد أيام أو أشهر قليلة, وجرى تحويل قسم آخر إلى سجن دوما في دمشق، حيث تم للمرة الأولى في تاريخ سورية الحديث تخصيص سجن نسائي للمعتقلات السياسيات وكانت الراحلة لينا المير إحدى نزيلاته.
وحزب العمل الشيوعي هو حزب يساري سوري معارض تأسّس في منتصف السبعينات تحت اسم رابطة العمل الشيوعي ثم تحول إلى حزب العمل الشيوعي. من أبرز أعضائه عبد العزيز الخير وفاتح جاموس وأصلان عبد الكريم الذين نشطوا سرًا في عقد الثمانينات، وقمعهم نظام الرئيس حافظ الأسد بشدة ثم استمرّ مسلسل القمع طيلة عهد الأسد الابن.
الثائرة الحالمة
ورثى عدد من أصدقاء لينا المير حسن صديقتهم الراحلة بعبارات مؤثرة مستذكرين مزاياها الشخصية وصلابتها وقوة إرادتها وتضحياتها دفاعاً عن مبادئها وأفكارها ووصفت "هيفاء الحاج حسين" صديقتها الراحلة بـ "الثائرة الحالمة، المتمردة، المعارضة التي دفعت ثمناً باهظاً منذ أن كانت صبية صغيرة تدرس طب بشري، وأضافت أن "لينا التي لم يكسر النظام إرادتها تغلب عليها المرض ليضع حداً لمسيرة نضال وحياة أمراة حافلة بالحب والعطاء".
وقال الفنان "برهان نظامي" :" الجميلون يغادرون بقسوة فراغ يتركوه خلفهم،من الصعب أن يعبأ بأمثالهم ومثيلاتهم".
وأضاف مخاطباً روح الراحلة " أم يزن" لروحك السمو والسلام سيفتقدك الكثيرون ممن كنت تضيئين على عتمتهم وبؤسهم،بحضورك الجميل والمؤآسي".
وعلق الشاعر والمعتقل السابق "فرج بيرقدار" : "ملأت عالمنا جمالاً ونضالاً وتخفِّياً واعتقالاً وكبرياء وتواضعاً وأملاً ومحبة وتفوّقاً، ثم صراعاً مع مرض أكثر فتكاً من كل ما عانته من ظروف حجرية في السجن وقبله وبعده".
وتابع :"رحلت اليوم إلى آخر الهدوء والسكينة. لروحها السلام وألق الذكرى، ولمحبيها خالص العزاء".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية