بولندا تهدد باستخدام الذخيرة الحية ضد المهاجرين على حدودها مع بيلاروسيا

في ظل تصاعد التوترات على الحدود البولندية البيلاروسية خلال الأسابيع الأخيرة وافق البرلمان البولندي منذ أيام على إجراء جديد يسمح للضباط على الحدود البيلاروسية بإطلاق الذخيرة الحية على أي شخص يحاول عبور الحدود بشكل غير قانوني بزعم الدفاع عن النفس، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب أصلا على هذه الحدود، ويجعل حياة الآلاف من المهاجرين ومنهم السوريين في خطر.

وأثار القانون غضب المنظمات غير الحكومية، التي أشارت إلى الوضع المتوتر للغاية في المنطقة بالفعل.

ويأتي هذا القانون في سياق متوتر للغاية في المنطقة. ففي أوائل يونيو/حزيران، توفي جندي بولندي بعد طعنه قبل أيام قليلة، أثناء محاولته منع المهاجرين من دخول الأراضي البولندية بالقرب من قرية دوبيتسي سيركيويني.

كما يأتي في ظل تهديد بولندا بإغلاق حدودها مع بيلاروسيا، وإذا تم إغلاق الحدود، فقد تجد بيلاروسيا نفسها أكثر عزلة عن جيرانها الأوروبيين. ومن المتوقع أن تُحدث هذه الخطوة تغييرات كبيرة في حياة البيلاروسيين العاديين.

وعززت بولندا موقفها المتشدد في يوليو/تموز 2022، عندما أكملت بناء السياج. ويبلغ طول السياج 186 كيلومترًا وارتفاعه خمسة أمتار، ويعلوه سلك شائك، ويمتد على طول الحدود مع بيلاروسيا.

وقد تضاعف ارتفاع السياج مؤخرًا عندما أضيف المزيد من الأسلاك الشائكة. ويتم تصوير المنطقة المحيطة على مدار 24 ساعة في اليوم بواسطة كاميرات التصوير الحراري، وتراقبها طائرات بدون طيار ودوريات الشرطة والجيش.

ونقل موقع zakordon عن رئيس وزارة الخارجية البولندية، رادوسلاف سيكورسكي قوله أن أزمة الهجرة تسيطر عليها الأجهزة الخاصة الروسية والبيلاروسية بالكامل، وإن بولندا مضطرة للرد على التهديدات الناشئة. وسيكون إغلاق الحدود خطوة جدية، وقد تشمل إغلاق نقاط العبور الرئيسية الثلاث: نقطة الركاب في تيريسبول، ومعبر الشحن في كوزلوفيتشي، ومعبر السكة الحديد في كوزنيتسا.

وقال الصحفي البولندي "ميشال كاسيفيتش" للمصدر أن إغلاق الحدود سيكون أداة ضغط على الدولة البيلاروسية.

ورغم أن المهاجرين يعبرون الحدود في أغلب الأحيان بشكل غير قانوني، عبر الغابات، فإن إغلاق نقاط العبور الرسمية من شأنه أن يجعل الحياة صعبة بالنسبة للمواطنين العاديين، مما يضطرهم إلى البحث عن طرق بديلة للسفر والنقل.

ولعل أحد أسباب الإغلاق المحتمل للحدود هو الاعتبارات الأمنية، وتخشى السلطات البولندية أن يكون من بين البيلاروسيين الذين يعبرون الحدود عملاء يعملون لصالح الخدمات الخاصة الروسية والبيلاروسية. وهذا ما تؤكده حالات الاعتقال في بولندا لمواطنين من بيلاروسيا وروسيا فيما يتعلق بأنشطة التجسس.

كما سيكون إغلاق الحدود بمثابة بداية "حرب باردة" جديدة ستؤدي إلى زيادة العقوبات.

وتسعى السلطات البولندية إلى تقليل الأضرار التي لحقت باقتصادها واستهداف نظام لوكاشينكو.

وقد يؤدي إغلاق الحدود إلى تشديد سياسة التأشيرة البولندية للبيلاروسيين، وفي هذا السياق قامت شركة VFS Global، التي تعمل في مجال إصدار التأشيرات بتقييد قبول الطلبات المقدمة من المواطنين الذين لا يعيشون في منطقة غرودنو.

وفي السابق، كان بإمكان البيلاروسيين التقدم بطلب للحصول على تأشيرات في مينسك، لكن الآن أصبح الأمر صعبًا بشكل متزايد.

وسعت بولندا إلى تسهيل إصدار التأشيرات للبيلاروسيين من أجل دعم المجتمع المدني وإظهار ظروف معيشية بديلة. ومع ذلك، في ظل ظروف العدوان الروسي وسياسة النظام البيلاروسي، فإن هذه التدابير تتغير.

وفي عام 2024، انخفض عدد التأشيرات الصادرة بنسبة 50-90% اعتمادًا على نوع التأشيرة، وهو ما يرتبط أيضا بفضيحة التأشيرات.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، سجل حرس الحدود البولنديون 469 محاولة لعبور الحدود البولندية البيلاروسية بشكل غير قانوني.

جاء ذلك على الموقع الإلكتروني لدائرة الحدود البولندية.

وحاول المهاجرون غير الشرعيين عبور الحدود مع الاتحاد الأوروبي في المناطق التي يحرسها حرس الحدود في بيلوفيج، وناريفكا، ودوبيش تسيركيفني، وشيرمشا، وكرينك، وبلاسك.

وقام مخالفو الحدود بإلقاء الحجارة والفروع على حرس الحدود البولنديين، مما أدى إلى إصابة أحد العمال.

وفي أبريل 2024، تم تسجيل أكثر من 5300 محاولة لعبور الحدود البولندية البيلاروسية بشكل غير قانوني في المنطقة التي تحرسها إدارة بودلاسكي التابعة لدائرة الحدود.

وفي الأول من مايو، تعرض حرس الحدود التابع لجمهورية بولندا لهجوم مرتين. وخلال إحدى الهجمات، أصيب مندوب حرس الحدود بحجر في وجهه، مما استدعى التدخل الطبي. وفي ذلك اليوم، تم تسجيل 113 محاولة دخول غير قانوني إلى أراضي بولندا. في اليوم السابق - 147 محاولات، وفي اليوم الأول من الأسبوع - 209.

كما وقع العديد من الأشخاص الذين ساعدوا المهاجرين غير الشرعيين في عبور الحدود في أيدي الخدمات البولندية. وهو أوكراني و 6 مواطنين بولندا.