يكتب الصحافي الكبير جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية:" مرة بعد مرة أن إسرائيل دولة نازية جديدة ، وهم يوفرون لنا الأدلة الثبوتية كل مرة".
فاليمين الإسرائيلي يجمع بين التطرف السياسي إلى درجة العنصرية النازية وبين خرافات التطرف الديني، والديمقراطية المزعومة التي ينادي بها هؤلاء المتطرفون، لقدأضحى الشعب الإسرائيلي كله متطرفا باختياره التطرف بعد العام 2008م. بإيصال حكومة "بنيامين نتياهو"، إلى سدة الحكم، حكومة متطرفة،يتحكم بمسيرها ومقاليد حياتها المهاجر اليهودي مع مجموعة من العصابات المرتزقة الروس ، الذين سرقوا روسيا وخيرا تها وتركوا بلدهم وهاجروا،إلى ارض الميعاد الجديدة، محاولين إظهار وطنيتهم وحبهم ليهوديتهم من خلال تطرفهم ومزايدتهم على الآخرين.
أناستاسيا ميخائيلي:
تفاجئنا النائبة الإسرائيلية،في الكنيست عن حزب "إسرائيل بيتنا المتطرفة"، ليس ليهوديتها ،بل لصهيونيتها ،لان "أناستاسيا ميخائيلي" ،ليست يهودية بل تهودت بسبب زواجها من اليهودي الذي أنجبت منه ثمانية أطفال ،وقررت تربيتهم في إسرائيل القادمة إليها سعيا وراء المال و الشهرة، انستازيا التي عملت ملكة جمال الدعارة في شوارع سانت بطرسبرغ ،وأمام الفنادق والمنتجعات السياحية،غيرالرسمية، ،وعارضة أزياء فيها، لكنها قررت نهائيا ترك مهنة الدعارة والبيوت المرخصة التي تشرف عليها الدولة لتصبح أم لأجيال قادمة متعطشة للحياة والتطرف القومي والشوفيني،وتاركة روسيا في أصعب لحظات عمرها بالوقت التي كان يمكنها ممارسة السياسة في بلدها ومدينتها التي أنجبت القيادة الجديدة للدولة الروسية الحديثة . بالرغم من أن الديانة اليهودية تتبنى الأطفال من الأمهات اليهوديات،وليس الدخيلات على الديانة ، لكن الوضع اختلف مع "أناستاسيا ميخائيلي" التي زورت أورقها الرسمية، لوضع أي مقاربة لها مع أصولها الأساسية من حيث نسب الأم التي تدل على كونها يهودية من اجل الحصول على أوراق الهجرة إلى ارض الأجداد التوراتية، والغريب بان النساء الروس لا يحبون ألإ نجاب بهذه الطريقة إلا أنها زايدت عليهم لتثبت إنها صهيونية ومتطرفة ، بل زايدت عليهم لقد التزمت بالسياسة بحزب المهاجرين الروس الذين أصبحوا فيه متطرفين وفي وجودهم، لتصبح متطرفة مميزة كالعادة،تنتقل من بيت الهوى إلى السياسة لكون المهنتين بنظرها لا تختلفان لأنهما تجارة بنفس الجسد مع فارق بسيط جدا. مهنة مارستها من خلال الأعضاء السفلى للجسد والأخرى من خلال الأعضاء العليا للجسد،فهذه المرأة الوقحة ومن على المنابر العليا لدولة الديمقراطية والمواطنة تقوم وتشتم بكلماتها البذيئة ولغتها العبرية المكسرة ،النائب العربي حنين ألزعبي التي كانت تشرح لماذا شاركت بأسطول الحرية والسلام الذاهب إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني عنها،ولماذا قامت أجهزة الدولة العبرية بالهجوم على الباخرة التركية "ماضي مرمر" التي كانت ألزعبي من نشطائها الأساسين ...
حنين الزعبي :
هي الفلسطينية التي وصلت إلى الكنيست الإسرائيلية عن اللوائح العربية،من خلال التزامها في حزب التجمع العربي.وهي النائب العربي الوحيد كامرأة في الكنيست، ذات الأربعين ربيعا ،أستاذة الإعلام في الجامعة، والتي تعتبر نفسها تمثل كل الشعب الفلسطيني،فالسلطة الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني بما فيه الكفاية. هي الرافضة لسياسة هدم المنازل في شرق القدس، ولزيادة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وللجدار العازل، فالسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في رأيها لم تكن قادرة على التفاوض بقوة بما فيه الكفاية.
وبالرغم من حملة اليمين المتطرف المستمرة حتى اليوم ، على شخص حنين ولتجريدها من حقوقه الدبلوماسية إلا أن "الزعبي" التي تجهر بفلسطينيتها العلنية، أمام أعضاء الكنيست اليهود وتحت قبته وتقول "نحن لا نستطيع الوقوف أمام هذه الدولة التي تهدم مساكننا وتتبجح بديمقراطيتها،وأنها تسمح لنا بحرية التعبيرعن الرأي. فإسرائيل دولة ليست ديمقراطية وعنصرية ،هذه هي ا لدلالات على عدم ديمقراطية إسرائيل بل دلالة على قوة (حنين) التي تقول أنا امثل الفلسطينيين،وليس العرب الإسرائيليين، والتي تصرح دوما بأنها سوف تكون على متن أية سفينة تحاول خرق الحصار. حنين المحامية الفلسطينية الشابة التي تدافع عن أرضها وشعبها،لتبقى في أرضها وارض أجداد أجدهارافضة الخروج إلى أي مكان أخر، لتحسين وضعها المالي والاجتماعي أو تغييرأوضاع أسرتها، تمارس السياسة من اجل النضال في سبيل قضية عادلة وإنسانية هي القضية الفلسطينية، ومن اجل استقلال شعبها الفلسطيني العربي، فهي الفلسطينية العربية التي تقف بوجه ذالك الجيش المتطرف من اليمين اليهودي هي الإعلامية العربية التي تجيد الكلام ،هي السياسية الفلسطينية ،هي العربية المتصلة والمزوجة من قرية مقدسة ولد في السيد المسيح، وهي المسلمة الفقيرة التي تواجه هذه الغطرسة والتطرف هي دكتورة الإعلام في الجامعة.كما فاوضت التطرف في السابق الفلسطينية المناضلة والنائب في المجلس التشريعي الفلسطينية"حنان عشراوي"والتي ولدت في راما الله حيت دفن القائد عرفات، هي التي عرفت بقوميتها وعروبتها،وهنا تصح المقارنة بين" حنين وحنان" المناضلتان في سبيل القضية والشعب.
فأطفال حنين هم مناضلون كما هي أمهم، و لنفس القضية،ولن يكونوا مرتزقة من اجل مكاسب شخصية، ومن اجل حفنة مال يتقاضونه، من هنا أو من هناك فهم الفلسطينيون الحقيقيون، ذات الحسب والنسب، هذا النسب الذي يعود بهم إلى قرون ماضية،عاشوا في ارض الناصرة وولدت في قرية يسوع الناصري،وهم من عاشوا في هذه الأرض الطيبة التي تنجب أطفال طيبون وشرفاء كحنين
الديمقراطية اليهودية المزعومة :
في 2 حزيران ومن اعلى المنابر "اليهودية "التي تفخر بها دولة إسرائيل الصهيونية،ومن خلال النقل الفضائي المباشر لجلسة البرلمان التي تحولت إلى مهرجان من السب والشتائم ابتدأها المتطرفون اليهود من حزب إسرائيل بيتنا على طريقة نائبتهم ممثلة نقابة أصحاب الدعارة بوجه الموطنة العربية ،التي حشد لها زملائها النواب العرب الذين ردوا للنائب"أناستاسيا ميخائيلي" الكيل "ونعتها بأبشع النعوت ومطالبتها بالذهاب إلى روسيا، بلدها الأصلي، مما اضطر رئس البرلمان أمام هذا المشهد المسرحي، مباشرة أمام الفضائيات والإعلام إلى إقفال الجلسة وإنهاء الحالة الهزلية التي عمدت إليها النائب اليمني" أناستاسيا ميخائيلي".
هذا المشهد الهزلي في الكنيست يصور لنا الديمقراطية التي تتغنى إسرائيل بها، والتي طالما تغنت بالمساواة بين مواطنيها وسط محيط عربي مستبد ومتخلف. صورة بدت أقرب للدعاية في تقارير بحثت فيه حال عرب 48 فوجدت فيه أدلة متواترة على تصاعد العنصرية في إسرائيل في السنوات الأخيرة ،وأثبتت اقتصار نعمة المساواة على المواطنين اليهود دون العرب.
أراء حنين الثابتة نحو إسرائيل:
بالرغم من الهجمة الغبية التي قامت بها النائب المرتزق "أناستاسيا ميخائيلي" ،ضد حنين الزعبي ،ونعتها بأشد النعوت ومحاولة التهجم عليها بالضرب ،والمطالبة باقالتها من هذا لمنصب،وتصويرها حاملة جواز سفرإيراني،بالرغم من أن الحملة التي استقلتها حنين إلى غزة لم يكن لإيران شأنا بها، مع ذلك لم يرف لهاجفن لأنها المناضلة الصلبة المؤمنة بقضيتها، وقضية شعبها ،وتابعت كلامها كأن شيئا لم يحصل بالرغم من هذا المشهد الهستيري التي قامت به المستوردة الروسية إلى ارض الأجداد،" هنا نورد ما قالته النائب العربي"حنين الزعبي" أثناء حديث تلفزيوني معها " نحن لسنا فقط مواطنين بل نحن جزء من الشعب الفلسطيني، ونحن جزء من صراع تاريخي بين الفلسطينيين وبين إسرائيل، وهذا هو جوهر التعامل الإسرائيلي معنا حقيقة الأمر ونحن جزء من قصة النكبة ولسنا جزء من مشروع صهيوني يرى في العرب عدوا سواء كان الفلسطينيون في مناطق الاحتلال أو العرب داخل حدود الدولة العبرية".
الزعبي التي شاركت بنفسها في أسطول الحرية وحصلت على بعض حقوقها البرلمانية التي اتخذت بعدا بسبب هذه المشاركة ،هي التي تقوم بفضح الجريمة الصهيونية أثناء مهاجمتها للسفينة التركية والتي كانت من ركابها ،وسكوت المجتمع الدولي على هذه الجريمة
الخوف اليهودي المستمر:
نواب الكنيست اليهودي الذي صوتوا جميعا ،لسحب جواز سفر "حنين" الدبلوماسي ، وتقييد حريتها في السفر إلى خارج إسرائيل، ورفض تكاليف الإجراءات القانونية لها. ما هو إلا خوف فعلي وهلع من عمل النساء العربيات ووصولهم إلى مستويات عالية في الدولة،اليوم حنين نائبة عربية وفيما بعد سوف تصل عشرات النساء كحنين إلى هذه المؤسسة في المستقبل القريب التي تحد من صناعة القرار العبري المتطرف. لان إسرائيل تعرف بان المعركة هي معركة ديمغرافية، ويتزايد عدد سكان العرب في إسرائيل،إلى 40 % من سكان الدولة العبرية ويصبح عدد النواب العرب اكبر بكثير من العدد الحالي وسيقف العديد مثل "حنين الزعبي" لتعلن بأنها فلسطينية وتمثل الشعب الفلسطيني التي تنتمي إليه ،ولن تستطيع عشرات العاهرات من امثال "أناستاسيا ميخائيلي " النيل من أمرآة مواطنة عربية فلسطينية في الدولة العبرية .
"أناستاسيا ميخائيلي"هي غانية مستوردة مثل غالبيتهم، ومن نوع زانيات التوراة،التي لم تعرف ان تقراء ادب بلادهاجيدا ،غاب عنها تولستوي وديستيفسكي ،وبولغاكف...الخ ، أما حنين فهي من أسرة في فلسطين منذ أكثر من ألف سنة، هذا هو الفرق بينها وبينهم: حنين مقابل أنستازيا.
لا تخافي يا حنين ،أنت المناضلة وهم الجبناء، أنت الفلسطينية وهم الوافدين، أنت أخت دلال المغربي، وحفيدة عز الدين القسام وأبنة ياسر عرفات ،وقارئة لقصائد معين بسيسو،توفيق زيادة، ومحمود درويش ،والقارئة الجيدة لأدب غسان كنفاني، وأميل حبيبا وكل المثقفين ألفلسطينيي.
كاتب وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية