إن التعامل مع الأطفال شيْ مميز في المجتمعات الغربية لكون الطفل هو مركب من مزيج مختلف في تكوينه الجسدي والعقلي ، فالتعامل معهم هو أساس تفهم هذه الشريحة فإذا كان الهم الأساسي للجمعيات الخيرية والاجتماعية جميعا واحد هو" الطفل" ،وفي كيفية التعامل معه ، لماذا لا يتم البحث فيما بينهم بوضع إستراتيجية عمل مشترك من قبل الجميع في مواجهة الأخطار القادمة والمقبلة بظل تطور الحياة ومتطلبتها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وغزو العولمة . يعتبر الطفل في مرحلة المراهقة الذي ينبغي فيها ان ينسلخ عن محيطه العائلي المحدود ،الدافئ، والواقي له ، ليدخل العالم الجديد الواسع فيقف فيه على رجليه ، اذا صح التعبير .
فالاهتمام الذي تعمل عليه وسائل الاعلام في صقل شخصية طبيعية ، و مميزة للطفل من اجل تحضيره للمستقبل ، من اجل مواجهة قضاياه ومشاكله المستقبلية بنفسه .
فالاعلام الذي يقوم بمساعدة شخصية الاطفال ، من خلال بناء وتطوير الثقافة الاجتماعية لهذه الشريحة الصاعدة ، وبتعبير افضل ان التوجيه، والارشادات المقدمة في تكوين وصقل شخصية الطفل التي التي تمكن الاطفال من خلالها تخطي مرحلة الطفولة المراقبة بعناية من البيت و المدرسة والمجتمع ، ليصبحوا راشدين في هذا المجتمع، لهم الحقوق وعليهم الواجبات حسب قوانين الدول المعاصرة. وهنا يتم التركز و الاهتمام باوضاع الاطفال الاجتماعية والنفسية والمادية والدراسية ، لكي يتيح لنا معرفة مشاكلهم عن قرب من خلال الدخول في تفاصيل عالم الاطفال والطفولة ، الذي ، لانزال حتى اليوم بعيدا جدا عنهم وعن مشاكلهم ، فإذا ركزنا على الأطفال عامة .
الطفولة المعذبة تحتاج للاهتمام :
لكن هنا لبد من الاهتمام الخاص بالأطفال ذوي الحاجات الخاصة وكذلك الأطفال الأيتام الذين بحاجة أكثر للرعاية والاهتمام من قبل المختصين والمربيين والكافلين لهم ، لان هذه الشريحة الاجتماعية هي بحاجة قوية للرعاية والاهتمام لتعويض النقص، المادي بسبب فقدان احدى الابوين ، او فقدان أجزاء من الجسد ، وهؤلاء الذين يطلبون بمساعدة خاصة ،من خلال الاهتمام الخاص التي تقوم بها مراكز الرعاية والمؤسسات والكافلين لهم والمربيين ووسائل الاعلام التي لها الثاثير الكبير في التوعية وتعويض شيء من النقص . المحطات التلفزيونية التي تعمل على تنشيط الدعاية والاعلان في البرامج اليومية التي تحث الاطفال شرعية باشكال مختلفة على تسويق سلعها ،المتنوعة وفيما بعد يصبحون مستهلكين لها . مما يدفع ببعض الاطفال الى ممارسة اعمال غير قانونية وغير شرعية ، كي يوفروا لانفسهم كل الحاجات التي يشتهونها كما تم ترويجها ، وهكذا تبداء مشاكل العديد منهم مع المجتمع الاساسي الذين يصبحون عاهة عليه
تطوير البرامج الإعلامية مطلوب للجميع:
البرامج التلفزيونية التي تبث الى جمهور الاطفال، تصبح فيما بعد شديدة الحاسسية بالنسبة اليهم من خلال العروضات التي تزداد يوما بعد يوما نحو هذه الشريحة و الرغبة الفعلية في تلفق كل مايتم عرضه ، فكل ماهو مقبول وغير مرغوب ، ومسبب للامراض (كالعنف ،المقرف ، والسادية ،والعنف الجنسي ، والاثارة الرخيصة المرتبطة بالتلذذ، والانحرافات الجنسية والحيوانية والاهتمام بالمخدرات ، الخ ...)
يؤكد" الأخصائيون من خلال إعمالهم الدراسية و يشيرون إلى الاهمية الاولية للعوامل العائلية والاجتماعية والاقتصادية في معالجة النحراف المبكر من خلال البرامج." الثقافية المعمولة للاطفال"، والتي يجب التنسيق المشترك بها بين جهات التدريب الاجتماعي والنفسي والرياضي والصحي والاقتصادي مع الاعلام من اجل وضع البرامج التربوية الدعائية الصحيصة لكي يتم تنفيذها حتى لايتم الانتقال الى الفعل اي التنفيذ" ، فان الكتاب والقصة والصورة على التلفزيون، ليس هدفنا منهم تعليم الطفل كيف يصبح من خلالهم وعا وعاقلا، بل نريده ان يتعلم حب الحياة اي ان ينمو ويمضي الى الامام ويحب ان يكون سعيدا . حين نعرض له فيلما او مسلسلا ، الخ ...فإننا نريد ان نوصل له لذة اكتشاف الاشياء من خلال الصور المبرمجة في افلام او برامج التي تكون للتسلية اولا والتعليم ثانيا. فالاعلام هو شريك فعلي في رعاية وتربية الاطفال من خلال التوجية والتربية والتهذيب عن طريق البرامج المعدة سلفا والمطروحة لمشاهدتها من قبل الأطفال.
ش
الإعلام والجمعيات شركاء:
اذا كان الهم الاساسي للجمعيات الخيرية جميعها ،وهمها الوحيد "هو الطفل" ، فلماذا لاتضع رعاية الطفل الاعلامية ، مادة بحد ذاتها للعمل على تطويرها،و لكي تخرجها عن المالوف والطرق "الكلاسكية" المالوفة ،والتحول النوعي من التعاطي مع هذه الشريحة من ارقام عددية في ملفات الجمعيات والمؤسسات ، الى مادة تفعيلية و الاستفادة من التجارب الغربية في التعاطي مع الاطفال على اختلاف انتمائتهم الاجتماعية ، بانهم جزاء من هذا المجتمع والحياة الاجتماعية العامة ، وفقا للتطور الاجتماعي ،التكنولوجي والاقتصادي الذي نعيش في ظله ، لان الثقنيات الحياتية اصبحت ظررورية للجميع ، لان الحداثة والتطورلاتميز بين فلان اوكلا و انما حسب تاهيله الاجتماعي والتكنولوجي ، لماذا لا يتم طرح هذه المواضيع على الوسائل الاعلامية الحديثة "المرئي والمسموع والمكتوب بالتعاون مع هذه الجمعيات من اجل العمل عليها وتطوير قدرات الاطفال التربوية والعلمية وهذه النقلة النوعية المطلوبة من اجل احتضان هذه السريحة التي لها الحق كما لغيرها من تاخذ حقها الطبيعي ، فالطفل مادة خصبة ليس للجمعيات الاجتماعية وانما لوسائل الاعلام من خلال العمل على وضع برامج حديثة مطورة ترعى التطوروالهوية والتربية الانسانية والدينية .من اجل تطور فكر وشخصية الاطفال يشكل عام واليتم الذي فقد اهله او جزاء منهم وذوي الحاجات الخاصة بشكل خاص من اجل التعويض على النقص الذي يعاني منه لان هذة الشريحة هي جزاء اساسيا من اطفالنا الذي يبنى المجتمع العام عليهم في تركيبته الاجتماعية .
باحث إعلامي، مختص بالإعلام السياسي والدعاية
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية