بدأ السخط الشعبي يتصاعد في درعا، تجاه "اللجنة المركزية" المكلفة بالتحقيق في قضية مقتل الإعلامي "محمود الحربي"، الذي قضى اغتيالا على يد عصابة مسلحة قبل شهرين في بلدة "معربة" بريف درعا الشرقي.
السخط الشعبي، كما علمت "زمان الوصل"، من مصادر مطلعة على القضية، هو نتيجة البطء الشديد في مسار التحقيق، على الرغم من توفر جميع الأدلة التي تثبت حادثة الاغتيال العمد، بدءا من شهود العيان ومرورا بفيديو يوثق الجريمة رصدته كاميرا منزلية وانتهاء باعترافات بعض أفراد العصابة، ما دفع البعض لترجيح فرضية "أمر يدبر بليل"، قد يكون إفساح المجال للجناة للهرب خارج المحافظة وربما مغادرة سوريا.
وكانت عصابة مسلحة يتهم أفرداها بتجارة وترويج المخدرات اغتالت مساء الجمعة 10 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، الإعلامي "محمود الكفري/الحربي"، في بلدة "معربة" شرقي درعا، أثناء توجهه إلى أحد منازل البلدة لحل إحدى المشاكل هناك.
اغتيال "الحربي" جاء بعد تلقيه تهديدات مباشرة من قبل رئيس فرع الأمن العسكري "لؤي العلي" لمشاركته بمظاهرات السويداء المناهضة لنظام الأسد.
* بصمات الأمن العسكري
"المخاوف التي تؤرق أصحاب الدم ليست من فراغ، فالعصابة القاتلة لجأت للاحتماء بميليشيا تابعة للأمن العسكري في بلدة (نصيب) يقودها المدعو (عماد أبو زريق)"، كما يقول أحد وجهاء درعا لـ"زمان الوصل"، مؤكدا انها "انتقلت خلال الأيام القليلة الماضية للاحتماء بميليشيا ثانية تتبع للأمن العسكري أيضا في بلدة (أم ولد)، ويقودها المدعو (محمد علي الرفاعي - أبو علي اللحام)"، مشيرا إلى أن هذه الميليشيات المسؤولة الأكبر عن تجارة المخدرات والقتل المأجور والخطف في درعا بأوامر من العميد "لؤي العلي" رئيس فرع الأمن العسكري.
وفور اغتيال "الحربي" أوكل مهمة التحقيق في القضية إلى "اللجنة المركزية" برئاسة القيادي المحلي "محمود البردان - أبو مرشد"، شريطة أن يتم تسليم جميع أفراد العصابة للجنة عند طلبهم، لكنها لم تصدر أي أمر اعتقال بعد مرور شهرين على الحادثة إلا استدعاء أحد منفذي الاغتيال المدعو "محمد عارف العباس" بينما بقي أفراد العصابة يرتعون بحماية ميليشيات "زريق واللحام"، كما يقول المصدر لـ"زمان الوصل".
شبكة "درعا 24" التي كان "الحربي" أحد كوادرها، أوضحت أن اللجنة المركزية المكلفة بالتحقيق "تتعرض لضغوط من قِبل ضباط في الأجهزة الأمنية"، مشيرة إلى أن منفذي عملية الاغتيال الذين يعملون بتجارة المخدرات شاركوا قبل أسابيع بحملة يقودها "عماد أبو زريق"، ضد خيم عشائر البدو في الريف الشرقي، تحت مزاعم "محاربة المخدرات".
وتساءلت الشبكة "لماذا لا تتابع اللجنة عملها بعد مرور كل هذا الوقت، ولماذا لا يتم الإعلان حول ما قامت به هذه اللجنة حتى اللحظة، ولماذا يرأس تلك اللجنة قائد فصيل محلي مثل "أبو مرشد البردان"، ألا يوجد في محافظة درعا قضاة ولا محامين ولا رجال دين سوى قادة الفصائل المحلية؟!.
وقالت: "ماذا عن حماية القتلة من قبل قيادي محسوب بشكل أو بآخر على اللجان المركزية، حيث شارك في اجتماعاتها الأخيرة لملاحقة تجار المخدرات، وهو المُدرج اسمه أساساً على لائحة عقوبات أمريكية وبريطانية لضلوعه في تلك التجارة، وهل تضيع دماء الحربي لأنه ليس قائد تشكيل عسكري".
وكان "الحربي" ترأس وفدا من محافظة درعا قبيل اغتياله بأسابيع، للمشاركة في مظاهرات ساحة "الكرامة" بالسويداء، تلّقى بعد عودته إلى منزله اتصالاً من جهاز الأمن العسكري، يطلب إليه مراجعة رئيس الفرع العميد لؤي العلي.
وقالت شبكة "الراصد" إن العصابات الأمنية اغتالت الناشط "محمود الحربي/الكفري" في محافظة درعا، الذي كان قد شارك على رأس وفد مدني يضم عدة مشاركين من محافظة درعا في إحدى مظاهرات السويداء.
وكشفت أن الحربي "أبلغنا سابقاً أنه تعرض لتهديدات بعد عودته، كما تعرض منزل والد زوجته لإطلاق نار في الأسبوع الذي تبع قدومه للسويداء، مؤكدة أنه قال إن "لؤي العلي" قام باستدعائه للتحقيق في فرع الأمن العسكري لكنه رفض الذهاب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية