جدد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، دعمه لحراك أهالي السويداء الثوري، مؤكدا على أن إرادة الشعوب هي الباقية والمنتصرة.
وقال في بيان موجه للسوريين: "نحييكم في هذه السنوات العجاف، مع ما نحمله جميعا من مآسي المعاناة، وما فرض علينا من واقع مرّ، في وطن حافل بالخيرات والثروات، والوعي والتاريخ، ولم نكن يوما في حاجة للآخرين، حتى أصبحنا مرتهنين للقوى الخارجية، وشبكات الفساد التي استباحت أرضنا وسماءنا وأبناءنا، وسطت على ثرواتنا، ودمّرت اقتصادنا، ورقصت على جراحنا، بعد أن غابت الإدارات النزيهة".
وشدد على أن "الإحساس الوطني بالمسؤولية وتبدّد وظهرت الأطماع المتصارعة التي لم تخف على أحد، ويستطيع المواطن تحليلها بعفويته، وتمييز الفاسد والمجرم، من الغاصب والمساوم على أرواح الناس وأرزاقهم، لأنهم جميعا وجوه متعددة لعملة واحدة، يسعون لتحقيق طموحاتهم، وتنفيذ مشاريعهم لطمس معالم التاريخ والنهب والاستغلال لمقدّرات شعبنا، على حساب المحرومين والغيارى المخلصين في رحاب سوريا التي باركتها السماء، وأكرمتها بالصالحين والأولياء".
وأضاف أن "إرادة الشعوب هي الباقية والمنتصرة، وقد بذلنا جميعا المهج والأرواح ولم نبخل، لكننا لم نلمح ما يشير الى مواطن الإحساس بالمسؤولية، وطيب النوايا، لكبح جماح هذه المعاناة بعد أن اشتدت، وسدّت بوارق الأمل من سوء الإدارة والعمل، ومن تكرار الفشل تلو الفشل، فارتفعت أصوات الشباب والشياب والحرائر من إخوتنا وابنائنا وبناتنا في حوران سهلا وجبلا، مع أبناء العشائر، وعلى الارض السورية حاملين مطالبا محقة مشروعة بسلمية وسلام، طارحين أفكارهم المحقة من خلال حراك سلمي مبارك وطني حر.. بحرية تعبير كفلها الدستور وصانها القانون، لعل الجميع يعيشون أمنا وأمانا في واقع سعيد مضمون المستقبل لهم ولأبنائهم، بعد أن تقطعت بهم السبل في مجاهل الكون وأصقاعه، وبحاره وأدغاله".
وتابع: "أبناءنا أهلنا الأعزاء، نستنكر دوما كل أساليب القمع المادي والمعنوي، التي يحاولون بثها في نفوس الشرفاء عبر وسائل قمع تلجأ اليها جهات معروفة لإسكات صوت الحق في التعبير السلمي عن وجهات نظر أصحابها، هؤلاء الذين ينتصرون لحقهم كطلاب سلام، وحياة كريمة، وليسوا غرباء عن أوطانهم كي يفتقروا الى أدنى سبل الحرية والحياة، بعد أن تفشت تلك الظواهر المرعبة، وأصبحت شريعة غاب سائدة، كانت أهم ما يرفضه السوريون المطالبون بوطن عامر، لا خراب غامر، كما أن ّهذه الأساليب تدلّ على فشل فاعليها ومزاجياتهم التي يحاولون جعلها أمرا مفروضا، بلا حياء ولا خجل.. من خلال ممارسات الترهيب بأشكاله المتعددة على كل الأصعدة، كما حصل ويحصل في الآونة الاخيرة ".
وأردف أن "ما يمر به أهلنا في سوريا من دمار للأوطان والإنسان يحتّم علينا أن نحيّي الوقفة الواعية لكم في هذا الحراك المسالم، وصولا لتحقيق بناء وطن تفخر به الأجيال".
وختم بالقول: "إننا نؤكد على ما ورد في بياناتنا وأحاديثنا السابقة، التي كانت واضحة المعاني، مدروسة المباني، كوضوح الشمس في رابعة النهار، مع جزيل شكرنا للغيارى والشرفاء المخلصين، في رحاب سوريا، ولا ننسى أبناءنا المغتربين في أصقاع المعمورة، الذين كانوا الملاذ الآمن لأهلهم وأبناء وطنهم، من غوائل هذا الزمان، وتبقى التحية الخالصة لكل من تلمّس جراحات واقعنا المرير، ومدّ يد العون والمساعدة من دول الخليج العربي، والمغرب العربي، ودول العالم الذين ساهموا بإصدار قرارات أممية تتعلق بالقضية السورية، واستقبلوا أبناءنا، وفتحوا لهم الصدور في سبيل حرية الأوطان وقداسة الإنسان، وحقه في حياة حرّة كريمة رغيدة".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية