أكد الرئيس الروحي لطائفية المسلمين الموحدين الشيخ "حكمت الهجري"، أن ما يحصل في السويداء هو امتداد لما يجري منذ عام 2011، مشددا على أن الشعب السوري وصل لحالة كبيرة من القهر والحرمان نتيجة الممارسات السياسية والأمنية الخاطئة.
جاء ذلك خلال اتصال مع النائبة في البرلمان الأوروبي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية ومسؤولة الملف السوري في كتلة الخضر البرلمانية "كاترين لانغزيبن"، مساء أمس السبت.
وذكرت شبكة "الراصد" أن الشيخ "الهجري" اطلع "لانغزيبن"، على الأوضاع في جنوب سوريا وخاصة ما يجري في السويداء.
ونقلت الشبكة عن مصادر من الرئاسة الروحية، قولها إن الشيخ رحّب باتصال النائبة في البرلمان الأوروبي، وأكد على ضرورة ايصال حقيقة ما يجري في السويداء.
وقال الهجري: "نحيي مواقف الدولة الألمانية والشعب الألماني لاستضافتهم الشعب السوري الذي احتضنوه، والذي فرّ من سوريا نتيجة انعدام مقومات الأمن والأمان طيلة السنوات الماضية"، مضيفا: "نحن نأسف على رحيل الشباب السوري عن وطنهم، ولكننا على يقين أن هؤلاء الشباب سيعودون يوماً ما لبناء سوريا دولة العدالة والقانون والمساواة والإنسانية".
وأوضح أن" ما يحصل في السويداء هو امتداد لما يجري منذ عام 2011، فقد وصل الشعب السوري لحالة كبيرة من القهر و الحرمان نتيجة الممارسات السياسية و الأمنية الخاطئة".
وشدد على أن "السكوت ليس مواطنة، فالمواطن الصالح هو الذي يطالب بحقوقه ويدافع عنها في وجه الظلم.. السويداء كانت طيلة السنوات الماضية الملاذ الآمن لعشرات آلاف العائلات السورية التي نزحت من مدنها وقراها نتيجة الأوضاع الأمنية في البلاد، ونأسف على إدارة الجهات المعنية ظهرها للعائلات التي لجأت للسويداء آنذاك".
واعتبر أن "عدم انخراط معظم أبناءنا داخل المؤسسة العسكرية لقناعتهم بأن المسألة تحولت إلى اقتتال بين أبناء الوطن الواحد، أما بالنسبة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الأجنبية فلا زلنا نتصدى لهم حتى الآن".
وأردف: "نحن طلاب سلام وعدالة وحرية ودولة مواطنة يسودها القانون، ولا نسعى لأي هدف خارج الإطار الوطني الجامع لسوريا.. من يقف في الساحات لا يمثل السويداء فقط، هو يمثل جميع السوريين من الشمال للجنوب و يهتف بلسانهم و ينطق بما في قلوبهم".
ودعا الهجري المجتمع الدولي لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 والذي يفضي بالمحصلة إلى انتقال سلمي للسلطة في سوريا، ويفتح الباب لإعادة إعمار سوريا، واستعادة الأمان المفقود لدى السوريين منذ عقود.
وقال: "هناك خطر كبير يتربص بالمجتمع السوري، وهو انتشار المخدرات الذي يصنّع في مناطقنا من قبل ميليشيات أجنبية إرهابية وهذا الخطر هو خطر عابر للحدود يؤثر بشكل كبير على جيراننا في المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج كما أنه بات اليوم يشكل خطر حقيقي على دول الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: " أهالي الجنوب السوري بريؤون مما تفعله هذه العصابات التي تقوم بتصنيع و تهريب المخدرات و تستهدف الأمن و السلم الإقليمي والدولي، كما تستهدف بالضرورة المجتمع السوري".
كما أكد: "نريد الاستقرار و الأمان للشعب السوري، كبقية شعوب العالم التي يمارس الإنسان فيها حقوقه المشروعة التي نصت عليها شرعة حقوق الانسان و القوانين الدولية.. في ساحات السويداء كما كل سوريا، المرأة كانت و لا تزال كتف بكتف إلى جانب الرجل في مطالبتها بحقوقها، لأننا نؤمن بالإنسان السوري القادر على بناء دولة الحرية و العدالة والمساواة".
وتابع: "هدفنا السلام على المستوى الوطني و الإقليمي و الدولي، فنحن دعاة سلام و لا زلنا نؤكد على سلميتنا، رغم كل الاستفزازات".
واعتبر أن " تنفيذ القرار 2254 سيضع حداً لمعاناة الشعب السوري المستمرة منذ عام 2011".
من جهتها قالت النائبة "لانغزيبن": "نحن مهتمون جداً بما يحصل في جنوب سوريا، ونؤكد وقوفنا إلى جانب المتظاهرين في السويداء ودرعا ودعمنا الكامل لمطالبهم المحقة والهادفة إلى دولة حرية وعدالة ومساواة".
وأكدت: "عمل مع شركائنا الأوروبيين في البرلمان الأوروبي على اتخاذ خطوات عملية لوضع حد لمعاناة السوريين. و نتابع ما يجري في السويداء عن كثب، و نحن حريصون جداً على سلامة سماحة الشيخ الهجري الشخصية وسلامة المتظاهرين السلميين في السويداء ودرعا وبقية المناطق السورية".
وشددت المسؤولة الأوروبي: "ندين بشدّة حادثة إطلاق النار على المتظاهرين السلميين من قبل النظام التي جرت في السويداء، و نؤكد على حق الشعب السوري في التظاهر السلمي".
وقالت: "نؤكد على حق الشعب السوري في الحرية و العدالة، ونؤكد على أهمية إيصال المساعدات الدولية الإنسانية للشعب السوري، ونسعى لإيجاد طرق بديلة لإيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها".
وأضافت: "خلال الفترة القادمة سيكون لدينا استراتيجية أوروبية جديدة للتعامل مع القضية السورية، سيكون الهدف منها حصول الشعب السوري على حقوقه المشروعة".
وخلصت للقول: "سعيدة جداً بالتواصل مع سماحة الشيخ الهجري وأؤكد على أن ما جرى من محادثات نأخذها على محمل الجد، سيتم وضعها على طاولة الحوار داخل أروقة البرلمان الأوروبي".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية