غيب الموت صباح أمس الفنانة الكبيرة «نبيلة النابلسي» عن عمر 61 عاماً وهي المولودة في دمشق، عام 1949.
بغياب وجهها، الذي ينضح طيبة وبشاشة، عن الشاشة، غاب حضور الأمهات. وكم كانت تشبههن. آمنت نبيلة النابلسي بآلامهن وآمالهن، هي التي اختبرت كل ذلك في سن مبكرة...
حصلت على أول أدوارها السينمائية في الجزء الأول من ثلاثية «رجال تحت الشمس» (1970) الذي أخرجه نبيل المالح عن رواية غسان كنفاني.
وكان العمل في الأفلام المشتركة بين سورية ومصر ولبنان أكثر ما يسعدها وقالت في إحدى لقاءاتها الصحفية «أعتز بأفلامي في القطاع العام، وكانت معظمها أفلاماً ذات قيمة فنية عالية وأفكاراً هادفة، مثل «العار» (1974) لوديع يوسف، و«وجه آخر للحب» (1973) لمحمد شاهين، إضافة إلى بعض الأفلام في القطاع الخاص مثل «دمي ودموعي وابتسامتي» (1973) لحسين كمال عن سيناريو إحسان عبد القدوس و«نساء للشتاء» (1974) لسمير الغصيني... استمر عملها في السينما حتى منتصف السبعينيات.
أخذت المسلسلات التلفزيونية مساحة مهمة في حياتها المهنيّة. وحققت فيها نجاحات كثيرة، وكان أول عمل تلفزيوني «دموع الملائكة» لغسان جبري.
أسست لنفسها نجومية من نوع خاص ضمن أدوار قلّما تصنع نجومية ممثلة. لمعت في أدوار الأم. كانت تلك الأدوار بالنسبة إليها بداية لتسجيل بصمة مميزة تخصها وحدها: «لم أكن الأم الهامشية أو جسراً لعبور شخصيات أخرى. قمت بدور الأم باكراً في حياتي المهنية. كنت أخفي عمري بالماكياج، لأبدو مقنعة بدور الأم».
لم يكن العمر ليخيف نبيلة النابلسي، مهما رسمت سنواته من خطوط على وجهها، وقد أتى المرض ليعمقها: «هذه تجاعيدي وأنا أحبها. من قال إن التجاعيد ليست جميلة؟ أفضّل أن أعيش كل مرحلة من مراحل عمري دون تزييف».
لفنانتنا الكبيرة نبيلة النابلسي الرحمة ولذويها الصبر والسلوان.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية