بهذا العنوان انطلق الفيلم الفلسطيني في (9/6/2010)، في مسرح وسينماتك القصبة في محافظة رام الله.
استطاع الكاتب الفلسطيني "سليم دبور"، أن يجسد مأساة الشعب الفلسطيني ومعاناته في هذا الفيلم من خلال شخصية الطفل "أسامة"، وذلك من خلال معاناته النفسية، والاجتماعية، والتعليمية، فقد عمل الاحتلال دوماً على حرمانه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، فتحمل -هذا الطفل- مسؤولية أسرته بعد مرض والده، وتحمل أيضاً مسؤوليته تجاه وطنه، لذا تعرض للاعتقال، والتعذيب داخل السجون الاسرائيلية، ولم يكتف الاحتلال بهذا فقد أظهر لنا الكاتب الابتزاز، والتعذيب النفسي الذي يتعرض له الفلسطيني داخل الزنازين الاسرائيلية.
من خلال الأحداث يظهر لنا الكاتب اختلاف وجهات النظر في قضية "المقاومة"، والتي برزت في كلام أخت أسامة "مجدل"، التي ترى أن النضال له أشكال مختلفة، ليست فقط في رمي الحجر، بل بالتعليم، لأن فلسطين تحتاج إلى من يحررها بالقلم، بجانب السلاح.
إلى أن يكبر هذا الطفل -أسامة- ولكن تبقى القضية شغله الشاغل، ويكبر حبه لكرمل التي عاشت في بيت جدها -الذي كان يعمل عنده أسامة-.
ينجح أسامة ويدخل الجامعة هو وكرمل، يلاقي هذا الشاب ضربة قاسية من الاحتلال وذلك حينما قام يقتل صاحبه "أمجد"، الذي كان يحلم بالسفر لأكمال تعليمه هناك، ويتزوج ويستقر، ويعيش حياته الطبيعية، فهو حق إنساني وجودي.
يبقى أسامة في قلق حتى يعرف مَن هو وراء قتل أمجد، فيعرف أنه "زياد"، الذي تسبب له بضربة حجر وهو يقوم بواجبه الوطني، فيدخل الكاتب هنا في قضية حساسة، وهي "تصفية العملاء"، كما ويثير قضية الخلاف التي قامت في ذلك الوقت حول "معاقبة العملاء"، وظهر هذا من خلال الحوار الذي دار بين كرمل وأسامة، وكان رأي أسامة أنه يستحق الموت ما دام اعترف بأعماله.
تمضي أحداث الفيلم، وتتداخل أحداث أخرى، ومن بينها حكاية "صابر"، المعلم الفلسطيني الذكي الذي حصل على معدل (95%) في الثانوية العامة، والذي فقط زوجته وابنه في رحلة تنزهية، حيث قام مستوطن بإطلاق النار عليهما، فيتغير حال صابر، من النقيض إلى النقيض، فيصبح رجلاً متناقضاً في سلوكياته، من لا يعرفه يعتقد أنه مخبولاً.
ينتهي الفيلم حينما ينوي أسامة الذهاب إلى مدينة نابلس حيث تسكن كرمل مع عمها، ولكن أسامة يتعرض لاطلاق النار في محاولة لاغتياله من جانب الاحتلال قبل يوم زفافه من كرمل بيوم واحد، فيوضع في العناية المركزة في إحدى مستشفيات الوطن وهو في حالة غيبوبة، ولا يُعرف متى يستيقظ منها.
وهي نهاية ذكية جداً من الكاتب؛ لأنه -حسب اعتقادي- أراد أن يقول للجميع أن القضية الفلسطينية في لحظة ما كانت في حالة احتضار، ولكن ما الذي سينتج عنها؟! والدلائل السياسية كانت في ذلك الوقت تشير إلى حدوث (اتفاق أوسلو)، ربما هذا ما كان يريد الكاتب أن يوصله للمشاهد، واستطاع المخرج من خلال عمله أن يوصله إلى المشاهدين بفنية.
استطاع هذا الفيلم أن يشير إلى نقاط تحول رافقت القضية الفلسطينية، متمثلة بالشخصيات التي لعبت الأدوار، إلى أن توقفت عند نقطة مهمة-سبق أن ذكرتها- وهي نقطة التحول المنتَظرة في تاريخ القضية الفلسطينية، كما أن الأحداث قد أوضحت لنا ما كان خفياً وراء الشمس من ممارسات قمعية مارسها الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يملك من وسائل على الشعب الفلسطيني، غير آبه به، وبأحقيته في الحياة.
أستطيع القول إن هذا الفيلم الفلسطيني استطاع أن يعبر عن معاناة شعب في فترة صعبة عايشها الشعب الفلسطيني ولا يزال، وكشف أيضاً عن الوجه الخفي لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
من خلف الشمس تأتي الحقائق، لتمْثل نقاط تحول في واقع تختفي فيه الحقائق بقوة، من خلف الشمس تأتي الإرادة لإحراز تحول حقيقي في القضية الفلسطينية، هذا ما حاول الفيلم الفلسطيني "نقطة تحول" ان يوصله ليس فقط للشعب الفلسطيني، بل للعالم أجمع.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية