أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن إحدى شركات الإنتاج التلفزيوني الإيراني بدأت بالعمل على تصوير مشاهد من مسلسل (رقة روح) داخل أحياء مدينة حمص تحت حماية أمنية من عناصر مخابرات فرع الأمن العسكري 262 وفرع المخابرات الجوية التابع للنظام.
وأشار المصدر إلى أن أجهزة المخابرات عملت: "بالتنسيق مع مخاتير كل من أحياء الخالدية ووادي السايح وجورة الشياح على تجهيز عدد من منازل الأهالي الذين تم تهجيرهم قسرياً من المدينة، وتحويلها لمقرات عسكرية بما يتناسب مع نص المسلسل الذي يروج لفكرة وجود مقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" داخل المدينة إبان سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة ما بين عام 2011-2014".
ونقل المرصد عن مصدر محلي من حي الخالدية المدمر قوله أنهم فوجئوا بظهور سيارات رباعية الدفع ضمن أحياء حمص المدمرة والتي تحمل رايات تنظيم "الدولة الإسلامية"، ورشاشات ثقيلة فضلاً عن أشخاص يرتدون زي عناصر التنظيم.
ووفق المصدر ذاته فإن "دوريات الأمن التابعة للمخابرات منعت اقتراب المدنيين من مناطق التصوير التي تم اعتمادها لتوثيق الحدث، لافتاً إلى أن كوادر العمل والممثلين والكومبارس جميعهم من جنسيات أجنبية لا يتكلمون اللغة العربية".
وبحسب المصادر، فإن شركة الإنتاج انتهزت فرصة خلو شوارع المدينة بشكل كامل مع آذان المغرب خلال شهر رمضان لتصوير شوارع المدينة، وأحيائها بصورة تشابه إلى حد بعيد شلل الحياة أثناء حصار قوات النظام للمناطق التي انحازت للثورة كما هو واقع الحال بما يخص كل من أحياء الخالدية وجورة الشياح ووادي السايح والقصور والقرابيص وغيرهم من الأحياء الأخرى.
وفي سياق متصل، أوضح المرصد السوري أن "عمليات تجهيز مقرات مشابهة ضمن حي بابا عمرو جنوب غرب مدينة حمص والذي شهد احداث دامية بفعل قصفها من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني إبان سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليه مطلع الثورة السورية، بالوقت الذي من المتوقع أن يتم تشويه حقيقة أحداث الحقبة الممتدة ما بين عامي 2011-2012 لزرع فكرة تواجد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" بداخله، الأمر الذي يعطي الشرعية لقوات النظام للتدخل إلى جانب الميليشيات الإيرانية لإنهاء تواجدهم".
وقفز اسم حي "الخالدية" إلى واجهة الأحداث مع بداية الثورة السورية، خاصة بعد ارتكاب النظام لمجزرة فيه راح ضحيتها مئات الشهداء وعشرات الإصابات في حديقة "العلو" -وسط الحي- مطلع شباط فبراير/2012.
وكان الفنان والصحفي الألماني "كريستيان فيرنر" التقط صورة للدمار الهائل الذي طال حي الخالدية القريب من وسط مدينة حمص ووضع الفنان غيرنر للصورة التي حصلت على الجائزة الثالثة لفئة الأماكن "Place" في مسابقة "ناشيونال جرافيك" بجورجيا عام 2018 عنوان "الطريق إلى الخراب" وكان قد التقطها أثناء مهمة صحفية لمجلة "دير شبيغل" الألمانية غطى خلالها العديد من المدن السورية.
وروى المصور الألماني على حسابه الشخصي في "فيسبوك" حينها أنه شاهد في حي "الخالدية" دماراً لم يشاهده بهذا الحجم من قبل خلال زياراته لمدن عدة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية