تحدث "محمد مهدي صالح الراوي"، وزير التجارة العراقي الأسبق ووكيل رئيس ديوان الرئيس الراحل صدّام حسين سابقاً عن خروجه من بغداد بعد الغزو الأمريكي لها، وقيام نظام بشار الأسد بتسليمه إلى الأمريكيين.
وقال "الراوي" بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" ورصدت "زمان الوصل" إنه اصطحب شقيقه مزهر، ومعه المستشار في رئاسة الجمهورية عصام عبد الرحيم الراوي المشرف على نقطة طريبيل، وقرروا الذهاب إلى سوريا من بلدته "راوة" على بعد 100كم عن الحدود السورية.
وأشار "الراوي" إلى أنه لم يكن يشعر بالقلق لأن علاقة قوية تربطها بالنظام السوري لدرجة أنه كان يطلب زيارة "بشار الأسد" فتتم تلبية طلبه، وسبق أن أرسله الرئيس صدام حسين مبعوثاً إلى الأسد، ووقع اتفاق التجارة الحرة وفتحت الحدود مع سوريا آنذاك.
وأضاف "الراوي" مشيداً بحفاوة استقباله بداية وصوله من قبل "آصف شوكت" صهر "الأسد" ودعوته إلى العشاء برفقة السفير العراقي، قبل أن يتغير الموقف ليلاً بعد العشاء، حيث تم أخذه إلى شقة عائدة لموظفي الاستخبارات العسكرية في المزة كانت وسخة جداً، ليس بها شيء، ولم يكن هناك شيء في الثلاجة.
وتابع "الراوي" بأنه شعر مع زملائه بأن الاستقبال الأول كان جيداً قبل الظهر، وأن نظام الأسد يبدو اتخذ قراراً بتسليمه منذ ذلك الوقت، فطلبوا مباشرة العودة إلى العراق، ليقوموا بعد يومين بتفريقهم، حيث اعتُقل أخاه لدى استخبارات دير الزور، وحجزوه تحت إقامة جبرية في قرية تسمى قرية الأسد، وفق اعتقاده، انتظاراً لاستكمال الترتيبات اللوجيستية للتسليم.
وأوضح المسؤول العراقي الأسبق إنه سكن في منزل وبرفقته 5 ضباط يراقبونه ولا يسمحون له بالخروج منه، ما دفعه لكتابة رسالة إلى "بشار الأسد" معرّفاً عن نفسه وشاكراً إياه على حسن الضيافة وطالباً منه العودة إلى العراق ومعرفة مصير شقيقه وذلك يوم 21 نيسان أي قبل يومين من تسليمه إلى الأمريكيين.
ووفقاً لـ"الراوي"، جاءه العميد يونس مكلفاً من قبل "آصف شوكت" مخبراً إياه بموافقة "الأسد" على عودته إلى العراق ليغادر برفقة أحد موظفي الاستخبارات، وعند وصوله على البوكمال تقدم بالشكر للعميد يونس ظناً منه أنه سيدخل مدينة القائم "حصيبة" على الحدود السورية العراقية، ليتفاجأ بعدم السماح له بدخولها، بحجة أنه سيدخل تهريباً عن طريق العميد ركن نصيح الذي أوصله إلى دمشق من دير الزور في البداية، وفق توجيهات القيادة.
كما بيّن "الراوي" أنه وصل برفقة العميد "نصيح" إلى نقطة معينة، ومشيا في الظلمة، ودخلا منخفضاً صغيراً وخرجا في الأراضي العراقية ليجدا سبعة جنود أميركيين طلبوا منهم الوقوف ووجهوا البنادق الليزرية عليه، فتوقفت، وتم تسليمه للأميركيين تسليم يد، والذين بدورهم كتّفوه ووضعوا قبعة على رأسه وأدخلوه إلى عربة "همفي" سارت في الصحراء العراقية نحو ربع ساعة، ثم دخل مع السيارة في طائرة (تشينوك) وصلت إلى قاعدة يبدو أنها قاعدة الوليد قرب الحدود الأردنية، حيث كانت هناك طائرة ثابتة الجناح تنتظره، نقلوه بها إلى بغداد.
ولفت "الراوي" إلى أن الأمريكيين حققوا معه على مدى خمس ساعات، وتم استدعاؤه من قبل رئيس المحققين الذي أبلغه انزعاج واشنطن منه، لعدم تقديمه معلومات صحيحة عن زملائه ومغادرتهم إلى سوريا، ليكتشف أن رسالته إلى "الأسد" وصلت إلى الأميركيين وعرضوها عليه.
وبحسب الراوي، فإن رسالته إلى "الأسد" تضمنت أموراً عدة بينها (موضوع يخص البلدين ومستقبل أمن سوريا كان صدّام قد كلفه بأن يبلغ بشار بها تتعلق بجاهزية الجيش العراقي لعدم النظام السوري ضد أي تهديد من قبل إسرائيل، والتي تبعها تحريك "صدام" حينها الجيش باتجاهين؛ الأول التنف، والآخر البوكمال باتجاه سوريا لدعمها إزاء التهديد من إسرائيل.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية