تحدث ناجٍ من زلزال شمالي سوريا عن اللحظات المخيفة التي عاشها وأفراد عائلته جراء قوة الزلزال الذي ضرب المنطقة يوم السادس من شباط الماضي، وأنهى حياة 242 شخصاً من حي القشق الذي يقطنه.
وقال الناجي مع عائلته في حديث لصحيفة "زمان الوصل" إنه عاش لحظات مرعبة فجر الاثنين 6 شباط، لم يشهدها من قبل مدركاً لحظتها قوة الزلزال.
وأضاف الناجي أنه أحسّ بهزة خفيفة بدأت صباحاً الساعة 4:17 دقيقة، وارتفعت شدة الهزة لتصبح أكثر قوة، وبعدها سقطت الخزانة والشاشة، لنسمع بعدها أصواتاً غريبة لأول مرة نسمعها مترافقة مع صفير بشكل مرعب لأبعد الحدود.
وأشار الناجي إلى أن قوة الهزة الأرضية زادت ما أوقع نافذة المنزل، الأمر الذي أكد له شدة الزلزال، ليلجأ على التكبير ونطق الشهادة، طالباً من والدته فعل ذلك، حيث استيقظت لحظتها من أجل تحضير سحورها على نية صيام يوم الاثنين.
وتابع: "52 ثانية ونحن عم نهتز يمين ويسار وأنا أتمسك بأمي وقلها تشاهدي.. ما فيك توقف على رجليك".
وبيّن الناجي أنه وفور انتهاء الزلزال سارع للخروج مع أفراد عائلته وابنه وعائلته من الطابق الثاني، ولتأخر ابنه في الاستيقاظ سقطت قطعة من عتبة درج المنزل وهم عليها، وسقط كذلك منصف الدرج, وفي تلك الأثناء كان المطر غزيراً والبرد شديد، بينما هو يفكر بالخروج مع عائلته من البناية قبل انهيارها لتضررها الكبير.
كما تحدث الناجي مع أفراد عائلته عن حجم الدمار الذي لحق بمنزلهم وبالشقق السكنية المحيطة بمنزلهم والتي أصبحت معظمها على الأرض، لافتاً إلى أنهم تمكنوا من الخروج من تحت الركام إلى مكان في العراء أكثر أماناً.
واعتبر الناجي أن أصعب موقف مرّ عليه لحظة وقوع الزلزال أنه بقي عاجزاً عن حمل والدته التي لا تستطيع الوقوف، وأنه لم يعد في قدميه عصب يقاوم ليتمكن من حمل والدته، فيما المنزل يتمايل يميناً وشمالاً بهم جميعاً.
وأوضح الناجي أن أمنيته الوحيدة أن تموت والدته بحضنه، فيغمر والدته لكي يموتا معاً. مشيراً لصعوبة الوضع وقساوة المشهد، فالجميع حفاة وبعض النساء بلا أغطية رأس من هول المشهد.
ووفقاً للناجي، فقد قضى 242 شخصاً من بناية الباخرة، معظمهم من منظمة غول، إذ لم يخرج منها حياً سوى شخصين، فالمصاب الأكبر باعتباره لحق بحي "القشق".
وختم الناجي منوهاً إلى بقائهم تحت شجر الزيتون حتى طلوع الشمس، حيث قاموا بالمساعدة في البحث عن ناجين تحت الأنقاض، مذكّراً بنقص المعدات وافتقارهم للآليات وتخاذل المجتمع الدولي مع السوريين في محنتهم.
وتأثرت 11 ولاية تركية، معظم هذه الولايات يقطنها السوريون، إثر الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمالي سوريا يوم 6 شباط الماضي، حيث قتل أكثر من 50 ألف شخص.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية