لم تكن المريضة لطيفة بكداش تعلم بأنّها ستخضع لعمل جراحي تحدد على يد طبيب نتيجة إعلان في الجريدة ينصّ على أنّ مستشفى (س) يعلن عن زيارة البروفيسور الدكتور...
فلان الاختصاصي في جراحة العمود الفقري، والمسجل في وزارة الصحة برقم..، حيث سيباشر العمل في عيادته من تاريخ 21/2/2010 إلى تاريخ 28/2/2010 والذي سيعالج الحالات التالية: (إصابة الدسك وجراحتها بأحدث الطرق، وتشوهات العمود الفقري..، وكسور الفقرات..إلخ).
واستنفر مرافقو المريضة منبهرين بالإعلان وخاضعين لشروط السرعة الكبيرة لكي يتمّ العمل الجراحي قبيل سفر البروفيسور وعودته إلى الخارج..، وتمّ العمل الجراحي في مشفى (س) ولكن ساءت حالتها جداً بعد العمل الجراحي -حسب ابن المريضة- الذي يقول: لم نعرف من المشفى من سيتابع علاج والدتي في ضوء ما قيل لنا إن البروفيسور سافر، ورفض المشفى إعطائي صورة عن وثائق العلاج وأيّ معلومات عن الفريق الطبي الذي عالج والدتي..
ولكن المفاجأة في تقرير صادر عن قسم الأشعة في المشفى الخاص الذي تمّ فيه العمل الجراحي، وذلك بعد العمل الجراحي، ويقول تقرير طبيب الأشعة: (توجد علامات لتداخل جراحي حديث، ويشاهد تجمّع لسائل كبير الكمية نسبياً، ويبدو أنّه على اتصال مع السائل داخل الكيس السحائي ويمتد كذلك إلى داخل القرص (ق4-ق5)..، ويمتد هذا التجمع خارج الجافية داخل القناة أيسر المتوسط على الوجه الخلفي للكيس السحائي... ضاغطاً بشكل واضح الكيس السحائي باتجاه الأمام والأيمن..، وإنّ هذا التجمع يشير غالباً لأذية على مستوى الكيس السحائي ناحية التداخل مع تسرب للسائل الدماغي الشوكي إلى خارج الكيس السحائي ليشكل التجمّع الموصوف سابقاً ويفضّل هنا الربط مع المعطيات السريرية والمخبرية لنفي إنتان ثانوي محتمل..)
وهنا حسب ابن المريضة ونتيجة عدم تعاون المشفى المعالج معهم تمّ نقل المريضة إلى مشفى خاص آخر لمتابعة العلاج فشخّص حالتها المتردية وأجري للمريضة عمل جراحي إسعافي.. ومازالت تتابع العلاج ولكن بحالة متردية..
ومجدداً فإنّ ملف هذه المريضة برسم وزارة الصحة ونقابة الأطباء، في ضوء وثيقة صادرة عن وزارة الصحة نفسها تخصّ الطبيب الذي تمّ الإعلان عنه بأنّه بروفيسور وأجرى العمل الجراحي للمريضة، إذ لا يوجد في المعلومات الخاصة به بأنّه (بروفيسور)..؟!.
ومن المهم أن تشمل تحقيقات الوزارة مدى دقة معلومات الإعلان، وأداء المشفى الخاص تجاه المريضة وباقي المرضى، في ضوء وثائق عن خطأ طبي في حالة أخرى حدثت في المشفى ذاته وبجراحة للعمود الفقري وأدّت إلى تفاقم حالة سيدة أخرى هي لطيفة العيساوي التي توفيت؟!.
وبالإشارة إلى ما حدث للسيدة لطيفة بكداش التي مازالت تعاني من تفاقم وضعها الصحي فإنّ ما حدث معها يحتاج إلى تفسير وتحديد المسؤوليات من عدمها، كيلا تتردّى ثقة المرضى والنّاس بالمنظومة الطبية والصحية..
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية