أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جثة في براد المشفى!!

كشفت جثة في براد مشفى خاص بدمشق، النقاب عن ملابسات جريمة غامضة حاول المتورطون فيها بداية تضليل العدالة، وحرف مسار التحقيقات فيها عن غير مسارها الصحيح،

 

وتتلخص وقائع هذه القضية أنه قد تم إعلام قاضي التحقيق المناوب بدمشق عن وجود جثة في براد المشفى ولدى توجه هيئة التحقيق والكشف القضائي إلى مكان وجود الجثة تبين أنها تعود لأنثى في العقد الثالث من العمر نحيلة البنية حتى الدنف وعليها سحجات عديدة مختلفة الأعمار وفي جميع الأطوار ابتداء من طور القشرة إلى زوالها وبقاء الندبة وهي مختلفة الأحجام، وتوضعت على الطرفين العلويين والسفليين والظهر والصدر، إضافة إلى عضات في وحشي الفخذ الأيمن...ولدى جس الرأس تبين وجود أثر كدمات بفروة الرأس من الجهة الجدارية اليسرى.‏

وعندئذ قرر الطبيب الشرعي إحالة الجثة إلى لجنة ثلاثية لمعرفة سبب الوفاة ، حيث تم نقل جثة هذه الأنثى على الفور إلى مشفى دمشق، وبإجراء الخبرة الطبية الثلاثية عليها تبين مايلي:‏

وجود جروح قاطعة على ظاهر اليدين وعلى المعصمين، وهذه الجروح ناجمة عن أداة حادة وآليتها الضغط والسحب (قاطعة)، ولدى فحص الوجه الداخلي لفروة الرأس شوهدت كدمات متعددة ومختلفة الأشكال والأحجام تتوضع على المناطق الجبهية والجدارية وأعلى القفوية وأشدها في المناطق الجدارية كما شوهدت كدمة دائرية تتوافق مع الكدمة الموصوفة في تقرير الطبيب الشرعي آنفاً وهي بقطر حوالي 3سم مع تشكل تورم دموي (هي توم) أسفلها وبفتح الجمجمة تبين أن سبب الوفاة يعود إلى الأذية الدماغية رضية المنشأ، وزمنها حوالي 6-8ساعات من توقيت الكشف...‏

هذا ولدى تولي فرع الأمن الجنائي بدمشق التحقيقات الأولية في ملابسات الوفاة، تبين أن الجثة تعود أولاً لخادمة كانت تعمل في منزل المدعوة قمر وزوجها أمجد في محلة كفرسوسة بدمشق... وباستجواب المذكورة أنكرت بداية إقدامها على ضرب المغدورة حاضراً وماضياً ، كما نفت علمها بالعلامات الموجودة على جسمها والتي دونت في محضر الكشف الطبي الشرعي الجاري بتاريخ 10/12/2008 على جثة الخادمة، وادعت بأنها سمعت عند صلاة الفجر صوت اصطدام قادم من غرفة خادمتها، وباستطلاع الأمر شاهدت الخادمة قد سقطت على ملبن الباب ورأسها قد وقع على الرخام الفاصل بين الغرفة والدهليز، فاقتربت منها وتفحصتها لتجدها قد فقدت وعيها فأحضرت بصلة وكحولاً لإنعاشها ورد الوعي إليها، وعندما فتحت الخادمة عينيها اطمأنت عليها وتركتها تنام لترتاح.. ثم اعترفت لاحقاً في إفادتها الثانية بإقدامها على ضرب الخادمة المذكورة بشكل مستمر وذلك بواسطة «شحاطة» وأحياناً بيدها كونها كسولة في عملها وباردة وتستفزها وترفع يدها في وجهها.. كما اعترفت بأنها كانت تقرصها في كافة أنحاء جسمها وبأنها قد ضربتها مؤخراً بوعاء (طشت غسيل) بلاستيكي، على رأسها كما ضربتها كذلك بسلة مهملات (بلاستيكية) على مقدمة رأسها، لأنها شاهدتها بغرفة نوم أولادها كما اعترفت أخيراً أنها وبتاريخ وفاتها قد أقدمت على ضربها بقوة على رأسها بواسطة قدمها اليمنى التي كانت ترتدي فيها حذاء كعب عالٍ، حيث كانت المغدورة بوضعية القرفصاء ورأسها يميل نحو الأسفل ما أدى لاصطدام كعب حذائها برأسها.. وأضافت: بأنها لم تكن تريد إيذاء المغدورة وإنما تأديبها فقط كما أنها لم تقم بجرح أصابعها بأي أداة حادة وإنما كانت تمسك أصابع يدها والمقص عليها وتثنيها وترفعها للخلف..‏

هذا وبدلالة المقبوض عليها تم إحضار الحذاء ذي الكعب العالي الذي كانت ترتديه عندما ضربت بقدمها الخادمة، وتبين أن له كعباً بارتفاع حوالي 7 سم وعرض 2 سم..‏

ولدى إحالة أوراق هذه الدعوى إلى القضاء، أصدر السيد قاضي الإحالة بدمشق القرار رقم 17/1056/1 في تاريخ 22/1/2009 المتضمن من حيث النتيجة اتهام المدعى عليها بجناية التسبب بموت إنسان من غير قصد بالضرب ولزوم محاكمتها أمام محكمة الجنايات ولدى مثول المتهمة أمام محكمة الجنايات بدمشق التمس وكيلها تبرئتها مما نسب إليها استناداً إلى محضر الخبرة الطبية الخماسية الجارية أمام قاضي التحقيق بتاريخ 7/1/2009 وعلى الصور والتقارير المبرزة بملف الدعوى والتي انتهت إلى أن الدنف الشديد لدى المتوفية يخفي مرضاً مزمناً ومتفاقماً، وأن الكدمات والسحجات الجلدية قديمة ولاتفسر الوفاة وهي ذاتية المنشأ ولاعلاقة لها بالوفاة وأن الكدمة الموجودة على الرأس قد تكون ناجمة عن السقوط الناجم عن فقدان الوعي أو نوبة نقص سكر حاد وهي كدمة قبيل الوفاة.. وبناء عليه فقد التمس وكيل المتهمة تبديل الفاعلية الجرمية لموكلته، واعتبار فعلها جنحة وتشميلها بقانون العفو 22/2010 من جهتها أنكرت المتهمة أمام هيئة المحكمة مانسب إليها وأفادت في محضر استجوابها الاداري بتاريخ 28/1/2009 إن أقوالها الأولية أمام الأمن الجنائي وفي إفادتها للمرة الثانية كانت قد انتزعت منها وقد أكرهت على تبديل إفادتها الأولى التي كانت قد أدلت بها أمام قاضي التحقيق بسبب خوفها من التهديد الذي تعرضت له، والتمست تبرئتها مما نسب إليها من جرم ومنحها الشفقة والرحمة... هذا وباستدعاء هيئة المحكمة للقائمين علىسير التحقيق في هذه الواقعة من الأمن الجنائي، أكد الشاهد الأول (ك/أ) أمام هيئة المحكمة عدم ممارسة أي ضغط مع المتهمة أو تهديدها وقد كانت تنام وهي موقوفة على ذمة التحقيق في غرفة الطبيب، وليس مع الموقوفات في حين كشف الشاهد الثاني (ب/س) عن محاولة لتضليل العدالة وإخفاء الحقائق من قبل المتهمة وزوجها والسائق الذي أسعف المغدورة حيث أجمع ثلاثتهم أن وفاة المغدورة كان في منزل أهل زوج المتهمة في الميدان وقد أسعفت من هناك... وتبين أثناء سير التحقيق أن الوفاة والإسعاف كان في منزل الزوجين بكفرسوسة... كما ادعى زوج المتهمة وقت وقوع الحادثة أنه كان في الزبداني خارج دمشق وتبين أثناء سير التحقيقات أنه كان في الشام وداخل بيته بالذات..‏

والأهم من ذلك أنه قد سمع من أهل بيت المتهمة بداية أن الخادمة المغدورة كانت تعامل معاملة سيئة من قبل المتهمة وزوجها وأن مكان نومها كان بين المغسلة والمرحاض ...وبناءً عليه وبالمحاكمة الوجاهية الجارية علناً في محكمة الجنايات الثانية بدمشق، صدر مؤخراً في تاريخ 25/3/2010 القرار رقم 118 في الدعوى أساس 137 المتضمن بالاتفاق تجريم المتهمة قمر تولد 1965 بجناية التسبب بموت إنسان من غير قصد القتل بالضرب والعنف المنصوص عنها وفق المادة 536 من قانون العقوبات العام ، ووضعها في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة خمس سنوات مع حجرها وتجريدها مدنياً ....‏

ملك خدام - الثورة
(109)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي