حصلت الفنانة الشابة "يافا دياب" على جائزة السلام الدولية للسلام والدفاع عن حقوق الإنسان بعد مشاركتها في المعرض الجماعي الدولي "الفن بلا حدود من أجل السلام والدفاع عن حقوق الإنسان" الذي أقيم في إيطاليا 2022 عن لوحتها "عين الثورة" التي تحكي قصة الثورة السورية وشهدائها ودمائهم الطاهرة.
وتتضمن اللوحة التي تم تنفيذها بالألوان الزيتية علم الثورة وأرقاماً عشوائية للشهداء والمعتقلين وتكتنز في ثناياها دلالات القهر والصبر العزة والصمود.
وقالت الشابة السورية "يافا دياب" عبر حسابها في "فيسبوك":"تمت مشاركة إحدى لوحاتي بالمعرض الجماعي الدولي "الفن بلا حدود من أجل السلام والدفاع عن حقوق الإنسان".
وتنحدر "يافا رياض دياب" من مدينة "بنش" بريف إدلب 1998 من أصول فلسطينية، عملت بشكل حر في التصوير ورسم الجداريات للمدارس ورياض الأطفال وبعض الأعمال اليدوية.
وتروي "يافا" لـ"زمان الوصل" أنها لم تتمكن من إكمال تعليمها بسبب ظروف الحرب وكانت بداية شغفها بالريشة والألوان –كما تقول- منذ ولادتها حيث ولد الفن وكبر معها.
وحول فكرة لوحتها "عين الثورة" أشارت إلى أن اللوحة بدأت كفكرة من الخيال، وأرادت أن تجذب التلقي فرأت أن أنسب فكرة هي رسم العين لتبدو وكأن لشخصين ينظران إلى بعضهما البعض، مضيفة أنا قامت بتنفيذ اللوحة بألوان زيتية على قماش كانفس، واستغرق إنجازها 15 يوماً رسم لساعات متقطعة لتنتهي منها بتاريخ 7/10/2021.
وحول مشاركتها في المعرض الجماعي "الفن بلا حدود من أجل السلام والدفاع عن حقوق الإنسان" قالت إن إعلامياً قريباً لها طلب منها التواصل مع رئيسة الإتحاد في كوبا، وتواصلت معها عبر البريد الإلكتروني وأرسلت لها صورة لوحتها "عين الثورة" فتم قبولها على الفور.
وأضافت محدثتنا أن اللوحة تم طبعها من قبل القائمين على المعرض الذي أقيم في فيلا: "زاناردي توسكولانا بريشيا" في إيطاليا 2022، وبعد انتهاء المعرض أرسلوا لها شهادة جائزة السلام الدولية.
ولم تتمكن من المشاركة في المعرض وتكريمها هناك بسبب عدم قدرتها على السفر لظروف الحرب وصعوبة الدخول إلى تركيا.
وحول مفردات اللوحة ودلالاتها نوهت الفنانة الشابة إلى أنها تعمدت استعمال اللون الأخضر نسبة لعلم ثورتنا عامة وزيتون إدلب خاصة، ورسمت خيطاً أسود محيطاً بحدقة العين كقيد معتقل أو كثعبان أسود يلتف حول فريسته ويسلب من اللون جماله وبهجته.
وعن تعمدها إظهار شرايين العين ممتلئة بالدماء ومالذي تريد قوله من هذا الأمر أوضحت "يافا" أن العين تبدو من منظور بعيد محمرة، ولكن لو اقتربنا سنلاحظ أن الاحمرار عبارة عن عروق العين وكل عرق يشكل وجهاً ومن ضمن الوجوه-كما تقول- أيقونة الثورة والشهداء "عبد الباسط الساروت" و"حمزة الخطيب" وأماً تحمل طفلها في حضنها وقضت معه إثر وقوع أنقاض منزلهم بعد استهدافه بالصواريخ من قبل قوات النظام، كما يبدو وجه معتقل على جبينه رقم مضيفة أن لكل رقم حكاية وللأسف أصبحنا بعين المجتمع مجرد رقم دون الاكتراث لكل رقم.
وحول توظيفها للأرقام على جانب اللوحة وماذا تقصد من ذلك أشارت الفنانة إلى أنها اختارت الأرقام بشكل عشوائي لتشكل علم الثورة، ومن ضمن الأرقام تاريخ الثورة السورية 15/3/2011.
وأضافت أن الأرقام في لوحتها لامتناهية وتعمدت أن يكون هناك ترابط بين كل رقم ووجه مثلا: تاريخ الثورة .. ألف معتقل .. مليون مهجر .. ولاجئ . آلاف الشهداء .. والبيوت المدمرة عدد المفقودين والمعتقلين والمجازر.
وكانت الفنانة "يافا دياب" قد شاركت برسوماتها في فيلم بعنوان "حلم رهن الإعتقال" التي لم تكن-كما تقول- مجرد خطوط ترسمها ولا ألوان تنثرها على ورق ولا رسوماً للعرض بل كانت مشاعر ممتزجة بالآلام ورسالة لنقل معاناة وإجرام النظام السوري عديمي الرحمة ورسالة توصلها لمن ماتت ضمائرهم علها تحيا، مضيفة أن رسوم فيلم "حلم رهن الاعتقال" التي كتبت نصه شقيقتها "بيسان دياب" ليست من وحي الخيال بل حقيقة مسالخ الأزهار وجانب حريتنا المخفي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية