استعاد ناشطون مقطع فيديو مسربا من هاتف أحد شبيحة النظام يوثق تصفيتهم لشاب مدني على مدخل أحد الأبنية في منطقة "العرقوب" الصناعية شرق مدينة حلب عام 2012.
ويبدو إلى جانب الضحية شاب آخر لم يعرف مصيره إلى الآن، في الفيديو الذي لم تتجاوز مدته 50 ثانية مجموعة من الشبيحة بلباس عسكري، يقتادون شابين إلى مدخل أحد الأبنية في شارع ضيق قبل أن يقوم أحدهم بإطلاق النار عليه من بندقية "كلاشنكوف AK-47".
وتعرف الناشطون على الضحية "يوسف كور" من مدينة حلب، ومكان الحادثة في حي "العرقوب" في حلب، وعلى الشاب الآخر مجهول المصير، كما تم التعرف على الشبيح الذي قام بقتل "كور"، وهو الشبيح "عمار شيحة" من ريف حمص.
وروى الموثق "تامر تركماني" لـ"زمان الوصل" أن الضحية "كور" من مواليد حي "الشعار" 1979بحلب كان يعمل في صناعة النسيج واشترى سيارة مغلقة قبل الثورة بأشهر ليعمل عليها في نقل المواد الغذائية والبضائع ويعيل أسرته.
وروى محدثنا أن الضحية كان ينقل قماشاً من المدينة الصناعية في "الشيخ نجار" إلى حلب في منطقة "العرقوب"، فتم توقيفه بطريقة تعسفية دون أي سبب لمظهره فقط لأنه كان ملتحياً وتم اقتياده إلى المبنى الذي ظهر في الفيديو، ومن ثم إعدامه دون أي سؤال.
وأشار "التركماني" إلى أن الشبيح الذي يظهر في الفيديو وقام بتصفية الضحية يدعى "عمار شيحا" وهو مساعد متطوع في الحرس الجمهوري وكان آنذاك في (اللواء 106) الذي كان قائده -كما يقول- العميد "محمد خضور" المسؤول عن الحملة على مدينة حلب آنذاك.
وبحسب كتاب القائمة السوداء أرسل "اللواء 106 حرس جمهوري" بقيادة العميد "خضور" إلى مدينة حلب في منتصف 2012، وتم تعيينه رئيساً للجنة العسكرية والأمنية بتاريخ 29/11/2012، وفي هذه الفترة تورط "خضور" في ارتكاب جرائم قتل واعتقال ونهب واسعة النطاق وتبنى سياسة التمييز الطائفي مستهدفاً أبناء السنة بالانتهاكات.
ولاحقاً افتتح "شيحا" محلاً للوشوم في مدينة دمشق وهو يتحدر، بحسب المصدر، من قرية "رام العنز" بريف حمص الشمالي الغربي، ولكنه كان يعيش متنقلاً بين حمص ودمشق.
بينما الشاب الآخر الذي لم يتم توثيق إعدامه يدعى "فيصل صالح الضاهر"وهو مجهول المصير حتى الآن.
وبدوره كشف مصدر فضل عدم ذكر اسمه لـ" زمان الوصل" أن والد الشبيح "عمار" يدعى "غازي شيحا أبو النور" ولديه شقيق يدعى "نور" مقيم في ألمانيا ووالدته منفصلة عن والده منذ سنوات ومقيمة في دمشق حيث تدير صالون حلاقة نسائية.
وكان "شيحا" بحسب المصدر يعيش في شارع "العدوية" بحي "باب السباع" مقابل الكنيسة، ومن بداية الثورة انتسب مع أفراد عائلته إلى اللجان الشعبية بداية، ثم إلى مليشيا "الدفاع الوطني"، وكانوا يمارسون التشبيح والسرقات، حيث نهبوا منازل حي "العدوية" التي تركها أهلها بعد اشتداد حملات النظام على الحي، وكان منزلهم -كما يقول- مليئاً بأثاث المنازل التي نهبوها واعتادوا على بيع بعضها فيما بات يعرف بعدها بـ"سوق السنة" في حي "النزهة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية