لم تعد اعانة الأهل تساعد الشاب عند تفكيره بالزواج، فشقة 75متراً في أي حي مخالف قرب دمشق و(على العضم) ب800ألف ليرة سورية يقول عادل، ويتابع تجاوزت السابعة والثلاثين من عمري حتى امتلكت هذه الشقة وقد أحتاج لقرض وجمعيات لمدة سنتين لاكسائها، فكيف سأتزوج؟
علما أنني أبحث عن زوجة عاملة وعندها دخل شهري.
ولا تزال الأرقام تشير الى أن نسبة كبيرة من الشباب ممن هم في سن الزواج بلا زواج، بالاضافة الى ارتفاع سن الزواج، وذلك رغم مساعي الحكومة لحل هذه الأزمة من خلال فتح باب الاكتتاب على مساكن للشباب ومنح قروض الزواج وقروض البطالة. الا ان هذه الخطوات بمجملها لم تشكل حلا ودواء لأوجاع الشباب الذين لا يقتصر تأخر زواجهم على مشكلات مادية فقط بل هناك أسباب أخرى منها ما يتعلق بقلة توافر فرص العمل وبخاصة بالنسبة الى الذين يحملون شهادات دراسية متوسطة وعالية, ومنها ما يتعلق بارتفاع أسعار البيوت وأجورها، ما يؤثر على قصص الحب ويجعلها تفشل، فقد استمرت علاقة شادي بزميلته من السنة الجامعية الأولى وطيلة فترة الدراسة، لكنهما اليوم منفصلان لأنها لم تستطع الحصول على عمل، وراتبه هو لايكفي للاقدام على الزواج كما يقول.
ويقول وائل: آه من الشقة انني أؤجل زواجي بسبب شراء بيت وكلما ازداد المبلغ الذي أجمعه يبقى هذا المبلغ قليلا مقارنة بأسعار البيوت، ونقبل أنا وخطيبتي بالتأجيل كي لانخسر مالنا على الأجرة.
حلم جميل
وبعد أن افتتحت الحكومة مجالاً للتسجيل على مساكن الشباب وتوفير مسكن لأكبر عدد ممكن منهم, تنفس بعضهم الصعداء تقول رغداء وهي مهندسة زراعية جمعنا أنا وخطيبي مبلغ التسجيل المبدئي على هذه الشقق وهو50 ألف ليرة سورية، وبانتظار حصولنا عليه استأجرنا بيتا صغيرا في دمر وتزوجنا على امل ان يصبح لنا بيتنا الخاص وملكيتنا.
لكن ليست مشكلة عدم القدرة على تأمين تكاليف الزواج هي الوحيدة التي تقف بين الشباب والزواج، فمالك تجاوز الثانية والثلاثين ويملك بيتا مجهزا، لكنه لم يستطع اختيار الفتاة المناسبة الأمر الذي يجده صعباً للغاية رغم ان والديه يحاولان مساعدته ويقول: انني متردد وليس عندي تجربة مع النساء, وأجد صعوبة باختيار الفتاة التي أكمل معها حياتي لعدم معرفتي بأي واحدة في فترة الدراسة وحتى بعد التخرج والعمل, وكلما تخبرني أمي عن احدى معارفنا أو أقاربنا أجد هذا التعارف ليس كافياً لان بنات هذا الجيل يهتممن كثيراً بالمظاهر وبصرعات الموضة من دون ان ينتبهن الى انفسهن والى تأسيس بيت وأسرة وان شدت انتباهي فتاة اما لجمالها ومكياجها لكن ما ان أقترب منها حتى أكتشف انها ليست الفتاة المناسبة.
وقصة مالك بالتردد وعدم القدرة على الاختيار ليست الوحيدة وهي تتكرر مع غالبية الشباب بسبب التربية على عدم الاختلاط وسيطرة الذكورية التي تجعل الاختلاط محل تساؤل وبسبب العادات والتقاليد التي تؤثر تأثيراً كبيرا ً في اختيارهم زوجة المستقبل. يقول عمار كيف أثق بالفتيات وأختار زوجة للمستقبل والفتيات يخالطن الشباب ويخرجن بصحبتهن الى المطاعم .
وأحيانا يساهم الوقوع بالحب بتأخر الزواج اذا رفض الأهل تقول سمر استمرت علاقتي بزميلي عشر سنوات بعد التخرج ورغم محاولاتنا لاقناع أهلي بالموافقة، لم ننجح وجبرني أهلي على نقل عملي الى محافظتي كي لاأفكر بالموضوع ثانية.
ويقول سامر:عشت مع زميلتي في الجامعة حباً استمر سنوات الدراسة الجامعية, وبعد أن تخرجنا وأنهيت خدمة العلم أخبرت اهلي بقصة الحب ورغبتي بالزواج من الفتاة التي أحب. الا ان أهلي عارضوا بشدة هذا الموضوع لاسباب اجتماعية ليست مقنعة وهددوني إذا كنت عازماً على الزواج بها فلن يخطبوها لي ، وبالمقابل لم يقبل أهل الفتاة بتزويجي ابنتهم من دون حضور أهلي. وعلى رغم محاولاتنا الكثيرة لاقناع أهلينا الاأننا فشلنا. ونحن اثنان لم نتزوج حتى الآن وقد تجاوزنا الثلاثين.
ويشكل الشباب من عمر18 الى 35 سنة حوالي 57%من السكان، منهم حوالي 22% من عمر 18-24سنة، وهذه فئة شديدة التأثر بالبيئة المحيطة وأكثر عرضة للسلوكات الخاطئة، لكن لا تقف اسباب تأخر زواج الشباب عند كل ما ذكرناه حيث يضاف اليها أسباب السفر للعمل والدراسة فيجد الشاب أو الفتاة نفسيهما بعيدين عن مجتمعيهما فلا يقدمان على الزواج.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية