أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد تصفيته زميلهم في ريف حمص.. تهديدات الأسد تلاحق 3 ناشطين إعلاميين إلى لبنان

محمود بكور

وصل 3 ناشطين إعلاميين سوريين معارضين لنظام الأسد لبنان بعد تهديدات نظام الأسد لهم ولعائلاتهم.

وناشد الناشطون الثلاثة الذين قدموا من ريف حمص الشمالي في تصريحات لـ"زمان الوصل" الجهات الحقوقية والإنسانية والإعلامية والدولية ذات الصلة بالتعجيل في إجلائهم "إلى بلد نكون فيه أمينين على حياتنا، وحياة أفراد عائلاتنا الذين فروا معنا إلى لبنان".

وقال أحدهم ويدعى "أ.ف" لـ"زمان الوصل": إن القبضة الأمنية التابعة لنظام الأسد لازالت تفرض سطوتها على المدنيين المقيمين ضمن مناطق
سيطرته في الداخل السوري، مؤكدا أنه "على الرغم من قبول شريحة واسعة منهم للخضوع لتسوية سياسية بموجب الضمانة الروسية كما هو واقع الحال في ريف حمص الشمالي إلا أن أجهزة المخابرات لا تزال تصرّ على معاقبة من ثاروا بوجه النظام".

وأفاد الناشط "أ.ف" بأن 4 ناشطين إعلاميين فضّلوا البقاء تحت سلطة الأسد على التوجه نحو الموت المحتّم في حال خروجهم إلى المناطق "المحررة" والخاضعة لسيطرة الفصائل الإسلامية نظراً لمواقفهم الرافضة لممارساتهم القمعية التي شهدتها مُدن وبلدات ريف حمص الشمالي أثناء تواجد تلك الفصائل الإسلامية ضمنها قبل اتفاق التهجير، ما وضعهم بين فكّي كماشة، حسب تعبيره.

بدوره قال الناشط "عبد الكريم أبوسفيان" (اسم مستعار) لـ"زمان الوصل" إنهما أمام  خيارين أحلاهما مرّ، موضّحاً أن مسألة بقائه ضمن مناطق سيطرة النظام في حمص عرّضت حياته للخطر في أكثر من مناسبة، وذلك من خلال محاولة استهدافه لعدّة مرات من قبل مجهولين يعتقد بولائهم للمفارز الأمنية التي دخلت مدينته عقب التسوية.

وأشار "عبد الكريم" إلى أن خيار التهجير لم يكن أفضل حالا بعد التهديدات التي وصلته برفقة زملائه الذين آثروا البقاء في مدينتهم على الخروج نحو محافظة إدلب التي يخضع جزء منها لسلطة المتشددين على خلفية مناهضة فكرهم "التكفيري" ضمن المدينة بالوقت الذي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة قبل اتفاق التسوية المبرم منتصف شهر مايو/أيار من العام 2018.

من جهته قال الصحافي  أبو يزن (اسم مستعار) لـ"زمان الوصل" إن تجربته المريرة المتمثلة بالاعتقال من قبل أحد عناصر الجيش اللبناني أثناء محاولته تأمين ملجأ لزملائه الذين قرروا الفرار إلى لبنان، ومن ثم تسليمه لفرع المخابرات الجوية التابع لنظام الأسد، ليتم تجريمه بتهمة التعاون مع قنوات إعلامية معادية، وتهريب الآثار بسبب إعداده لتقرير وثائقي تمّ عرضه على تلفزيون "العربي"، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد دفع مبالغ مالية هائلة في سبيل شراء حياته من جديد.

وأضاف الصحافي "أ.ف" أن بقاءه في المدينة وعدم قبول فكرة التهجير "بالباصات الخضراء" لشمال سوريا هي ذاتها التي منعت باقي زملائه من مجرد التفكير بالتوجه إلى المناطق المحررة، مضيفاً أن حياته تغيرت بشكل جذري بعدما تمّ اعتقاله لنحو عامين قضى معظمها ضمن الأفرع الأمنية في محافظة حمص والعاصمة السورية دمشق، وذلك قبل أن يتمكن من الخروج بموجب "إخلاء سبيل تحت محاكمة لصالح محكمة قضايا الإرهاب في المزة بدمشق".

وأضاف "أ.ف" إنه وأصدقائه الناشطين الإعلاميين الأربعة قرروا اللجوء إلى لبنان هرباً من بطش الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد التي داهمت منازلهم لعدّة مرات، ليتمكن اثنان منها بالوصول إلى لبنان على أن يتم اللحاق بهما مع إتاحة أول فرصة لمن تبقى.

وأشار الصحافي (أ.ف) لوقوع زميله الرابع "محمود بكور" مراسل "تلفزيون سوريا" لكمين من قبل عناصر إحدى دوريات فرع المخابرات 261 في حمص، والتي تمكّنت من اغتياله داخل منزله برصاصة بالرأس يوم السبت 26 شباط /فبراير المنصرم، الأمر الذي وقع صداه كالصاعقة بين باقي زملائه، ليتجه (أ.ف) مع أفراد أسرته تحت جناح الليل برفقة أحد "المهربين" إلى داخل الأراضي اللبنانية، وذلك تحسباً للمعلومات التي باتت بأيدي عناصر الأمن العسكري والمتمثلة بمحادثات "واتس اب" متبادلة بين أفراد مجموعة الصحافيين في الشمال السوري.

وعلمت "زمان الوصل" أن الناشطين الإعلامين الثلاثة وعلى الرغم من وصولهم إلى لبنان، إلا أنهم لم ينجحوا بالتأمين على حياتهم برفقة عائلاتهم من بطش ميليشيا حزب الله اللبناني، والتي يخشون أن تقوم باعتقالهم وإعادتهم لسلطات الأمن في سوريا، لذلك أطلقوا وعبر "زمان الوصل" هذه المناشدة للمنظمات الدولية، والإنسانية المعنية بحماية الصحافيين ومنها منظمة "مراسلون بلا حدود"، والمركز الصحفي السوري لحرية الرأي والتعبير، والسفارة الفرنسية في بيروت للوقوف إلى جانبهم لكي يحظوا بحياة كريمة بعيداً عن زنزانات الأسد، لا سيما أنهم ضحّوا بالغالي والنفيس لإيصال الحدث على حقيقته بالصوت والصورة.

زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي