رحّلت السلطات التركية فتى من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن اعتقلته أثناء عمله في جمع أكياس النايلون وبيعها لإعالة عائلته.
وأفاد ناشطون بأن إحدى الدوريات الراجلة أوقفت الفتى "حمود الجاسم" 16 عاماً، واقتادته إلى مركز الترحيل في منطقة "Oğuzeli" بولاية "غازي عنتاب"، قبل ترحيله إلى مدينة "إعزاز" داخل الأراضي السورية لعدم امتلاكه بطاقة الحماية المؤقتة (الكمليك).
وروى الناشط "طه الغازي" المهتم بشؤون اللاجئين لـ"زمان الوصل" أن ترحيل "الجاسم" إلى الداخل السوري جاء بعد بقائه لأكثر من 20 يوماً في مركز Oğuzeli الخاص باللاجئين، وخلال هذه المدة راجعت عائلته كل مراكز الشرطة والمستشفيات الحكومية دون جدوى.
وتم إبلاغهم قبل يومين من قبل أحد الأشخاص المتواجدين في مركز الترحيل بتواجد "حمود" في مدينة "إعزاز".
وظهر الشاب المتحدر من ريف حلب في مقطع فيديو تداوله ناشطون وهو حليق الرأس ليقول إن الأمن التركي ألقى القبض عليه أثناء عمله بجمع مواد البلاستيك بحجة عدم وجود كمليك -بطاقة إقامة- بحوزته.
وأضاف بعبارات متلعثمة أن والده ووالدته مريضان وتم ترحيله إلى ريف حلب – المناطق المحررة- وقال بنبرة مؤثرة إن والديه واخوته بقوا في تركيا وهو وحيد في مكان ترحيله ولا يعرف أحداً.
وكان والي عنتاب Davut Gü قد كشف في اجتماع ضمه مع بعض المنظمات والهيئات السورية المتواجدة في الولاية بحضور مدير دائرة الهجرة السيد Fatih Ayna عن الحالات التي تتمُّ من خلالها عمليات الترحيل، حيث صرّح كما روى "الغازي" الذي حضر الاجتماع، بأنَّ كلَّ شخص يتمُّ ترحيله يكون قد ارتكب جرماً يستحقُّ الترحيل، كأن يكون اللاجئ السوري حاول إطلاق النار على دورية للشرطة، وثبت أنَّه يحمل مخدّرات أومواد محظورة.
وأشار مديرُ الهجرة Fatih Ayna -بحسب المصدر- إلى أن قرار الترحيل لا يشمل المسافرين بدون إذن سفر، وإنما يشمل الأشخاص الذين زوّروا وثائقَ رسميّة مثل بطاقة الطالب أو إذن السفر.
وتساءل محدثنا عن أسباب ترحيل الفتى "حمود الجاسم" صغير السن والذي يعاني من صعوبة في النطق ولم يطلق النار على دورية الشرطة ولم يكن بحوزته مواد ممنوعة ولم يزور وثائق رسمية، بل كان معيلاً لأهله رغم وضعه الصحي، وتم ترحيله من معبر "öncüpınar" الحدودي (معبر كلّس)، وبات وحيداً بعيداً عن عائلته في مدينة "إعزاز"، علماً أن والدته -كما يقول- مصابة بمرض الصرع.
وكشف "الغازي" أن الطفل حمود موجود لدى أسرة سورية في مدينة إعزاز بريف حلب وسيقوم قسم التواصل YİMER في دائرة الهجرة بالتواصل مع العائلة لتنسيق عودته إلى عائلته.
وبدوره روى والد الطفل حمود لـ"زمان الوصل" في تسجيل صوتي أن ابنه الذي ينتمي لعائلة بسيطة كان يعمل في جمع بقايا البلاستيك والكرتون من الطرقات، ومن ثم بيعها لمساعدته في تدبير حاجات العائلة اليومية.
وأضاف أنه كمعيل للأسرة يعمل حارساً في إحدى المواقع الإنشائية، ومنذ يومين قامت السلطات الأمنية بترحيل ابنه إلى مدينة "إعزاز" بالرغم من إعاقته الجسدية والكلامية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية