دكتوراه في الاعلام - فرنسا
إنه من العار أن توصف المشادة الكلامية بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وبين هوشيار زيباري، بأنها مشادة بين وزيري خارجية لبلديين عربيين، فوليد المعلم، هو، لا شك، وزير خارجية سورية الذي يحظى باحترام شعبي منقطع النظير، ليس في بلاده وحدها بل وفي معظم الدول العربية إن لم نقل كلها.
أما الآخر، فما هو إلا رجل جاء مع الاحتلال الأمريكي للعراق، عمل مع العدو ضد شعبه وبلده وساهم في قتل ملايين العراقيين وتشريدهم، كما ساهم في تدمير مقدرات هذا البلد العربي الأصيل.
لا يحق لزيباري هذا، بكل حال أن يحضر اجتماعات القمة العربية، فالقمة كما يظهر من اسمها تقصد العرب وحدهم، والرجل ليس بعربي، ولا علاقة لهذا بهذه القمة، وأما عن وجود طيب رجب أردوغان وبرلسكوني وغيرهم فقد جاؤوا بوصفهم ضيوفاً يمثلون بلادهم، وأعتقد أنه لا مانع عند أحد أن يحضر هوشيار ممثلاُ للعدو الأمريكي، بيد أن أمريكا نفسها لن تقبل بعميل من نوعية هذا الرجل، ليمثلها في
لا يحق لزيباري هذا، بكل حال أن يحضر اجتماعات القمة العربية، فالقمة كما يظهر من اسمها تقصد العرب وحدهم، والرجل ليس بعربي، ولا علاقة لهذا بهذه القمة، وأما عن وجود طيب رجب أردوغان وبرلسكوني وغيرهم فقد جاؤوا بوصفهم ضيوفاً يمثلون بلادهم، وأعتقد أنه لا مانع عند أحد أن يحضر هوشيار ممثلاُ للعدو الأمريكي، بيد أن أمريكا نفسها لن تقبل بعميل من نوعية هذا الرجل، ليمثلها في
هذه القمة.

نحن نأسف واعترانا حزن شديد أن يُمثل العراق في قمة سرت، قبل أن يتحرر كلية من الاحتلال الأمريكي الغاشم، ونأسف أشد الأسف، أن القادة العرب لم يستقبلوا الرئيس العراقي الشرعي عزت إبراهيم بدل وفد لا يعرف رئيسه اللغة العربية.
المشادة الأخرى كانت بين الرئيس السوري بشار الأسد ومحمود عباس، إذ لا يتوقف عباس هذا عن التآمر على مصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وجعل الاستسلام للعدو أمه وأبيه، فهو لا يعرف إلا التنازل والخضوع وبسببه تشوهت حركة فتح، وكاد الرجل بسبب محبته للصهاينة أن يقتل تاريخ فتح الزاخر بالمقاومة والجهاد. أطلق على صواريخ المقاومة لفظ العبثية في سابقة لم يعرفها التاريخ، وفي سابقة أشد من أختها طلب هذا الرجل من مجلس حقوق الإنسان الدولي تأجيل إقرار تقرير غولدستن الذي يصف الأعمال الصهيونية في حرب غزة بأنها جريمة حرب، بمعنى أنه هو الذي يدافع عن الصهاينة. فتصوروا أن محمود عباس هذا يرفع صوته في حضرة الأسد، صوت المقاومة الوحيد المتبقي للأمة العربية.
نعم، صوت سورية هو الصوت الوحيد المتبقي في التحريض على المقاومة، ودفعت دمشق ثمن مواقفها القومية الكثير، ولا تزال تدفع وستبقى أيضاً، إذ تشكّل "حلف معتدل" لإسكات صوتها، بل وأسست محكمة دولية للنيل منها، ولكن هيهات.
في قمة سرت، لم نسمع كلمة مقاومة وتجذير ثقافة المقاومة إلا من الوفد السوري على لسان الرئيس ووزير خارجيته. وطالبت سورية الدول العربية بالكف عن التطبيع مع العدو واللهاث خلفه في الوقت الذي يقوم فيه الصهاينة بتهويد القدس وفلسطين كلها.
وبفضل الهدوء والأناة التي تميزت بهما سورية منذ زمن طويل استطاعت أن تكون بوابة العودة التركية إلى عمقها الإسلامي والعربي.
استطاع الأسد أن يكسب الجماهير العربية والسورية إلى صفه فقد انحاز إلى مطالبها وعبر عنها بكل وضوح، ولقد كان صوته صوت الموطن العربي الذي يطمح إلى انتشار ثقافة المقاومة والممانعة من جديد، والذي يرفض كل مهانة.
وعلى مدار سنوات طويلة، أثبتت سورية أنها كانت دائماً على صواب، فماذا جنى محمود عباس من أنابوليس، ومن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، إلا الذل أمام الصهاينة وتقديم التنازلات تلو التنازلات، وخسارة تعاطف الشارع العربي معه.
إنني أخشى ما أخشاه، أن سورية لم تعد شوكة في حلق الصهاينة فحسب، بل شوكة في حلوق بعض حكام الاعتدال العرب.
لقد تابعنا أخبار القمة العربية فقط لوجود سورية فيها، وإن على قادة دمشق أن يعلموا، وهم لاشك يعلمون، أن المشادة التي حصلت بين المعلم وهوشيار، هي بين رئيس الخارجية السورية ومرؤوس أمريكي صغير، وإن الأخرى التي وقعت بين الرئيس الأسد وعباس ما هي إلا مشادة بين رئيس عربي كبير ومرؤوس صغير، ليس لديه أي موقف مقاوم يُحسب له. فالأسد لا يوجه من خارج البلاد، ولا يستطيع أحد أن يفرض عليه واقعاً، ولا يأخذ أوامره من خارجية العدو، إنه يحكم بما يمليه عليه ضميره الوطني. ونعرف أن عباساً لا يقرر شيئاً من رأسه، بل تراه كل يوم في حال وتصريح مختلف والسبب كثرة الإملاءات المفروضة عليه من كل حدب وصوب.
وإنني أتمنى لو أن القيادة السورية تصدر تعليماتها بمنع عباس من دخول دمشق، كما أدعوها للوقوف دائماً حجر عثرة في وجه العملاء في العراق، والانحياز إلى المقاومة الباسلة التي ستطيح بهؤلاء وساداتهم من الأمريكيين والصهاينة، وإني لأراه قريباً قريبا.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية