امتنت شركة "أجنحة الشام" التابعة للنظام على نحو 100 سوري، لأنها أعادتهم من الفخ الذي سبق أن أسقطتهم فيه عندما نقلتهم إلى بيلاروسيا.
"أجنحة الشام" التي شكلت عمليا "أجنحة النظام" لنقل القتلة والمرتزقة طوال سنوات، وفي مقدمتهم "قاسم سليماني".. كبدت نفسها عناء إصدار بيان غير قصير قبل ساعات، هدفه تلميع نفسها وتقديم الشركة بوجه إنساني رحيم، عندما قالت إن إحدى طائراتها أقلعت من مطار دمشق خالية تماما من المسافرين، وتوجهت إلى مطار "مينسك" في بيلاروسيا وعادت محملة بـ96 سورياً من العالقين هناك، "دون أن يتحمل المسافرون العائدون لبلدهم أي أعباء مادية".
البيان الذي حاول تصوير العملية وكأنها "عطية" بلا مقابل، تغافل عمدا عن الدور القذر الذي لعبته "أجنحة النظام" عندما عملت مع مجموعات من السماسرة للتغرير بعدد غير قليل من السوريين وتسفيرهم إلى بيلاروسيا، على أمل "دخول الجنة الأوروبية" من منفذ هذا البلد المحكوم بقبضة طاغية يشابه في كثير من صفاته بشار الأسد وفلاديمير بوتين.
ولأنها عملية "سوداء" فقد كان من الصعب، بل من شبه المستحيل أن تتوفر إحصاءات دقيقة عن الأرباح التي جنتها "أجنحة الشام" وسماسرتها، لكن أرقاما تقديرية تشير إلى أن كلفة تسفير كل شخص من سوريا إلى بيلاروس، ربما وصلت إلى عتبة 4 آلاف دولار، ما يعني أن الشركة التي تمتن اليوم على أقل من 100 سوري أرجعتهم إلى البلاد، إنما سبق لها أن استوفت أجر ذلك مضاعفا على مبدأ "من دهنو سقيلو"، لتأتي في بيانها الأخير وتقدم المسألة وكأنها هدية مجانية!
اللافت أن خطوة "أجنحة الشام" أتت بعد فشل عملية ابتزاز أوروبا، التي اتفقت عليها وتعاونت فيها 3 أنظمة على الأقل (بشار في دمشق، بوتين في روسيا، لوكاشينكو في بيلاروسيا)، والتي اُستخدم فيها السوريون كورقة مساومة للضغط على أوروبا، وتم التلاعب بحيوات هؤلاء ونهب مدخراتهم ليكونوا كبش فداء على محرقة ابتزاز لم يسمح الاتحاد الأوروبي بتمريره، ووقف بوجهه حازما.
واللافت أكثر أن بيان "أجنحة الشام" لم يخف الوجه السياسي لقضية إعادة 96 سوريا من مينسك، وهي القضية التي حاولت الشركة تسويقها على أنها تصرف نابع من دواع إنسانية و"وطنية" صرفة.
فقد قال بيان "أجنحة الشام" إن إعادة هؤلاء السوريين "تمثل مؤشرا مهما في دحض المزاعم والادعاءات التي توجهها دول الاتحاد الأوروبي"، وزعم أن الشركة إنما نفذت رحلاتها السابقة بهدف "تنشيط لحركة التجارة والتبادل الثقافي والسياحي بين سوريا وبيلاروسا المرتبطتان بعلاقات صداقة تاريخية ومتينة"، ولكن الشركة قالت في نفس الوقت إن رحلة الإجلاء إنما أتت "انطلاقا من مسؤولية الشركة الاجتماعية والوطنية وترجمة صريحة وعملية لنواياها السليمة".
وشكل الرفض الأوروبي القاطع لابتزاز الثلاثي "بوتين-بشار-لوكاشينكو"، شكل خيبة أمل ظاهرة لدى هذه الأنظمة، دفعتها لمراجعة حساباتها بخصوص "الأزمة" التي تم افتعالها، والإقرار –عبر خطوات عملية- بأن ورقة "اللاجئين" العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا قد سقطت.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية