أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المكننة وظروف الحرب تهدد صناعة دبس الرمان التقليدية في "سلقين"

في منطقة خصبة من ريف "سلقين" الغربي قريبة من نهر العاصي تجود مئات أشجار الرمان على الأسر الريفية هناك مشكلة لها مصدر دخل موسميا بعد جنيها في الفترة الممتدة من نهاية أيلول سبتمبر وحتى نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، من خلال  صناعة دبس الرمان وهي مهنة تقليدية عرفتها المنطقة منذ مئات السنين ولا تزال قائمة رغم دخول المكننة وظروف الحرب.

ويعد الحاج السبعيني "أبو ابراهيم الأسود" أحد قدامى ممارسي هذه المهنة في "سلقين"، حيث يعمل بها منذ أكثر من 25 عاماً بشكل متواصل كما يروي ابنه أبو الطيب لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن موسم دبس الرمان يبدأ في نهاية شهر أيلول سبتمبر أو بداية تشرين الأول أكتوبر، إذ يتم جمع الرمان وغسله وطحنه من دون القشور، ثم يغلى ليصبح دبساً.

وتابع أن والده يقوم بتحضير دبس الرمان بطرق بدائية رغم صعوبتها لكنه يحرص على ذلك لقناعته بجودة المنتج بهذه الطريقة.

وحول مراحل تصنيع دبس الرمان في "سلقين"، أشار محدثنا إلى أن أول مرحلة هي تقطيع ثمرة الرمان ومن ثم استخلاص الحب عن طريق ضرب القطع بعصا خشبية صغيرة على يد عاملات بحيث تبقى حبات الرمان بشكلها الصحيح ولا تتكسر، ومن ثم يتم عصر الحب بعد وضعه بكيس لا يحفظ الماء ويستخرج العصير، والمرحلة النهائية –كما يقول- وضع العصير في آنية كبيرة (حلة) نحاسية حصراً على النار الموقد بالحطب لمدة تصل إلى ثماني ساعات ليتم الحصول بعدها على الدبس بشكله النهائي.

ولفت المصدر إلى أن هناك طرقاً حديثة تستخدم المكابس لعصر الرمان وغليه باستخدام الحراقات ووضع العصير في آنية ستانلس ولكن والده –كما يقول- لا يعتبر أن الدبس الناتج بنفس المستوى، لأن الطعم يختلف ويميزه أصحاب الخبرة، علاوة على أن المكبس يمكن أن يكسر بذرة الرمان (القلب)، ما يعطي للدبس طعماً مراً بعض الشيء، كما أن الغلي على الوقود باستخدام الحراقات يفقد الدبس نكهته الحقيقية.

بعد غلي عصير الرمان يوضع الدبس بعد تصفيته في عبوات مختلفة حسب الطلب من لتر حتى 25 لتراً، وفي السابق كانت الطرق مفتوحة فيقوم التجار بإيصال المنتج إلى خارج سوريا كلبنان والخليج، أما بعد دخول الحرب فصار تصديره غير متاح ولذلك خف الطلب والإنتاج  الذي بات يقتصر على تلبية حاجة السوق المحلي.

وثمة صعوبات أخرى عدا التسويق تواجه مهنة تصنيع دبس الرمان، ومنها كما يوضح المصدر- غلاء سعر الحطب، حيث يصل سعر طن الحطب اليابس إلى 150 دولاراً علماً أن كل كيلو دبس يحتاج لقرابة 1.5 كيلو حطب بينما لا يتجاوز سعر كيلو الدبس في الأسواق السورية 3 دولار تقريباً، ومع ذلك يصر ممارسو هذه المهنة عل استمرارها لكونها تضم عائلات تعتاش من مردودها.

 وفيما إذا كانت هناك أسباب تؤدي إلى تلف دبس الرمان وتدني جودته أوضح أبو الطيب أن ترك الرمان لفترة طويلة في الأكياس قد يؤدي إلى تلفه وهذا يمكن أن يحصل في حال كان الجو ماطراً لأيام ما يؤدي إلى توقف العمل بسبب أن الغلي يتم على النار وفي الطبيعة.

كما أن عدم متابعة الحلة الموضوعة على النار قد يؤدي إلى حرق الدبس وفساد طعمه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(286)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي