نعت وسائل إعلام النظام الطيار السوري "أديب الجرف" الذي رحل أمس الثلاثاء في مدينته "السلمية" –شرق حماة- جراء إصابته بـ"كورونا"، وهو أحد الضباط الذين برزوا في حرب تشرين بعد تمكنه من إسقاط 7 طائرات إسرائيلية خلال هذه الحرب، مسجّلا أكبر عدد من الطلعات الجوية في الحرب على كافة الجبهات العربية.
وولد "الجرف" في قرية "الصفاوي" التابعة لمدينة "السلمية" في 6 أيار 1946، وكان واحداً من 13 ابناً لوالده "عجيب الجرف" نال الشهادة الإبتدائية من مدرسة "الهاشمية" والإعدادية من مدرسة "قتيبة بن مسلم الباهلي"، ثم حصل على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة "علي بن أبي طالب" عام 1965، عاش في بيت طيني سقفه من الخشب، شأنه شأن كل البيوت في "السلمية" وريفها آنذاك، وساهمت هذه البيئة الفقيرة التي عاش فيها في جعله متميزًا، كما تميز الكثير من أبناء جيله وكان ذلك سبباً في التحاقه بالكلية الجوية بتاريخ 6-4- 1966 ليتخرج منها ضابطاً طياراً برتبة ملازم عام 1968 ملتحقاً بأسراب القوات الجوية السورية، وبعد التخرج مباشرة" انخرط في المطارات الميدانية، ودخل في جهد الأعمال القتالية الجوية.
تلقى تدريباً قاسياً، الأمر الذي ظهر أثره البالغ والكبير في حرب تشرين، وحسب ناشطين، حصل "الجرف" على شهادة قائد سرب طيران حربي، ثم شهادة أركان حرب طيران.
خاض عدة معارك جوية تمكن خلالها من إسقاط 7 طائرات إسرائيلية (2 ميراج وخمس طائرات فانتوم F4، حيث أسقط طائرتين منهما فوق "الرملة البيضا" في "بيروت" وأخرى على طريق (بيروت ـ بكفيّا).
وروى في حوار أجري معه أن كل طائرة أسقطها مسجلة على شريط فيلم سينمائي كان موجوداً في طائرته التي أصيبت في إحدى الطلعات فيما بعد، وتمكن من العودة بها إلى المطار، وأثناء حرب تشرين التحريرية كانت مهمته كقائد تشكيل جوي حماية طائرات "سوخوي" المكلفة بقصف مرصد جبل الشيخ لما لهذا الموقع من أهمية استراتيجية كبرى، وبتاريخ 22 تشرين الأول أكتوبر وفي الساعة الواحدة ظهراً أثناء اشتباكه مع الطيران الإسرائيلي أصيبت طائرته بصاروخ معادٍ نجم عنه احتراقها، مما جعله يرمي نفسه بالمظلة التي تعرضت بدورها للاحتراق مما نجم عن ذلك حدوث ثقوب في قماش المظلة وتسارع سقوطها مما أدى إلى ارتطامه بالأرض بسرعة تجاوزت سرعة الهبوط بالمظلة ونجم عن ذلك إصابته بـ35 كسراً في مناطق مختلفة من جسده.
وتوقف إثر هذا الحادث الخطير عن الطيران وبسبب حبه وعشقه لمهنته وإخلاصه لها عاد للطيران رغم إصابته التي لم يشف منها آنذاك شفاءً كاملاً.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية