لم يتردد أحد أهم رموز مليشيا "العمال الكردستاني" في الإشادة الصريحة بعلاقته مع نظام الأسد، مصرا على وصفها بـ"الدافئة"، ومؤكدا أنهم لا يمكن أن يكونوا -في هذه المليشيا- ضد الأسد.
تصريحات وثقتها صحيفة "النهار" اللبنانية، في حوار مطول للغاية مع الرجل الميداني الأول في "العمال الكردستاني"، جميل بايك، الذي يعد خليفة "أوجلان".. "أوجلان" المسجون منذ سنوات طويلة في تركيا، بعد طرده من سوريا على يد حافظ الأسد، تنفيذا لاتفاق عقده الأخير مع أنقرة يومها.
فمن جملة ما قاله "بايك" عندما سئل عن علاقته بدمشق اليوم: "علاقتنا بحافظ الأسد وعائلته كانت وثيقة ودافئة. لا يمكننا أن نكون مناهضين لسوريا أو ضد الأسد".
وزعم "بايك" أنهم لم يبادلوا بشار نفس الموقف "البارد"، مفسرا: "رغم أن إدارة بشار الأسد اتبعت موقفا باردا وسلبيا تجاهنا بسبب ما حدث في روج آفا، إلا أننا لم نتخذ مقاربة مماثلة. حاولنا فهمهم. نريدهم أن يفهمونا أيضا. لم نقطع علاقتنا بدمشق قط. إن لم يقوموا هم بقطعها لن نقوم نحن بقطعها أبدا".
وتابع: "لطالما قدّرنا الصداقة بين القائد عبد الله أوجلان وعائلة الأسد. لا يمكن لدمشق أن تقول أي شيء سلبي عنا، وإن فعلت، فسيكون ذلك تقييما غير عادل وغير موضوعي".
ورأى "بايك" أن الحل الأصح في بناء علاقة "الإدارة الذاتية" مع نظام الأسد يتطلب "المصالحة" بينهما، قبل أن يستدرك: "نسمع أن الإدارة الذاتية ودمشق تجريان محادثات بين الحين والآخر. نحن سعداء بذلك. نشجع كلاً من الإدارة الذاتية ودمشق في هذا الصدد".
وعلى نفس منوال إيران وروسيا وغيرها ممن امتنوا على بشار وأرجعوا بقاءه لمساعداتهم، امتن "بايك" على بشار قائلا: "النظام السوري يعرف أيضاً أنه لو وقعت روج آفا وشمال وشرق سوريا في أيدي "داعش" والمرتزقة، لسقطت حلب ودمشق. إن نضال الكرد والعرب والآشوريين من أجل حماية روج آفا وشمال وشرقي سوريا ضد "داعش" والعصابات ضمن صمود دمشق أيضا. ومن المعروف أن الكرد الذين يعيشون في حلب حموا أيضا حلب بمقاومتهم".
وعن طبيعة العلاقة بينهم من جهة، وبين حزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) والإدارة الذاتية من جهة أخرى، أجاب خليفة أوجلان: "حزب الاتحاد الديموقراطي هو حزب تبنى فلسفة ريبر (القائد) آبو (أوجلان) وخطه الأيديولوجي. وقد أُسّس بالفعل على أساس 20 عاما من عمل القائد عبد الله أوجلان في سوريا ولبنان وروج آفا. لا أحد يستطيع أن يسأل أي حزب لماذا تتبنى هذه الأيديولوجية".
لكن "بايك" سرعان ما نفى أن تكون لديهم أي علاقة "عضوية" مع حزب الاتحاد الديموقراطي والإدارة الذاتية، مدعيا أن الأمر لا يعدو "تقاربا طبيعيا" ناجما عن أن حزب الاتحاد الديموقراطي هو "حركة كردية في غالبه"، كما إن هناك "أكراد في الإدارة الذاتية".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية