أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رحيل السنديانة "راغدة عساف" بعد عامين من معاناتها في أمريكا

عساف

رحلت صباح السبت الماضي 23/10/2021 في الولايات المتحدة الأمريكية المعتقلة السابقة "راغدة عساف" إحدى أهم المعارضات لنظام الأسد منذ بداية السبعينات عن عمر ناهز الـ 67 عاما بعد معاناة امتدت لعامين مع المرض وكان للراحلة التي وصفها ناشطون بـ"السنديانة" دور بارز في مقارعة نظام الأسد من خلال تجربتها الكفاحية مع ما كان يعرف بـ"رابطة العمل الشيوعي" قبل أن يتم تسميتها بـ"حزب العمل الشيوعي"، ودفعت ثمن معارضتها اعتقالاً وملاحقة وفقداناً وتهجيراً فيما بعد لتموت في منفاها القسري غريبة اليد والوجه واللسان.

وروى المعارض "مصطفى الدروبي" لـ"زمان الوصل" أن الراحلة كانت من أوائل الرفيقات المعتقلات في سجون حافظ الأسد، وبرزت منذ بداية التشكيل الجدي لظاهرة المرأة السورية المشاركة في قضايا الشأن العام في أخطر وأصعب ظروف مواجهة قمع للسلطة.

وتابع المصدر: "من  لا يعرف راغدة شخصياً عليه أن يتأمل هذه السنديانة الجميلة كيف تعبر عن نفسها وكيف تبوح بأحلامها".

واستعاد عدد من أصدقاء الراحلة مواقف من حياتها وصلابتها وإنسانيتها في منشورات على صفحاتهم.

وروى "جمال سعيد" أنه تعرف على اسم "راغدة عساف" أول مرة أواخر سبعينيات القرن الماضي، مضيفاً أنه قرأ اسمها بين أسماء معتقلات ومعتقلي رابطة العمل الشيوعي في جريدة "الراية الحمراء".

وبعد إطلاق سراحها تعرف عليها عن قرب عام 1980، وبعد إطلاق سراحه في التسعينيات التقى بها مراراً.

واستدرك: "كل مرة كنت أراها أقوى من الانكسارات والخيبات التي تحد تجربة اليسار الجديد في سوريا من الجهات كلها. عندما قرأت اليوم خبر موتها لم أصدق أنها قابلة للموت. وعندما صدقت أحسست أن جبلاً عالياً قد هوى في داخلي".

أما "حسن قاسم" فروى أنه تعرف إلى اليسارية المناضلة في إحدى الندوات التي كان يقيمها الحزب الشيوعي السوري في قاعة اتحاد العمال خلف فندق الميريديان بدمشق في تسعينات القرن الماضي برفقة صديق له كان منتمياُ للحزب المذكور ومعتقلاً سابقاً لدى النظام.

وأردف أن راغدة "كانت امرأة مفعمة بروح مرحة وعنفوان قل نظيره من امرأة عانت كثيراً من غياهب السجون وعذاب المعتقلات، امرأة لم تعرف الانكسارات، تتطلع دوماً لمستقبل أفضل لكل مكونات الشعب السوري".

وروى "عماد بدير" أنه عرف الدكتورة "راغدة" قبل 21 عاماً بحكم مصاهرته لعائلتهم وكان لعائلته -كما يقول شرف- استضافتها وإقامتها في منزلهم في عمان ثلاث مرات عندما كانت تحضر إلى عمان لعمل رسمي أو للمشاركة وحضور مؤتمرات طبية وعلمية.

وأضاف "بدير" أن المرء لا يستطيع اختزال شخصية الدكتورة "راغدة" بسطور فقد اتسمت بالذكاء والثقافة وقوة الشخصية والطموح الذي قادها إلى كلية الطب بجامعة دمشق والتخرج منها طبيبة عامة، ثم التخصص لاحقاً بطب وجراحة الأمراض النسائية والتوليد وممارسة هذا الاختصاص بمستشفيات سوريا ثم في عيادتها الخاصة في ريف دمشق.

واستدرك أن "جمال روحها وصراحتها المحبوبة وثقافتها الواسعة كانت تسبق وسامة وجهها وحضورها الجسدي في استقطاب قلوب مجالسيها ومعارفها".

وقالت المخرجة "هالة العبد الله" التي ربطتها بالراحلة صداقة حميمية وأخرجت عنها فيلماً سينمائياً  بعنوان (أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها) أن "راغدة" كانت من أقوى  النساء اللواتي عرفتهن في حياتها لم يكسرها الاعتقال، لم يكسرها فقدان الأحبة، لم تكسرها خيبات الحياة، لم يكسرها المرض..كانت تقاوم بصمت ولكن كان صوتها عالياً دوماً بصراحتها وجرأتها وشفافيتها.

وبدوره علق الصحفي والكاتب "وائل السواح" بنبرة مؤثرة: "صديقتي ورفيقتي وإحدى بطلاتي في الحياة راغدة عساف ابراهيم قررت أن تهجر هذا العالم المريع إلى كون أصدق وأجمل وأرحب، ليس فيه طغاة ولا سماسرة ولا  قتلة".

وكانت الراحلة "راغدة عساف" قد اعتقلت على خلفية مشاركتها في نشاطات رابطة الحزب الشيوعي في حملة أيار 1978 مع عدد من النساء منهن "صباح عبدلكي، هالة العبد الله، خلود العبد الله، نجود اليوسف، سناء الكردي، ليلى نحال، روزيت عيسى، رنا سيور، وفيروز خوري".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(168)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي