أكد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" أن التصعيد على شمال غربي سوريا يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، بينهم أكثر من 1.5 مليون مهجراً قسراً يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وشدد في بيان له أن قوات النظام وروسيا ارتكبت مجزرة في مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، أمس الأربعاء 20 تشرين الأول، راح ضحيتها 10 مدنيين بينهم 4 أطفال وامرأة، وأصيب 20 آخرون بينهم أطفال ونساء، وبعضهم بحالة حرجة، معتبرة أن هذا التصعيد ينذر بموجة نزوح جديدة على أبواب فصل الشتاء وبالتزامن مع انتشار كبير لفيروس كورونا.
وأوضحت أن قوات النظام وروسيا استهدفت بقصف مدفعي سوقاً شعبياً وطرقاً عامة ومحيط عدة مدارس في المدينة، خلال الذروة الصباحية وبالتزامن مع توجه الأطفال إلى مدارسهم، ومن بين ضحايا المجزرة 3 طلاب ومدرّسة.
ولفتت إلى أن مدينة أريحا التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 50 ألف مدني، وهي أكبر تجمع سكني بريف إدلب الجنوبي حالياً، شهدت عودة عدد كبير من سكانها الذين نزحوا إلى مخيمات الشريط الحدودي، بعد الحملة العسكرية للنظام وروسيا مطلع العام الماضي، ولكن تجدد القصف على المدينة يجعلهم من جديد عرضة للنزوح بالتزامن مع فصل الشتاء وصعوبة الظروف في المخيمات التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة وانتشار فيروس كورونا.
وخلال الأيام الماضية صعّدت قوات النظام وروسيا قصفها المدفعي على شمال غربي سوريا بشكل خطير، إذ استهدفت يوم السبت 16 تشرين الأول، عدداً من المرافق الحيوية على الطريق الواصل بين باب الهوى وسرمدا بريف إدلب الشمالي، ما خلّف 4 قتلى و23 مصاباً وخسائر مادية كبيرة، وفقا للمنظمة الإنسانية.
وقالت: "منذ بداية الشهر الحالي تلوح بوادر تصعيد عسكري، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية الشهر الحالي حتى يوم أمس لأكثر من 32 هجوماً، أدت لمقتل 8 أشخاص من بينهم طفل، فيما تم إنقاذ وإسعاف 37 شخصاً أصيبوا إثر تلك الهجمات".
كما استجاب الدفاع المدني السوري منذ بداية الحملة العسكرية الأخيرة في شهر حزيران حتى نهاية شهر أيلول الماضي، لأكثر من 650 هجوماً جوياً ومدفعياً، أدت لمقتل 135 شخصاً، من بينهم 50 طفلاً، و23 امرأة، فيما تم إنقاذ وإسعاف أكثر من 350 شخصاً أصيبوا نتيجةً لتلك الهجمات".
كما أكد أن التصعيد على شمال غربي سوريا يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، بينهم أكثر من 1.5 مليون مهجراً قسراً يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة حيث حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ملايين الأشخاص في سوريا معرضون لخطر الجوع، بعد أن دفعت عشر سنوات من الحرب، والانهيار الاقتصادي، و COVID-19 بالفعل أكثر من 12 مليون شخص إلى انعدام الأمن الغذائي".
وأردف: "بالرغم من هذه التحذيرات الأممية، فإن نظام الأسد وحليفه الروسي مستمران في اتباع سياسة الحصار والتجويع ومحاولة منع إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا، وتسييس توزيع المساعدة في المناطق الخاضعة لسيطرتهما، مع استمرار القصف ومنع عودة المهجرين إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية للعمل بها وتأمين قوت يومهم".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية