من يتحركون لمحاصرة إيران ينطبق عليهم المثل العربي الذي يقول: من يجرب المجرب أرعن وعقله مُخَربْ. لكن هذا ليس معناه أن العدوان على إيران مستبعد وغير جدي.فاحتمالات العدوان عليها قائمة لهذه الأسباب: البريد الإلكتروني: [email protected]
وأكثر ما يضحك ذاك التناقض والضياع والتهريج في أوساط الإدارة الأميركية حين نرى من يُجْهد نفسه بتهييج المجتمع الدولي من الخطر النووي الإيراني, أو يحاول إقناع دول جوارها بوضع أنفسهم ودولهم في حالة حرب وعداء معها. في حين يسعى البعض الآخر للتهدئة,وهو ما أعلنته السفيرة الأميركية لدى الكويت السيدة ديبورا جونز بصريح العبارة حين قالت: وضع الخطط العسكرية لا يعني أن الحرب قادمة مع إيران.
لا عجب ولا غرابة ونحن نرى ونسمع عن الأشواط التي قطعتها إيران في مجال تطوير صناعتها في مختلف المجالات.والرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو من قال لو كان العلم من الثريا لطالته أيدٍ من فارس.
وكم هو الإرهابي شمعون بيرس رئيس إسرائيل مضحك حين يفرض نفسه وصياً على العالم والعالمين العربي والإسلامي ليتحدث بالنيابة عنهم فيقول: إن إيران اليوم أكبر خطر على السلم العالمي وأنه لا يجوز لإسرائيل أن تواجه هذه المشكلة بمفردها,وسعي إيران لفرض هيمنتها على العالم الإسلامي يشكل تحدياً للدول العربية.
تعرف الإدارة الأميركية جيداً أن العقوبات التي فرضت على إيران منذ قيام الثورة الإيرانية لم تفلح في ثني إيران عن أهدافها. وحتى أن الباحثة الأميركية سوزانا مالوني ورئيس تحرير دورية أمن الطاقة التي تصدر عن معهد تحليلات الأمن العالمي أعدا دراسات حول هذا الموضوع.وما ورد في هذه الدراسات مع ما تلاها من مستجدات يثبت فشل هذه العقوبات. وأهم ما تمخض عن هذه العقوبات يمكن تلخيصه بما يلي:
1. عدم تأثر إيران بالنقص من البنزين ونجاحها في سد احتياجاتها من هذه المادة بطرق ووسائط أخرى.علماً أنه بحلول عام 2012م ستتمكن إيران من الاكتفاء ذاتيا من أنتاج البنزين المكرر.
2. امتلاك إيران ثالث أكبر احتياطي من الغاز في العالم حوالي 16% من أجمالي الاحتياطي العالمي.
3. اعتماد إيران على الاستثمارات الصينية في برنامجها لتوسيع نطاق صناعاتها التكريرية.
4. اتجاه إيران للاستثمار في معامل تكرير مشتركة في الخارج. وهذا سيضاعف أنتاجها من البنزين.
5. إيران من أكبر الدول المنتجة للميثانول في العالم وتسعى لزيادة طاقتها الإنتاجية منه بحوالي60%.
6. سعي الهند ودول أوروبية وأسيوية إلى مد خطوط لنقل الغاز الإيراني إلى بلدانهم.
7. رد الفعل الإيراني ضد أية عقوبات جديدة سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي. وسيكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد الأميركي المأزوم أصلاً نتيجة حروبها العبثية.
والتفكير بالعدوان على إيران سيكون نوعاً من الجنون والانتحار لكل من يفكر في هذا الخيار للأسباب التالية:
1. فالمحافظون الجدد وصقور الحزب الجمهوري سيسعون جاهدين في دفع إدارة أوباما نحو حرب مع إيران بهدف إبقاء بلادهم متورطة وفي ورطة كي يبقوا طلقاء من المساءلة والحساب. وكي يبقى الشعب الأمريكي يعيش أجواء الخطر والمخاوف والقلق فلا يجرؤ أحد على المطالبة بمحاكمة مع من دفعوا ببلاده والعالم إلى الخراب والفقر, وهتكوا أمنها القومي وقذفوا بأبنائها إلى الحروب وشوهوا صورة بلادهم, وارتكبوا جرائم حرب تفوق في همجيتها ووحشيتها وإرهابها وحشية البرابرة والنازية.
2. وحكام إسرائيل في ترويجهم للخطر الإيراني ينشدون المنفذ والخلاص للتهرب من استحقاقات السلام.ويتلاعبون بعواطف الشعوب على ما قد تواجهه إسرائيل من أخطار.كما أنهم بذلك يضعون الإسرائيليين في حالة رعب وخوف مما يحيق بهم من أخطار كي يبرروا حروبهم بذريعة أنهم مجبرين عليها ولا مفر منها رغم ما قد تحمله من هزائم وانتكاسات وتلحق بإسرائيل وحليفتها من أضرار.
3. والمنظمات الصهيونية وعلى الأخص منظمة إيباك يعتبرون أن توريط الولايات المتحدة الأمريكية بحرب مع إيران سيفك عن إسرائيل طوق العزلة وسيشغل الأمريكيين ويبعدهم عن التفكير بما جرته عليهم إسرائيل من خسائر وإخطار طيلة العقد الحالي والعقود السابقة من القرن العشرون.
4. وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من المسلمين والعرب سيجدون في هذه الحروب خشبة الخلاص والقشة التي تنقذهم من الغرق على أن إيران هي السبب ويحملونها مسؤولية احتلال وخراب العراق.
5. وأنظمة ودول ومنظمات رغم اختلاف عقائدها ومشاربها والعداء فيما بينها ترى أن دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب مع إيران سيدفع بها نحو الهزيمة والانتحار وتفكيك إمبراطوريتها القائمة, وإنهاء دورها على الصعيد الدولي, وحتى المسارعة إلى الهرب بأسوأ حال من هروبها سابقاً من فيتنام.
فالوضع العالمي بحاجة إلى أنظمة وحكومات وقادة يتعاملون مع القضايا بموضوعية ومنطق وشفافية وحكمة مستفيدين من التجارب السابقة كي لا تفلت الأمور ويدفع بالعالم نحو الهاوية, لا إلى شخصيات حمقى وهزلية وحاقدة وإرهابية ومجرمة وعدوانية سطت على مقاليد الحكم بانتخابات ليس فيها من قيم ومضامين الحرية والديمقراطية سوى أسميهما فقط .فهذه الشخصيات الهزلية والمجرمة والإرهابية تنفعل بالإحداث فتظهر ردود أفعال منفلتة وغير منضبطة, وتفتقر في تصرفاتها للعقلانية و المنطق وأبسط قواعد الحكمة,وتعيد تكرار واجترار التجارب رغم مرارة وفداحة هذه التجارب.وتدفع بشعوبها وشعوب العالم نحو الخراب والدمار. وهذه الحقيقة يعرفها السيد الرئيس باراك أوباما جيداً وكيف كانت شعوب العالم متعاطفة معه لأنه رجل عاقل وأمنيتها أن يفوز,ولأنه رجل عاقل صوت له الشعب الأميركي ومنحه ثقته كي يكون رئيس بلاده الجديد.
وخلاصة القول: أن هروب الإدارة الأمريكية وإسرائيل المحاصرتين من المجتمع الدولي نحو شن حروب جديدة لن يفك عنهما الحصار,ولن يكسر عنهما طوق العزلة,وسيزيدان الطين بلة, وهما بذلك إنما يهربان من نار إلى نار.ثم أن مكرهما وخبثهما وأفكهما ليس لهم من قيمة أو فائدة أمام عزيمة وشجاعة وبسالة الشعب الإيراني,و حنكة وبراعة وحكمة ورجاحة عقل القيادة في إيران والتي أعدت للأمر عدته وحددت كيف يكون الرد بعد أن استفادت من درس العراق.وبعد أن باتت الصواريخ الإيرانية تطال كل مكان في إسرائيل. وبات جنود الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان وحاملاتها وقطعها البحرية في الخليج في متناول اليد.
الأربعاء: 3/3/2009م
[email protected]
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية