في خيمة قماشية لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء وسط مخيم "قاح" على الحدود السورية -التركية يعيش الطفل "عدي الحمود" الذي ولد مصاباً بإعاقات مزدوجة تمثلت في كف بصره وترقق عظامه وضمور دماغه إضافة إلى ضمور جسدي يوحي لمن يراه أن عمره لا يتجاوز الأشهر رغم أنه تجاوز الثلاث سنوات من عمره.
ويقول والد الطفل "وائل الحمود" النازح من "سراقب" لـ"زمان الوصل" إنه عرض طفله على العديد من أطباء العصبية والعظمية وأطباء العيون في الشمال السوري فنصحوه بمتابعة أدويته فقط، مؤكدين عدم وجود علاج لأمراضه الولادية.
وروى محدثنا أنه عرض طفله على منظمات طبية وإنسانية دون أن يتجاوب معه أحد أو يقدم له أي مساعدة والطفل بحاجة دوما إلى أدوية وغذاء وفوط بشكل يومي، علماً أنه عامل بالمياومة لا يكاد مردود عمله يكفي لشراء الخبز وبعض الطعام لعائلته المكونة من زوجة وطفلين عدا "عدي".
وأكد محدثنا أن مصروف "عدي" يتجاوز في الشهر 120 دولاراً وليس بمقدوره تأمين نصف هذا المبلغ، لافتا إلى أن طفله يعاني ضعف تغذية لعدم وجود إمكانية في تأمين احتياجاته وشروط السكن في خيمة غير مناسبة لحالته.
واطلعت "زمان الوصل" على تقرير طبي صادر عن مشفى الرجاء الجراحي التابع لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية في قاح يؤكد أن الطفل "عدي الحمود" 3 سنوات يعاني من مرض وراثي عبارة عن ترخم عظام وكسور تلقائية دون سبب وقصر قامة وكف بصر، إضافة إلى ضمور دماغي ويحتاج إلى رعاية دائمة وفوط وأدوية مدى الحياة.
وكشف المصدر أن الطفل "عدي" كسرت قدمه منذ سنة وتم تجبيرها ولكنه لم يتحمل الجبيرة، حيث بدأ لحمه بالتسلخ جراء وضع الجس، ولا تزال قدمه مكسورة دون تجبير وهو دائم الصراخ منها عند أدنى حركة، كما أصيبت قدمه المكسورة بقصر بحوالي 3 سم.
وأشار والد "عدي" إلى أنه بحاجة إلى عملية زرع قرنية لعينيه تكلفتها حوالي 7 آلاف دولار حسب تشخيص الطبيب المشرف على حالته، وهو بحاجة أيضاً إلى عناية علاجية وانتقال من الخيمة إلى منزل صحي مناسب لوضعه الصحي الذي يتفاقم مع زيادة نموه.
وبحسب تقرير لمفوضية اللاجئين الإنسانية فإن هناك أكثر من مليار نسمة في شتى أنحاء العالم، أو حوالي 15 بالمائة من التعداد السكاني العالمي، مصابين بإعاقات.
وبحسب المصدر ذاته هناك حوالي 6،7 مليون نسمة من ذوي الإعاقات تعرضوا للنزوح القسري جراء الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى والنزاعات والعنف الشامل، وفي غالب الأحيان لا تؤخذ احتياجاتهم الخاصة بعين الاعتبار في جهود الإغاثة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية