أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مافيات تختطف اللاجئين وتجبرهم على إرسال شيفرات التأمين إلى المهربين في تركيا

"فك شيفرات التأمين" هي كلمة السر في العديد من عمليات اختطاف اللاجئين وسلبهم أموالهم وكل ما يملكون من قبل مافيات أفغانية وباكستانية على طريق الهجرة غير الشرعية، سواء على الأراضي التركية أو اليونان بالاتفاق مع مهرب يدعى "أبو زكور" -اسم مستعار- موجود في منطقة "اسنيورت" باسطنبول وفق ناشطين.

وتداول الناشطون منذ أيام عدة فيديوات لمجموعة من اللاجئين مقيدي الأيدي، وهم يتعرضون للضرب عل يد أفغان-كما يبدو من لغتهم- لإجبارهم على كشف شفرات التأمين، وفي فيديو آخر يطلبون منهم إرسال فيديو إلى مكتب التأمين لأجل تسليم المبالغ إلى المهرب "زكور الكردي" أيضاً تحت التهديد بالقتل إن لم يستجيبوا.

ويظهر في الفيديو عدد من المهاجرين الشبان ومنهم من جنسيات غير عربية، ويقول أحدهم ويدعى "عبد الرحمن أحمد" إنهم وصلوا بخير وسلامة، ويذكر اسم "زكور الكردي" لتسليمه التأمين، ويقول لاجئ يدعى "عبد الهادي محمد" أنه وصل إلى صربيا ويذكر اسم المهرب ذاته، في فيديو آخر يبدو أحد الخاطفين وهو يصفع لاجئاً آمراً إياه أن يقول إنه وصل إلى صربيا، وكذلك يفعل لاجئ شاب آخر لم يذكر اسمه.

وقال الناشط "علاء العراقي" لـ"زمان الوصل" إن "زكور الكردي" ويدعى "عبد القادر"، حسب ناشطين، اعتاد على الاتفاق مع اللاجئين الذين يرغبون بالهجرة غير الشرعية على نقلهم بحجة أن لديه شاحنات تنقلهم إلى صربيا أو بلغاريا أو اليونان وأن لديه صلات تسهل لهم هذه الرحلات، وينشر إعلاناته على صفحات التواصل الاجتماعي ويطلب منه -على عكس المهرين الآخرين- تأمين المبلغ المطلوب من خلال إيداعه في أي مكتب يريدونه ليكسب "ثقتهم" ويُبعد عن نفسه الشبهة، وبعد تأمين المبلغ يرسلون إليه إشعار التأمين.

وأضاف أن المكتب المذكور يرسل إشعارا للمهرب على موبايله بأن هناك من أمّن له مبلغاً على الرحلة رقم كذا متجهة إلى صربيا أو بلغاريا مثلاً، علماً أن اللاجئين يكونون في تركيا أو اليونان.

وتابع المصدر أن المهرب بعد أن يستلم الإشعار يقوم بتقطيع اللاجئين عبر النهر، وهناك مافيات من جنسيات أفغانية وباكستانية يقومون باختطاف اللاجئين وأخذهم إلى مناطق خربة أو بيوت مهجورة أو في غابة مقطوعة أحياناً وهي منتشرة بكثيرة على الأراضي اليونانية أو ثكنات عسكرية مهجورة، ويقومون بضربهم بعد تقييد أيديهم وتطميش أعينهم ويجبرونهم على  تصوير فيديو لصاحب مكتب التأمين ويقوم المكتب بتسليم المبلغ، وبعد التأكد من استلام المبلغ يترك الخاطفون اللاجئين في مناطق نائية أو مهجورة، ويعاود هؤلاء الخاطفين الكرة مع مجموعات أخرى تأتي عن طريق زكور أو غيره.

وكشف المصدر أن المجموعة الأخيرة تم تركهم في تركيا نفسها بعد أن خسروا أموالهم وتعرضوا للضرب والإهانات دون أن يتمكنوا من الشكوى إلى السلطات التركية كي لا يتم اعتقالهم.

وأشار محدثنا إلى أن المهرب "زكور" يعمل في التهريب والسلب بهذه الطريقة منذ سنوات، وتم اعتقاله وسجنه أكثر من مرة ثم خرج وعاد باسم مستعار جديد هو "عبد الله"، وعاد حالياً ليعمل باسمه القديم بالتنسيق مع مافيات أفغانية وباكستانية تتقاضى عملات منه جرّاء عملياتهم هذه.

وكانت "خلية الإنقاذ والمتابعة" قد أفادت بأن السلطات التركية أوقفت في 15 أيار –مايو الماضي بمدينة إسطنبول 32 شخصًا في عملية أمنية ضد مهرّبي المهاجرين، وذلك بعد متابعة ومراقبة استغرقت شهرين، وطالت العملية أشخاصًا يقومون بتهريب المهاجرين، تحت مظلة شركات سفر وسياحة، وبحسب المصدر نفذ الأمن التركي في إسطنبول عملية استهدفت 8 نقاط مختلفة، شملت مكاتب صرف عملات، ومحلات مجوهرات ومراكز حوالات مالية، وأسفرت العملية عن ضبط كميات كبيرة من الأموال بالليرة التركية والعملات الأجنبية مثل الدولار واليورو، إلى جانب وثائق مستخدمة في تبييض الأموال عبر نظام "الحوالة" وحكمت المحكمة، بعد انتهاء التحقيقات، بسجن 11 منهم، وإخلاء سبيل الآخرين بشرط خضوع 9 منهم للرقابة القضائية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي