دعا ناشط سياسي تركي السوريين في تركيا إلى أن يكونوا "معمرين لا مخربين"، قائلا أنه لاحظ أن "معظم الأخوة السوريين لا يرغبون ولا يسعون إلى طريق الإصلاح والحل"، في تعقيب منه حول المشكلة الأخيرة التي ثارت على خلفية زج كملة "السوريين" في سؤال يتناول واقعة رمي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالحجارة.
وكان أحد المواقع المختص بشؤون التعليم في تركيا قد نشر نسخة عن امتحان في مادة الدين، وفيه سؤال اختياري عن واقعة رمي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الواقعة الموثقة في كتب السيرة النبوية، والتي حدثت للنبي عند زيارته للطائف، بقصد دعوة أهلها للإسلام وطلب نصرتهم.
وكان نص السؤال كالتالي: من الذي رجم نبينا بالحجارة (بالتركية: peygamberimiz kimler taşlandı)، وتم إلحاق السؤال بأربعة خيارات هي: أهل مكة، أهل الطائف، أهل المدينة، السوريون.
الناشط السياسي التركي "جلال دمير"، الذي دعا السوريين لأن يكونوا "معمرين لا مخربين"، أقر كما رصدت "زمان الوصل" أن وضع كلمة "السوريون" ضمن الخيارات هو خطأ فادح، دفعه كما زعم للتواصل مع المسؤول عن الموقع التعليمي، الذي ادعى بدوره أنه أخذ أسئلة الامتحان من كتاب يدرس في ألمانيا للأتراك.
"دمير" الذي تجمعه صور مع العديد من المسؤولين الأتراك، وفي طليعتهم "أردوغان"، ويقدم نفسه بوصفه مدافعا عن حقوق اللاجئين السوريين، ومستشارا للشؤون القانونية.. "دمير" قال إن تواصله مع المسؤول عن الموقع التعليمي أسفر عن تغيير صيغة السؤال، وهو بالفعل ما حدث، حيث تم حذف الصفحة التي كانت تحمل السؤال مع خيار "السوريون"، وجرى تحديث صيغة نفس السؤال مع خيار "اليمنيون".
وقد تداول سوريون على مواقع التواصل خبر السؤال، ما أثار بينهم موجة واسعة من الجدل، بين من رآه تصرفا تحريضيا مقصودا، وتعبيرا عن عنصرية مقيتة تجاه السوريين، ومن هون من الأمر واعتبر أنه لا يعدو كونه "خيارا" من ضمن الخيارات التي يستطيع من يضعون أسئلة الامتحانات في كل العالم الاستعانة بها.
وبين هؤلاء وأولئك، حاول بعضهم إمساك العصا من المنتصف، قائلا إن لمن يضع أسئلة الامتحانات حق إدراج ما يشاء من خيارات، هذا من حيث المبدأ نظريا، أما عمليا فإن الزج باسم "السوريين" في سؤال عن واقعة رمي النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة، كان من الأولى تجنبه، في بلد (تركيا) تؤوي نحو 4 ملايين سوري، ما زالوا يتعرضون بين الفينة والأخرى لتصرفات عدوانية من بعض فئات الشعب، كما إن عددا الأحزاب المعارضة التركية ترفع في كل مناسبة انتخابية عقيرتها ضد السوريين وتطالب بترحيلهم.. وعليه كان من الأفضل أن يكون السوريون بعيدين عن هذا السؤال الامتحاني وعما أثاره من لغط، كما يفضلون دائما أن يكونوا بعيدين عن أي تجاذبات حزبية أو سياسية.
تقول كتب السيرة إن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد اشتداد أذى قريش له عقب وفاة عمه "أبو طالب"، خرج إلى الطائف يلتمس النصرة، و"يرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله عز وجل" وفي ذلك يروى عن الصحابي "جبير بن مطعم" رضي الله عنه أن زيد بن حارثة كان معه خرج مع النبي "في ليالٍ من شوال سنة عشر يلتمس النَّصر من ثقيف والمنعة بهم من قومه، ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى.
فلما انتهى إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف.... فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلَّمهم بما جاء به من نصرته على الإسلام والقيام على من خالفه من قومه..... فأقام بالطائف عشرة أيام وقيل شهرا لا يَدَعُ أحدا من أشرافهم إلا جاء إليه وكلَّمه، فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم منه، فقالوا: يا محمد اخرج من بلدنا. وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبُّونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس".
قال ابن عقبة: وقفوا له صفَّين على طريقه، فلما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الصَّفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدمَوا رجليه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية